فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6509 - 2020 / 3 / 9 - 10:45
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
ارجو أن لا يتهمني البعض بالتشاؤم وإنما هي الصورة الواقعية القاتمة التي تجثم بكابوسها على العراق الآن. وفي ظل حكومة تصريف أعمال كانت هي الأسوأ في تاريخ الوزارات العراقية خلفت لنا بعد رحيلها ضحايا مائة وثمانون شهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح وميزانية تشكو من نقص واحد وخمسون تريليون دينار. والكتل والأحزاب السياسية (اتفقوا على أن لا يتفقوا ...!!) والفساد الإداري أنهك جسم الدولة ونحن الآن محاصرون بفايروس كورونا التي قالت عنه وزارة تصريف الأعمال بلسان وزير الصحة (أن الوزارة عاجزة عن مواجهة فايروس كورونا ونعتمد على مساعدة المواطنين) ... والعراق معرض الآن إلى خطر شحة المواد الغذائية بسبب غلق حدود دول الجوار المنتشرة فيها فايروس كورونا وهي المصدر الأساسي لهذه المواد ... والعراق أصبح دولة (ريعية) يعتمد اقتصاده على مورد واحد (عائدات النفط) في توفير وشراء المواد الغذائية وغيرها من الدول للشعب العراقي الذي أصبح استهلاكي وغير منتج (عطّال بطّال) والآن أسعار النفط مهددة وقلقة وغير مستقرة بسبب خروج روسيا من الأوبك وانتشار فايروس كورونا في كثير من دول العالم ... كما أن النظام المالي العراقي مهدد بالانهيار بسبب العجز المالي الكبير في الميزانية المقرره بـ (واحد وخمسون تريليون دينار عراقي).
إن حالة وظاهرة واحدة تزعزع أركان الدولة في العالم ... فكيف بالعراق الذي تجمعت جميع هذه الكوارث في سمائه ... وأصبح الشعب العراقي كما يقول الشاعر:
هذي نهايتك الأليمة وذا المصير
لمن الشكاة إذا تفجرت الدموع ومن يجير ؟
الريح تلفح جسمي الذاوي ويصهرني الهجير
لا ظل لي آوي إليه ولا وقاء ولا نصير
عبثاً أفتش في الفلا
فأنا هنا وحدي غريب
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟