مصطفى حجي
كاتب وناقِد
(Mustafa Hajee)
الحوار المتمدن-العدد: 6510 - 2020 / 3 / 10 - 18:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مِنْ أجلِ أنْ تَرى الواقع، أنتَ بحاجة إلى قبول حقيقة أنَّ جميع الأديان مصطنعة، وأنّ ما كُتِب في كتابك المقدّس عن الإلٰه والمعجزات وقصص الأنبياء الخرافيّة ما هي إلّا كتابات بشريّة لأساطير تَراكَمتْ عبر العصور، وأنَّ الإلٰه ليس إلّا خيالٌ غير موجود، تمامًا كما هو حال جميع الآلهة القديمة.
إلٰهكَ هو مجرَّد كائنٍ وهميٍّ كما كانت كل تلكَ الآلهة التَّاريخيّة، إلٰه الأديان الإبراهيميّة لا يعدو كونه مجرَّد فكرة مطوَّرة عن الآلهة المتعدِّدة للأديان القديمة الّتي سَبَقَته... حقيقة أنَّ الملايين مِنَ البَشر في عصور التّاريخ الأولى عَبَدوا آلهة لا معنى لها (كالشَّمس أو القمر، أو النَّار أو الشَّجر، أو تمثالٍ مِنْ حَجَر)، تلك الحقيقة هي ذاتُ الحقيقة الّتي تجعل مِن " الله " أو " يهوه " أو " إيل " مجرَّد حشْوٍ تَشَكَّل مِنَ الآلهة الوثنيّة القديمة...
أفكارٌ مثل تقبيل الحجر الأسود ووِلادة العذراء مريم والطواف عاريًا حول مبنًى حجري كالكعبة والهَرولة بين تلَّتَي الصفا والمروة، هي بقايا مِنَ الأديان الوثنيّة الّتي سَبَقَت الإسلام والمسيحيّة...
الدَّلالات على ذٰلك لا يُمكن إنكارها فقصّة "إيزيس" الآلهة الفرعونيّة وولادتها للإله "حورس" تتشابه بأُعجوبة مع قصَّة مريم العذراء وولادتها لطفلها يسوع، وحكاية الطوفان الإسلامي متشابهة مع أسطورة الطوفان البابليّة، وأقراص الشَّمس المصريّة أصبحت هالات للقِدِّيسين الكاثوليك، ورمز الهلال الذي يُشير إلى إلٰه القمر "الٰإله سين الآشوري" استُخدِم في الرايات الإسلاميّة وأصبح رمزًا يُوضَع على قِباب المساجد...
بالمختصر.. تكاد تكون جميع الطُّقوس والعِبادات وحَكايا المعجزات الإسلاميّة والمسيحيّة أُخِذَتْ مباشرةً مِنَ الأديان الوثنيّة الّتي سبَقتها، وهذا ما يتوَضَّح عند دراسة الميثولوجيا القديمة لمختَلَف الشُّعوب.
والعقلُ وَلِيُّ التَّوفِيق.
تحيّاتي.
#مصطفى_حجي (هاشتاغ)
Mustafa_Hajee#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟