|
كيف واجهت الحكومة الشيوعية في الصين فيروس كورونا وبدات بالتغلب عليه !,
ناصيف معلم
الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 11:11
المحور:
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
حكومة الصين الشيوعية تنتصر على كورونا الخفافيشية لقد تعاملت وسائل الاعلام على مستوى الكرة الأرضية مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمحافظة ووهان بصفتها اعلانا رسميا للانتصار في الحرب على فيروس كورونا. وقد تم التعامل مع خطابات الشكر والتقدير التي القاها الرئيس الصيني امام مكونات القطاع الصحي والاداري هناك بصفتها مؤشرات رسمية على ان جمهورية الصين الشعبية هي اول دولة عبر التاريخ البشري تسيطر على احد الأوبئة الفتاكة في الوقت الذي تتخبط فيه دول العالم في عمليات احتواء الوباء. السؤال: ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت الصين الدولة الأولى في العالم التي تسيطر على فيروس كورونا في الوقت الذي لم تتمكن فيه دولا عظمى تعاني من اوبئة فتاكة ولم تستطع الحد منها او السيطرة عليها؟؟ هناك عدد كبير من الأسباب أهمها ما يلي: أولا: إمكانيات الصين الهائلة التي ليست متوفرة في معظم دول العالم مثل: أ. الإمكانيات المادية: لقد استطاعت الحكومة الصينية وحزبها الشيوعي الحاكم توفير الطعام والشراب والادوية لمواطني ووهان الذي يقدر عددهم ب 11 مليون مواطن منذ بداية انتشار المرض قبل حوالي الشهران. حقيقة لا تستطيع أي دولة بإمكانيات متواضعة ان تتخذ قرارا صعبا للقرار الذي اتخذته الحكومة الصينية المتمثل بحجز 11 مليون داخل منازلهم وتحمل مسؤولية معيشتهم. ان مثل هذه العملية تكلف مليارات الدولارات. وبالمناسبة لم تقتصر العملية الوقائية على ووهان، بل هناك مناطق اخرى يزيد عدد سكانها عن 60 مليون مواطن. ب. الإمكانيات التكنولوجية المتطورة: لقد انبهر العالم بما شاهده عبر التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي من ثورة تكنولوجية صينية خارقة، فالروبوتات الجوالة التي تستطيع قياس حرارة المواطنين في الشارع، والطائرات الصغيرة المسيرة التي تلاحق المواطنين غير الملتزمين بوضع الكمامات وتحذيرهم، الى الروبوتات التي تقدم الطعام للمرضى، والأخرى التي تنقل الادوية من المصانع للمستشفيات، والأكثر من هذا وذاك تطبيقات البلفونات التي تجعل المواطن مصنفا حسب حالته الصحية وغيرها الكثير الكثير من الأجهزة التي ابهرت العالم، بحيث اخذ علماء الدول الرأسمالية تتساءل عن مستقبلها ومستقبل صناعاتها التي تعتبر متخلفة بالمقارنة مع ما تم الافراج عنه من المصانع الصينية. وطبيعي ان ما تم تشغيله وعرضه خلال هذه الازمة ليس الجيل الجديد او الجيل الحديث من الأجهزة، بل تعتبر الأجيال الحديثة اسرار دولة يمنع عرضها، وهذا ما أدى الى جنون أعداء الصين الذين قالوا: "نحن متخلفون امام ما شاهدناه، فما هو مستوانا امام ما لم يتم كشفه؟" ثانيا: القيم الشيوعية الإنسانية في الصين: ان قرار الحكومة والحزب بتحمل مسؤولياتهم تجاه شعبهم ما هو الا الالتزام بحماية المواطنين من المرض وانتشاره، فاللجان والشبكات والهيكليات التي تم انشائها من الموظفين والمتطوعين ما هي الا ترجمة عملية لقيم إنسانية قد تجهلها شعوب أخرى، ان وجود 12 الف طبيب وممرض متطوع يقبعون في المطارات للسفر الى ووهان للتطوع وللمساهمة في مساعدة المواطنين ومواجهة الفيروس ما هو الا تعبير حقيقي عن الالتزام القيمي الإنساني في الوقت الذي لوحظ فيه في بعض الدول الرأسمالية عدم التزام اعداد كبيرة من مكونات القطاع الصحي في العمل في المستشفيات خوفا من العدوى. وبالمناسبة جمهورية الصين الشعبية ومنذ بداية انتشار الوباء لم تشهد حالة تهرب واحدة من أي من العاملين. باختصار، الصينيون وطنيون، يعتزون بهويتهم الوطنية وهويتهم الفكرية ولديهم الاستعداد للتضحية لا سيما وان دولتهم تعترف بهم وتتعامل معهم ضمن التزامات الحقوق والواجبات ثالثا. وعي والتزام المواطنين: حقيقة من الصعب على العقل البشري ان يستوعب التزام وبقاء 11 مليون مواطن داخل بيوتهم/ن! (اكثر من ضعف عدد سكان الفلسطينيين في الضفة وغزة). السؤال: كيف لهؤلاء ان يلتزموا بقرارات الحكومة وحزبها الشيوعي؟ ان المتتبع لتطور الاحداث في الصين العظيم عبر وسائل اعلامهم خاصة محطتي CGTN وCCTV الصينيتين يلاحظ كيف ادارت الصين حربها لمواجهة فيروس كورونا. باختصار شديد جدا اخضعوا العلوم عامة وعلم الإدارة بشكل خاص للتعامل مع ازمتهم، بل حربهم التي خاضوها موحدين وما زالوا. فعلم إدارة الازمات المتعلقة بالاوبئة لا يتحدث فقط عن القطاع الصحي، بل هناك ما هو اهم يتمثل بإدارة المصادر البشرية وعلى رأسها إدارة المواطنين في الازمات. وبالرغم من المخاطر وسرعة انتشار الفيروس الا ان الصينيون عندما بدأوا يضعون الخطط لمواجهة الفيروس لم يباشروا في عملية التخطيط كما هو الحال في علم الإدارة الحديث، بل باشروا بالتخطيط للتخطيط ومن ثم بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة. والاهم من هذا وذاك كانت عملية التقييم وما زالت مصاحبة لكافة الفعاليات والعمليات، حيث التقييم الساعاتي والأخر اليومي والاسبوعي...الخ والاهم كانت الدراسات والبحاث، فالمختبرات والمكتبات لم تطفئ انوارها منذ بداية كانون الثاني حتى الان، والبعض منها تحول الى فنادق ومنامة للخبراء والعلماء وللطلبة الذين تعاملوا مع مختبراتهم ومكتباتهم بصفتها ساحات معارك حقيقية. رابعا: الشفافية والمصداقية والتواصل مع المواطنين: لقد استطاعت الحكومة الصينية وكافة المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة التكاتف والوحدة في مواجهة كورونا، واحد النماذج يتمثل بما تم التبرع به من قبل أعضاء الحزب الشيوعي الشباب منذ بداية شباط حتى اليوم ما يعادل مليار و100 مليون دولار تبرع لادارة حالة الطوارئ. بصراحة لولا الشفافية التي تحلت بها الحكومة الصينية واحترامها لشعبها من خلال تزويدهم بالمعلومات الدقيقة وانشاء اللوحات الالكترونية الرقمية التي تتحدث عن كل صغيرة وكبيرة، والتي يعمل بها ثلاثة ملايين مواطن للرد على استفسارات واسئلة المواطنين، حيث اعتبرت هذه المنصات أدوات مفتوحة وناجعة للتواصل بين الحكومة والشعب، حيث توفرها لكافة المواطنين. خامسا: سيادة القانون والتعامل بجدية وبيد حديدية مع المخالفين: لم تكتفي الحكومة الصينية بالتعليمات التي اوصلتها للجمهور من خلال كافة اليات التواصل الكلاسيكية التقليدية والحديثة لتصل لكافة المواطنين، وتحدثت التعليمات عن الامن القومي للوطن، واوصلت رسالة للجميع بان الدولة تخوض حربا لا يحتمل به عدم الانصياع وتنفيذ القانون، وبالفعل قامت الأجهزة المسؤولة والمتخصصة وبمساعدة أعضاء الحزب في عملية متابعة التزام المواطنين بسيادة القانون الذي كان يسري على الجميع، والرئيس الصيني الذي زار ووهان في الامس احتفظ بالكمامة على وجههه اثناء كافة اجتماعاته ولقاءاته مع ممثلي القطاعات والشعب. سادسا: توزيع الكمامات والصابون مجانا على المواطنين: طبيعي هذا التعامل وهذه السياسة تمثل الديمقراطية الاجتماعية او العدالة الاجتماعية، فلا واسطة ولا محسوبية، ولا استغلال، وعدم وجود تجار حرب، كل هذا جعل مواطني الصين عامة وأهالي ووهان بشكل خاص بعيدين عن القلق والخوف، وهذا ساهم حقيقة كما يقول الخبراء بمحاصرة الفيروس لان الحالة النفسية الإيجابية تزيد من مناعة الانسان لمقاومة المرض. سابعا: اجراء الفحوصات في المطارات والموانئ والمعابر الأرضية للقادمين الى الصين: منذ اليوم الأول، وبالرغم من معرفة الحكومة الصينية على ان الفيروس تفشى في وطنهم الا انهم اخذوا بوضع الأجهزة واتخذوا كافة الاحتياطات لفحص الزوار القادمين الى الصين، وبالمناسبة والمفارقة ان عدد الإصابات داخل الصين اليوم كانت 24 حالة، اما عدد الإصابات للقادمين الى الصين من خارج الصين 31 حالة. ثامنا: ايمانهم بأنفسهم وبقدراتهم: يؤمن القائمون على الحكومة الصينية وكوادرها بانفسهم وبعلومهم التي ليس لها أي حدود، وبصراحة ليس لديهم أي من الأفكار الغيبية او الميتافيزيقية، وبالتالي هم يعتمدون على انفسهم وعلى قدراتهم سواء اتفقنا معهم ام لم نتفق، فالبعض منا اعتبر هذا الداء عقوبة الهية على الصين الذي سموه بالكافر، ولم يأخذوا بعين الاعتبار ان الفيروس لا يعرف الديانات والحدود الجغرافية، بل يستهدف الإنسانية جمعاء. *** وترجمة لذلك جاء في الحكمة التي قالها الرئيس الصيني شي جين بينغ للتصدي عند وقوع الكوارث اولا.. ان نتوحد ثانيا.. الا نشتكي ثالثا.. الا نتهم الطرف الاخر رابعا.. ان نكون دائما متفائلين واخيرا الا نهرب من المسئولية **** هذه اهم عوامل انتصار الصين على الفيروس، طبيعي يضاف الى ذلك استكمال عملية التعليم عن بعد لمن هم في بيوتهم، وتخصيص عدد من البرامج التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي للتسلية داخل البيوت، وضمان فتح الصيدليات ومراكز التموين 24 ساعة وغيرها وغيرها من الاليات والأدوات والجبهات التي بمجملها خلقت هذا الإنجاز. ونحن كفلسطينيين، وكعرب علينا ان نتعلم من الصين، وأول درس علينا تعلمه هو الإدارة والالتزام وليس العمل بأسلوب "الفزعة العربية" التي جلبت لنا الدوار على مدار القرن الماضي. أخيرا/ وبما ان الصين أعلنت عن تقديم خدماتها لدول العالم للمساعدة والمساندة في مواجهة كورونا، على الحكومة الفلسطينية ان تجري اتصالاتها مع الصديقة الصين للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الغنية، وانا هنا لا أطالب بجلب الأطباء، بل بالأطباء المُدَربين وأجهزة الكشف عن المرض وأنواع الادوية التي تعالج نتائج الفيروس.
#ناصيف_معلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل من جاهزية فلسطينية لاستقبال أوباما؟
المزيد.....
-
ماذا دار في أول اتصال بين وزير دفاع أمريكا مع نظيره الإسرائي
...
-
ألمانيا تحتفل بالذكرى الـ 35 لسقوط جدار برلين بعرض فني في ال
...
-
وفا: ترامب يجري اتصالا مع الرئيس عباس ويؤكد أنه سيعمل من أجل
...
-
شاهد.. أكوام من السيارات المحطمة تعود إلى شوارع إسبانيا مع و
...
-
مصر ترحب باعتماد مشروعها لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من ال
...
-
-وول ستريت جورنال-: ماكرون استجدى ترامب للحصول على تنازلات ح
...
-
زاخاروفا: زيلينسكي مستعد للتضحية بمواطني أوكرانيا من أجل الح
...
-
تايوان تسعى إلى كسب ود إدارة ترامب القادمة
-
بالفيديو.. ظهور شاهقة مائية في نابل التونسية.. ما هي وما تفس
...
-
وزير الدفاع البولندي يعلق على خطط ترامب بشأن أوكرانيا
المزيد.....
|