سورة كورونا

محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6510 - 2020 / 3 / 10 - 02:44
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

وغلقّوا الأبواب بعد دعنّا مطرودين وصاحوا من وراءنا : لا هيت عندنا لكم ، ولا هيتلكم ، ولا هيئنا لكم تزاورا ، فأنتشروا في جمعتكم هذه قبل صلاتها الجامعة وقد أبطلنا إقامتها ، وأبتغوا تيهًا كان مستترًا في عقولكم وتهيء اليوم لكم جزاءً ونذيرا ، وأذكروا العقل كثيرًا لعلكم تفلحون ، ولا يجرمنكم شنئان حوزة على ألّا تعقلوا ؛ أعقلوا وتعقلوا هو أقرب للنجاة ، أن العقل خبير يرشدكم الى خير ما تعملون ، وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى الضياع ، تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِالعقل وَأُشْرِكَ معه مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى التعقل وإعماله في الدنيا ، لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى العقل وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ في الخرافات هُمْ أَصْحَابُ الجهل ، فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى العلم إِنَّ العلم بَصِيرٌ وبه الخلاص ، فَوَقَاهُ التعقل سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ الخرافة سُوءُ الْعَذَابِ ، وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي لُجج الجهل فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ هذا الوبال ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ العقل قَدْ حَكَمَ بَيْنَنا فنِعم الحُكم ، قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ العلماء بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الجاهلين إِلَّا فِي ضَلَالٍ ، إِنَّا لَنَنْصُرُ العلم وَالَّذِينَ عقِلوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الجاهلين مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ، وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ نشروا العلم وَعَمِلُوا التقنيات قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ ، وَقَالَ العقل ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ دعوتي سَيَدْخُلُونَ كل جهالة دَاخِرِينَ ، إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ، ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تعبثون فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ علم وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ، أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يتوهمون ، فَلَمَّا جَاءهم العلم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْجهل وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ، فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ ودينهم وما يعتقدون ، وَخَسِرَ هُنَالِكَ الجاهلون ، وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ، يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ بعد العلم مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُبطِل العقل فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ، يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ كورونا إِنْ جَاءَنَا ؛ قَالَ الفقيه مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ، وَقَالَ الَّذِي تعقّلَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الزوار ، وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلجاهلين مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ، ومَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ العلم إِلَّا الَّذِينَ جهلوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ، ها أن أبواب الزيارة غُلِّقت وقيل لهم لا جمعة لكم ولا صلاة ، ولا تقربوا القِباب .

#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل