أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مبروك هولاكو الجديد















المزيد.....

مبروك هولاكو الجديد


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 454 - 2003 / 4 / 13 - 04:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

http://home.chello.no/~hnidalm


مبروك لكم سقوط  ديكتاتورية صدام حسين ونظامه لكني بنفس الوقت أعزيكم برحيل العراق..

من تحت الدلفة لتحت المزراب، هكذا انتم أيها الذين تقتلون حبكم للحرية من خلال تعلقكم بالصورة الأمريكية  البريطانية ومن خلال تسلحكم بالأحذية في محاربة صور الرئيس المهزوم بعدما ترك العراق وحده في مواجهة الخداع والنفاق وفضائيات ذوي القربى، هذا الخداع وذاك النفاق اللذان قادا الاستعلاء الغربي الاستعماري للسيطرة بمساعدة غوغاء المعارضة وغيرها من القوى الحاقدة على عروبة بلد الرشيد  بغداد عاصمة المنصور.

 نورد لكم هذا المثال أعلاه لأنه لا فرق بين الذي قَبَلَ بالأمس يد صدام حسين والذي يستعد اليوم لتقبيل مقدمة بوش أبن بوش وواجهة بلير حفيد بلفور وكل أوباش الغزو في هذا الزمان من شارون الأكثر سعادة بتمزيق سيادة العراق إلى كل من أسعدته سيطرة العدوان والغزو على معظم التراب الوطني العراقي وحتى الأكثر فرحا بغرق الحرية في وحل الاستعمار و الأحتلالات  والأنحلالات والأستباحات التي تعيد للأذهان قمع النظام العراقي لمعارضيه.

 نعم يا أهل الرافدين!

لا فرق بين الذي دمر العراق خلال القصف الهمجي والمعارك القريبة و الحصار الطويل المدى والبعيد الأهداف وبين الذي ينهب مؤسساتها ويحطم عمرانها ويلغي تاريخها العربي العريق، لا يوجد بين هؤلاء من هو أفضل من مخابرات النظام العراقي التي كانت تحكم بالحديد والنار، لأن هؤلاء هم التكملة الطبيعية والحقيقية لأولئك وكلاهما عدو للعراق وكلاهما لا يهمه مستقبل البلاد وراحة العباد وكلاهما خارج عن قيم وأخلاق العراقيين ..

 عراق الأمس لم يعد قائما لكن عراق الغد سوف ينتهي أيضا مع تعيين جنرال أمريكي لعين على المحمية الجديدة في بلادٍ كان اسمها العراق وسوف يصبح اسمها الولاية العراقية الأمريكية حيث لا قبول بالحوزة العلمية ولا بالحركات الشيوعية أو الإسلامية وحتى العلمانية القومية، لأن البلد ستكون لأذناب الغزو والاحتلال، هذا وقد أعدت لكم أمريكا وبرعاية صهيونية وبموافقة من اللوبي اليهودي وبمباركة شارونية شخصية قائمة بالذين يجب اعتقالهم ومحاكمتهم ومطاردتهم وجلبهم لمحكمة مجرمي الحرب أحياء أو موتى.

 

 العراق عزة العرب في الوحدة  والتآخي والعمل القومي يترك وحيدا في معركة ليست معركته وحده وفي حرب فرضت عليه من أكبر قوى الشر والعدوان في عالم الذل والهوان، والعراق لن يكون ممرا ولا معبرا ولا مستقرا ولا مقرا للغزاة والأوباش من كل الجهات والجنسيات، على الرغم من أن خطة الاحتلال هي تأليف حكومة عراقية تابعة تتألف من توابع أمريكا وبريطانيا في المعارضة العراقية وقد يكون قائدها أو رئيسها شخص على شاكلة أحمد الجلبي العديم القيم والقليل الشعبية والعميل عن سابق إصرار،هذا الذي أراد أن يظهر في العراق بمظهر رامبو الأمريكي العائد على متن أباتشي أو كوبرا أمريكية وبرفقة بعض النسوة اللابسات الملابس الأمريكية الحربية، زميل الشواذ من الذين يشتهون كما تشتهي النساء، هذا القليل الوفاء في زمن لا مكان فيه لخولة والخنساء..

 إن الحكومة العميلة هي التي ستشرع الاحتلال الأمريكي للعراق من خلال وجودها المبرمج أمريكياً،فشرعية تلك الحكومة ستكون من خلال القيادة العسكرية الأمريكية، وهذه بدورها ستؤسس تلك الحكومة من أجل أن تقوم حكومة العراق المتأمركة بتشريع وجود الاحتلال وبتشريع نهب وسلب ثروات العراق تحت حجج كثيرة مثل تكلفة الحرب والتعويضات وإعادة الأعمار والبناء وحفظ الأمن والنظام وحماية حكومة فيشي العراقية.هذا هو مبدئياً شكل المخطط الأمريكي المعد لمستقبل بلاد الرافدين، ما عدا ذلك كذب ونفاق وخداع تمارسه أمريكا ويمارسه أتباعها في المعارضة العراقية المتأمركة التي أسعدتها أحذية بعض أبناء العراق وهم يضربون بها صورة الرجل الذي كان بعضهم حتى قبل أسبوع واحد فقط يقبلها وكأنها يد الله على الأرض العراقية..

لا بد للعراق أن يعيد حساباته ويعيد الغزاة موتى أو أحياء من حيث أتوا و لحيث سيدفنون بعيدا عن مقابرهم القديمة في البصرة وقريبا من مقابرهم في الصحراء العربية المستباحة والمحتلة، حيث الخليج العربي المحتل بدوره منذ أن اجتاح العراق دولة الكويت التي فقدت بدورها عذريتها فتزوجت الاحتلال الأمريكي بعدما طلقت الاحتلال العراقي..

هل هذه هي أحلامكم الكبيرة ؟

هل كنتم تنتظرون قدوم المغول الأمريكان حتى تقوموا بالسطو على حاضر وتاريخ ذاك المكان؟ وهل سلب ونهب الأموال والمؤسسات والوزارات والمباني والمدارس والفنادق والمحلات والجامعات والمخازن والمتاجر من شيم وعادات أهل العراق العريق؟

هؤلاء الذين نهبوا بلد الرشيد هم أوغاد وأوباش وغوغاء وعبيد للغزاة ولأتباعهم الذين نالوا ما يستحقونه على قلة فهمهم وعدمية تقييمهم وتحليلهم للأمور، فسلب ونهب البلاد لا يعطي الحرية ولا يعيد كرامة استباحها نظام ظالم أو حاكم غير عادل وهذه الطريقة في الانتقام من الماضي لن تبني مستقبلا أفضل للعراق والعراقيين، بل سوف تزيد القضايا العراقية تعقيدا وسوف تزيد من هيمنة الوحوش الأمريكية التي تستعد شركاتها الاستعلائية لاحتلال العراق من أصغر سوق حتى أكبر مشروع تجاري ومعماري وبترولي وغير ذلك.

 حتى بولندا التي كانت تعيش حتى وقت قريب على المشاريع الاستثمارية و التجارية مع العراق والتي تعتبر نفسها قد وقفت مع المعسكر الصحيح وفي الموقع المطلوب بدأت تتحدث عن المشاريع التي سيتم تسليمها للشركات البولندية، و سوف تقوم بولندا ببناء الشوارع والجسور، تماما كما كان دورها في عملية إعادة بناء الطرقات والجسور والشوارع في عراق ما بعد تحرير الكويت. هذا زمان السماسرة من العراقيين والعرب أولا ومن الآخرين ثانيا وثالثا..

لا بد من القول أن سقوط النظام العراقي لا يعني سقوط شخص صدام حسين فقط، بل هو سقوط للصورة العراقية التي كنا نتصورها منذ حمورابي وحتى بداية التاريخ العربي الجديد منتصف الشهر الماضي. مبروك عليكم أيها السعداء بالاحتلال رحيل صدام وقدوم هولاكو الجديد،الحاكم الذي سيربي أجيال جديدة من عبيد أمريكا في بلاد العرب السعيدة. مبروك عليكم حاكمكم الجديد وما سيجلبه لكم من كوارث وتبعية وسلام مع إسرائيل ومع الأمريكان خلف المحيطات ووراء البحار البعيدة، ومبروك على الأمة العربية النائمة ما حل بالعراق وما يحل بفلسطين وما سيحل بالأمة العربية، أما الذي لازال مندهشا مما يحدث فنحيله للطبيب النفساني الأمريكي حيث سيتم علاج العراقيين والعرب من مخلفات الأمراض الوحدوية والقومية والشرقية، هذا بعد أن سيطر الاحتلال  وهيمن على العراق بكنائسه ومساجده وقبور الأئمة والأولياء.

الاحتلال واحد أينما كان ولا فرق بين الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي فكلاهما ومن معهما من العبيد والأوباش في النار، نار الشعوب العربية التي لا ترضى بالهوان ولا تقبل بالظلام والظلم والاستعمار وإن غدنا العربي المشرق قادم وسيكون للعراق فيه دوره الرائد والطليعي الذي اعتدناه وسوف يمسح شعب العراق هذه الغيمة المتسخة من الحاضر العراقي الشهيد.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة الثاني من نيسان
- كذبة أول نيسان
- أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها
- رامسفيلد يؤكد شمولية الحرب - المؤامرة
- لقد طار بيريل والبقية تتبع..
- أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار
- رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي
- عراقنا و عراقهم
- للنرويج دور لم ينته بعد
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة
- كلابهم وكلابنا..
- شارون قريباً في شرم الشيخ..
- ماء الوجه .. ماء الحياة
- اللهم اجعلني من المخطئين


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مبروك هولاكو الجديد