أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم محمد الجمال - الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟ (٣٣)















المزيد.....

الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟ (٣٣)


كريم محمد الجمال
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 17:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نتوجه بنظرة تحليلية الي أنماط الاقتصاد والإنتاج في الإسلام نجده ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية مرحلة النبوة والخلافة الراشدة ثم الامبراطوريات الأموية والعباسية والعثمانية ثم سقوط الخلافة ، وبربطها بنظام الحكم بمعني الشوري واختيار الشعب ثم التوريث والحاكم المتغلب بالقوة ثم مرحلة الاستقلال والدولة القومية التي نعيشها حاليا .

كما أوضحنا في مقالات سابقة أن الماركسية تهدف إلى إنهاء الطبقية و امتلاك الشعب لوسائل الإنتاج و الفرص في العمل بشكل متساو ومتكافيء ، وان ماركس استند إلى حتمية التاريخ التي تقضي بنهاية الرأسمالية كما انتهي الإقطاع وبعدها تعود الموارد ملكا لجميع الناس كما كانت في البداية قبل ظهور الإقطاع .

فهل الاسلام بطبيعته دين رأسمالي أو إقطاعي ويتنافي مع مبادئ الاشتراكية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ؟

الإجابة ستكون بحسب الفترة التاريخية التي ستحكم من خلالها ففترة الامبراطورية كانت بدون أدني شك حقبة اقطاعية ثم تلتها الرأسمالية مثل كل دول العالم باستثناء بعض المحاولات التجارب الغير مكتملة عن طريق أنطمة قومية واشتراكية وأحزاب ماركسية وشيوعية باختلاف توجهاتهم . مما يوجههنا لسؤال آخر كيف بدأ الإقطاع في الاسلام ؟وهل نمط الإنتاج الاقطاعي أو الرأسمالي من بعده مرتبط بنصوص الاسلام الثابتة أم أنه صناعة بشرية قام بها الحكام علي أسس عسكرية ودينية واستغلوا تلك الموارد لتثبيت الملك ؟

بالنظر الآيات القرآنية لا نجد ما يدل على وجود نظام اقتصادي أو نمط انتاجي مرتبط بالإسلام ، وإنما نجد نصائح ووصايا ضد الاحتكار والفساد وأكل أموال الناس بالباطل ، فالتشريع لم يتدخل في هكذا قضايا وتركها للاجتهاد البشري ليساير المسلمون الحركة الفكرية العالمية ويستفيدوا منها ويسهموا فيها ، بل علي العكس نجد الكثير من الأدلة في الأحاديث والمرويات و أفعال المسلمين الأوائل في حرمة المال العام وذم الغني وتكديس الأموال وتحريم الاحتكار .

ما فعله المسلمون الأوائل من عدم مراكمة الثروة و كثرة التبرع بالاموال لصالح بيت مال المسلمين ولم يكن الاهتمام بجمع الأموال وتوظيفها حتي انتهي عهد الحكم بالشوري واختيار الشعب وأصبح الحكم بالتوريث منذ عهد معاوية بن أبي سفيان اول ملوك بني أمية ومن بعده ابنه يزيد في مخالفة واضحة للنهج التبوي والأمر القرآني بالشوري وابتداع مما أدى إلى تأخر وتخلف الأمة وتحولها الي طبقات وهكذا بدأ الإقطاع في الاسلام الااخطر والأسوأ من ذلك الفتاوي الدينية التي جاءت لتبرير القتل والقمع والطغيان ، ووضعت المؤرخين في حيرة شديدة عن سبب الفتوحات والتوسعات هل كان لنشر الدين كما كان في عهد النبوة والخلافة الراشدة أم كان لجمع الأموال وتوسيع الإمبراطورية كما كان بعد ذلك ؟ ويدعم تلك النظرة حالة البذخ والترف الشديدة للطبقة الحاكمة هكذا صار الغني والفقير بالتوريث ، في حين أن الله عز وجل عندما ابتلي الناس بالغني والفقر مثل الحاكم الظالم ليس لكي يرضوا ويخضعوا ويخنعوا بل ليختبرهم ويبتليهم من سيغير ويرفض الظلم والفساد والاستبعاد والاستبداد ومن سيرضي من سيسعي لتحسين المجتمع والدول والتغيير ومن سيعاون الظلم وسرقة أموال الناس بالباطل .

الأدلة والآثار في التراث الإسلامي جاءت في اتجاه تقليل الثروة و إنهاء النظام الطبقي العنصري القائم في الجاهلية سواء عند العرب او غيرهم فأكثر المسلمين الأوائل وكاتوا فقراء و لم يكونوا من أصحاب السطوة والنفوذ وحتي القلة من الأغنياء لم يتميزوا بأموالهم ولا بمناصبهم ولا أنسابهم حتي انتهي العمل بالشوري وبدأ التوريث ومعه الإقطاع والمناصب العليا.

في العهد النبوي كانت الأموال توزع وتقسم بالتساوي بين الناس وكان النبي يتفق علي أصحابه الفقراء من أهل الصفة ويعطي الأعراب القادمين من الصحراء وكذلك الأنصار حيث كان الاشعريين أحد قبائل المدينة يجمعون كل أموالهم ويقتسمونها بينهم بالتساوي ، فالمال لم يكن مركزيا ولا متركزا في يد السلطة فالمال مال الله لكل الناس وهذا هو الهدف من الزكاة أن تذوب فوارق الطبقات مع الزمن وتنتهي مثلما انهار نظام العبيد الرقيق ، ولنا في قصة عمر بعد فتح العراق عندما نصحه الامام علي بن ابي طالب بأن لا يقسم الأرض المفتوحة علي الجيش ويتركها نفعا عاما للناس ليتجنب أكبر عملية إقطاع في تاريخ المسلمين ،مروار بقصة الرجل والثوب في المسجد وإصرار الناس علي مساءلة الحاكم فهو أن كان حاكم فمهمته إدارة شئونها والقيام عليها وليس هناك ما يجعله متميزا عنهم .ومن قبله كان أبو بكر الصديق يعمل ويأخذ أجرا وينفق منه علي أهله ، ومن أسباب سخط المسلمين واعترضهم علي سياسة عثمان بن عفان رضي الله عنه تخصيصه لأقاربه بالمناصب والأموال دون غيرهم ،والإمام علي مات فقيرا ليس له أموال ولا لأهله ولم يأخذوا أي مناصب أو مميزات استثنائية عن باقي الشعب ، وبعد ذلك انقلبت الأمور كما هو معروف للجميع واصبح للحاكم الحق في الأموال يعطي ويوزع كما يشاء بدون حساب فصار مال الدولة هو مال الحاكم ومال الحاكم هو مال الدولة .

وبالنظر للحالة اليوتوبية في الاسلام عهد عمر بن عبد العزيز حيث كان الحاكم لا يملك من المال شيئا وكان فقيرا مثل باقي الناس وأعاد الأموال الي بيت المال فصارت لكل الشعب حتي اغتني الناس جميعا ولم يعد هناك فقيرا ولا محتاجا لأنه لم يعد هناك سادة وعبيد بل إخوة وأشقاء متكافئين .

أما ما نعيشه الآن من تراجع و تخلف وتأخر وانسحاق أمام الهيمنة الغربية الاقتصادية والثقافية تحت وطأة رأس المال فأنسب طريق لمواجهتها ونقل تلك الشعوب العربية و الإسلامية هو الانعتاق من السيطرة الرأسمالية التي تمثل الاستعمار في ثوبه الجديد ، فتلك السيطرة والهيمنة ليست اقتصادية فقط بل سياسية أيضا فراس المال يأتي للسلطة بمن يحافظ عليه لينمو ويزيد ويترك الملايين في جهل و فقر ومرض ويحرمهم من الفرص والتكافؤ بينهم ، وتستطيع الاتجاهات والآراء التقدمية التي تتخذ الفكر الماركسي علي اختلافها وتنوعها كخلفية ثقافية وفلسفية أن تحدث نقلة نوعية علي مختلف المستويات في مجتمعاتنا يستطيع كل مجتمع أن يحددها كبرنامج عمل واستراتيجية في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

ومن أهداف الماركسية التضامن بين الشعوب عبر طبقاتها المقهورة مما يحقق نوع من الوحدة بين شعوبنا ليس فقط في المنطقة بل يمتد إلى كل المستضعفين والمحاصرين في الدول الأخري من أوروبا الشرقية الي أمريكا اللاتينية . وبالنظر للأهداف المنشودة من تطوير وتحديث الخطاب الديني فإن الخطاب لا يتطور الا بفكر جديد فكر تقدمي يحمل ويتضمن مفاهيم الحداثة لنتخلص من عقلية القرون الوسطى مستبدلا مفاهيم القبلية والطائفية والمذهبية والعنصرية والرجعية بمفاهيم التقدم والحداثة والمواطنة والعدالة والمساواة.

ولا يوجد ما يمنع من أن يتخذ الفرد فكرا أو فلسفة مثل الماركسية أو غيرها ويحافظ ويحتفظ باعتقاده الديني مادام لا يتعارض مع العلم ولا يحرض علي العنف و يساهم في الصراع الطبقي ويسعي لوضع حلول للمشكلات الاجتماعية بأسلوب علمي أخذت به الشعوب الأخري قبلنا وحققت نهضة وتنمية .فالدين وإن كان علاقة خاصة بين الإنسان وبين الله فإن مهمته في إطاره العام تحسين حالة الناس وحل مشاكلهم ، ولا يوجد أي مبرر لعدم الأخذ بكل وسائل التطور والافكار التقدمية الحداثية مما سينتج لنا تجارب وأفكار يتميز بها كل مجتمع عن الآخر في تطبيقها بحسب مشاكله واحتياجه



#كريم_محمد_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟ (٢٣)
- الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟
- الحصار الفكري للوهابية
- الأمير الأحمر
- المنطقة العربية بين المدنية والثيوقراطية
- المرأة العربية
- الخلافة بين النص والاجتهاد


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم محمد الجمال - الماركسية مذهباً خامساً في الإسلام ؟ (٣٣)