محمد كشكار
الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 08:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 6 أفريل 2012.
نرجع إلى نص هاشم صالح:
أعترف بأنه قد لزمني قضاء أكثر من عشر سنوات في أوروبا (فرنسا تحديدا) لكي أفهم أنني أضيع وقتي في الحديث عن ميشيل فوكو وجاك دريدا وجيل دولوز ومشاكل الحداثة وما بعد الحداثة...إلخ. أكثر من عشر سنوات كانت ضرورية لكي أفهم أني معاصر لأناس القرن السابع عشر بدءا من ديكارت وسبينوزا وأناس عصر التنوير من أمثال روسّو وديدرو وفولتير ودالامبيير، أكثر مما أنا معاصر لمفكري فرنسا والغرب الحاليين. باختصار، لزمني أن أعود أدراجي إلى الوراء. ولا أشعر بأي حرج أو انزعاج إذ أصرح بذلك. على العكس أشعر بسعادة غامرة بعدما اكتشفت موقعي. واستغربت كيف أمضيت كل تلك السنين في البحث عن مشاكل وهمية تخص المجتمع الفرنسي الحالي، ولا تخص مجتمعاتنا العربية-الإسلامية إلا من بعيد البعيد.
هامشة 1 صفحة 240: أعتقد أن سوء التفاهم الفظيع الكائن بيننا وبين الغربيين عائد إلى جهل كلا الطرفين بهموم ومشاكل الطرف الآخر. إنه عائد إل اختلاف الموقع التاريخي لكل من الطرفين. هذا من دون أن نتحدث عن مشاكل الهيمنة والسيطرة التي يحاول أن يمارسها الغرب علينا بسبب قوته الاقتصادية والتكنولوجية والإعلامية.. إلخ. هناك مشكلة الجهل ومشكلة المعرفة، والإنسان عدو ما يجهله لأنه يخاف منه بكل بساطة. فكل مظاهر الحياة في المجتمع الغربي الحديث تصدمنا وتصدم قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا (والعكس صحيح أيضا). ولهذ السبب تحس مجتمعاتنا بالحداثة الأوروبية وكأنها اعتداء علينا، وليست تحريرا أو مساعدة على التحرير. ولهذا السبب تتملكنا مشاعر الغيظ والضيق تجاه هذه الحداثة الطاغية والواثقة من نفسها. فنحن لا نعرف منشأها التاريخي ولا تطور حلقاتها، بل نراها هكذا جاهزة وغريبة كل الغرابة عن عالمنا فنعتقد أنها كانت دائما هكذا. وأعتقد أن على المفكرين العرب أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذه المشكلة العويصة المطروحة علينا شئنا أم أبينا. فينبغي للمرة الأولى أن تنشأ مراكز بحوث وترجمة عربية تقدم كل المراحل الأساسية لهذه الحداثة من خلال المنظور التاريخي المتدرج والصحيح. عندئذ يزول هذا الانزعاج والضيق وعدم الفهم العميق الذي نشعر به تجاه حداثة الغرب. انتهت الهامشة.
#محمد_كشكار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟