أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد رافع الفضلي - الطاوية نظرة عامة














المزيد.....

الطاوية نظرة عامة


خالد رافع الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 08:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد، كشكل من أشكال الاندماج في الحقائق غير المرئية للحياة. يمكن أفتراضها كمجموعة من الأفكار وجدت في "لاو تزو وتشوانغ تزو" ولا تستند إلى أي حقائق اجتماعية أو تاريخية يمكن من خلالها أن نجد لها بداية أو تعريف خاص.
لذا نحن هنا نقدم نموذجًا معماريًا جديدًا، مصممًا لتوفير الدعم الهيكلي لفهم الطاوية بطريقة صادقة ودقيقة - أي فهم غير مستعمر - مع توفير القليل من الدعم للنماذج الأقدم والأكثر استعمارًا. فإن الطاويين لا يعتبرون أنفسهم عمومًا من أتباع مجتمع ديني واحد يتقاسم مجموعة واحدة من التعاليم أو الممارسات. على عكس من الأسلام، البوذية، أو المسيحية، لم تبدأ الطاوية من الجهود التي يبذلها المجتمع لممارسة تعاليم ذلك الزعيم العظيم. حيث أنه لم تكن هناك تعاليم أصيلة لأي" مجتمع أصيل "، لم يشعر الطاويون عبر التاريخ أبدًا بأنهم ملزمون بربط معتقداتهم وممارساتهم بأي معيار أصيل مفترض. من هذه الزاوية، يمكننا أن نرى الكثير من الحرية في: الحياة والعيش والصلاة في وحدانية (الحياة بحد ذاتها صلاة بحسب الطاو). ويقودنا ذلك الى أنهم بلى طقوس أو امتثال صارم لحضور القداس أو جلسات الصلاة في أيام محددة كما هو واضح في بعض الديانات الرئيسية الأخرى التي تم ذكرها في السابق. فالآلهة العليا التي يؤمن بها الطاويون ويعبدونها لا يمكن أن تكون سوى انعكاسات وهمية في عقل الناس، والتي يتم التعبير عنها كقوى مغتربة سواء كانت طبيعية أو مجتمعية. وعليه، فأن أهم ما تقدم الطاوية الدينية من شعارات تتمثل في: "حياتي تعتمد علي، وليس على الجنة و طريق الجنة يتبع الطبيعة، وطريق البشر يتبع مصلحتهم".
تظهر حقائق التأريخ بشكل عام أن الطاويين في الواقع ليس لديهم مشكلة على الإطلاق مع الكونفوشيوسية أو قيمهم. في الواقع، كان الطاويون والكونفوشيوسون شركاء وحلفاء عمومًا، حتى وقت الغزو المغولي. وحتى بعد ذلك، استمروا في التأثير على أفكار وممارسات بعضهم البعض، وفي أوقات إمبريالية متأخرة، كان الكثير من الكونفوشيين والطاويين سعداء جدًا بالاعتراف بجل نظرياتهم عن واقع الحياة العملية فيما بينهم. تؤكد كل من الكونفوشيوسية والطاوية على السعي وراء الطاو، وأن الطاو هو النهائي. ولكن على عكس الطاوية، كان الألمام بالشريعة الكونفوشيوسية واحدة من المتطلبات الرئيسية لامتحانات الخدمة المدنية في الصين التقليدية.
تكمن قيمة الطاوية في قدرتها على التوفيق بين الأضداد القطبية على مستوى أعلى من الوعي. فإذا أخذنا الطاو كطريقة واعية لتوحيد ما يتم فصله، فربما نكون قد اقتربنا تمامًا من المحتوى النفسي للمفهوم من أجل تحقيق طريقة متوازنة للمعيشة والاندماج العالي. بلا شك أيضًا، مسألة جعل الأضداد واعية "التحويل" يعني لم الشمل مع قوانين الحياة الممثلة في اللاوعي، والغرض من لم الشمل هذا هو تحقيق حياة واعية؛ لأن أشياء العالم الداخلي تؤثر علينا بقوة أكبر لكوننا فاقدين للوعي فمن الضروري لأي شخص يعتزم إحراز تقدم في الثقافة الذاتية أن يميز آثارها ومن ثم يحاول أن يفهم محتوياتها.
فهم "الطاو" هو تجربة داخلية حيث يختفي التمييز فيها بين الموضوع والذات. فهي عملية إدراك بديهية وفورية وليست عملية توسطية أو استنتاجية أو فكرية. لا يتحول الطاو إلى وعي حيوي حتى تختفي جميع الفروق بالذات. إن إدراك تحديد الهوية والتداخل بين الذات والذات هو المفتاح الذي يفتح لغز الطاو. قبل إدخال البوذية إلى الصين، كان هناك على الأقل مفهومان أساسيان للتعاطف في الفكر الصيني. أحدهما كان في الكونفوشيوسية المُثل الأعلى لشعور بالزمالة، والانتقال من الذات إلى ذوات الآخرين. إنها عملية التوسع من الوعي الأناني إلى وعي الزملاء. اما الثاني من مفاهيم التعاطف ما قبل البوذية في الصين، فهي وجهات نظر الطاويين، كان هذا التعاطف هو تحديد البدائية، والتداخل، وتوحيد الموضوع والعنصر، لشخص الواحد والكثيرين، من الإنسان والكون. لم يكن هذا نتاجًا للتفكير العقلاني، ولكنه كان تجربة أنطولوجية.



#خالد_رافع_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف الطاوي تشوانغ تزو (莊子) *الجزءالثاني م ...
- الفيلسوف الطاوي تشوانغ تزو (莊子)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد رافع الفضلي - الطاوية نظرة عامة