كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 20:55
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
الأحداث الكبيرة تشكل فارقا بين زمنين، يغاير أحدهما الآخر في كامل المزايا، بل إن اللاحق يجدُّ في نفي سابقه، ومن أهم ادواته تبديل طريقة التفكير، في إدارة العموميات الدولة والمجتمع، وإجراء تقييمات نقدية للسرديات الكبيرة المتعارف عليها.. كالحقوق والعدالة و التأمين وأساليب الحكم والإنتاج والاستهلاك. والتدين والثقافة..
وباء كورونا 2020 فاصل حقيقي بين وضعين من الحياة، بين وضع متهالك سيء فاسد ينخر بنية الوجود الوطني هو ال ماقبل ، ووضع لا أبالي مرعب يفرض تهديدات بنيوية و ينذر بالهلاك والعزلة والانقراض. انقراض معالم الهوية و تفقع لونها إلى سيميائيات لا تدل على أصلها.
يتيح فرصة أخيرة من التحدي المقابل، تنطوي على التحفز لصناعة الما بعد الاخير.
وفق رؤيا و أسلوب جديدين، و زوايا نظر عقلية تجدّ لإنهاء لعبة التغيير الفاشلة بدءً من تمهيدات الديمقراطية الكرتونية، واباطيل الليبرالية اللصة، و أشواط الانتخابات المزيفة،
و البرلمانية المقاولاتية، و نصوص الدستور الملغم بشهوات رؤساء الطوائف.
مرورا بجميع اجتهادات الاستقواء الفئوي، والشخصي على حساب هيبة الدولة، ومركزية القانون.
وثقافات المظلومية، و حقوق الخدمات الجهادية، والجامعات، والمدارس، الأهلية،
و معاهد التقوية، و مظاهر الخراب الوطني المبكية..
كورونا وباء حقيقي يبعث في نفوس ذوي الضمائر الحية، و السرائر النقية ، شعورا جارفا بضرورة التفكر بالخلاص، وإنقاذ الوطن من موجات التصدع، والتردي، والإهانة.
من يدرينا بقائمة الأوبئة ما بعد كورونا المعدة،
أو الناتجة عرضا، أو الطبيعية..
فالظروف، والعوامل التي أنتجت الفايروس قادرة أن تنتج غيره. فما من طريق أمامنا سوى التخلص من تفكير الرثاثة، و الحماقة، والجهالة التي تسرف في معاندتها للمنطق،
و العلم، ورفض، وتضييع فرص التلاقي، والتلاقح مع الحضارة، والحداثة.
مما يحتم التوجه بكليتنا إلى نقد المرحلة
اللصوصية التي جعلتنا نخون بها أنفسنا، وضمائرنا، ومبادئنا، واخلاقنا، بالقبول بتضييع العراق، وتفتيت وجوده الفارق بين الآخرين خلال وجوده الزمني، لا مفر من خيار حقيقي لمصير يحقق بناء الدولة والإنسان، لإثبات الذات.
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟