محمد مدحت مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 04:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت المحافل الماسونية في مصر داعماً كبيراً للحركة الصهيونية، بصفة خاصة محفل بناي بيرث، وهو محفل تأسس في الولايات المتحدة الأمريكية وامتد إلى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. وانتشرت فروع له في عدد كبير من دول العالم، ومن بينها مصر حيث تأسس بها محفلان تابعين للمحفل الرئيسي بناي بيرث هما محفل ماغين دافيد، وقانونه مطبوع باللغة العربية، والآخر محفل ميمونت، وقانونه مطبوع بالألمانية. بعد وفاة ماركو باروخ تولى موسى بن رابي القيادة، وبعلاقته القوية مع المحفلين حصل على دعم مالي كبير مكنه من استئجار شقة وتأسيسها لتكون مقراً لرابطة باركوخيا التي وصَل عدد أعضائها في ذلك الوقت إلى أربعين عضوًا، وتزايَد نفوذهم وتأثيرهم. شهدت فترة 1898-1912م ظهور عدد كبير من الجمعيات الصهيونية، التي عملت كل منها بشكل منفصل. كان يهود القاهرة قسمين متعارضين، يمثِّل أولهما وُجَهاء اليهود الذين الْتَفُّوا حول رئيس تجمُّعهم، وحاوَلوا أن يَحتفظوا بسيطرتهم على تجمُّعات اليهود؛ لضمان امتيازاتهم بصفتهم ممثلين لهم أمام السلطان، وعلى الجانب الآخر، كان هناك المحفل الماسوني بناي بيرث الذي كان بمثابة جماعة ديناميَّة تُدرك تمامًا ما يُسمِّيه اليهود بالقدر اليهودي القومي، وقد وزَّع المحفل اهتماماته على المستوى الشعبي والمستوى الصهيوني في ظلِّ منظور النهضة اليهودية، وفي عام 1925م وبعد سنوات من الصراع الداخلي الْتَحَمت هذه التنظيمات اليهودية، ونسَّقت فيما بينها، وعالَجَت مشاكلها المشتركة، ثم اتَّجهت بجهودها نحو تحسين وإنشاء تنظيمات تعليمية، وصِحيَّة وخيرية، تعمل جاهدة على استعادة الشباب اليهودي الذي تهدَّدت يهوديَّته؛ بسبب وجوده في بيئة عربيَّة، وتحسين ظروف حياتها الاجتماعية والثقافية بوسائل تؤكِّد القوميَّة اليهودية وإرثها الرُّوحي، مُبرزة هذا الشكل الجديد للصِّهْيَونية الذي يأخذ في اعتباره ما يُسميه المؤرِّخون اليهود بحقائق العصر. وكانوا يرون أنَّ هذا هو السبيل الوحيد أمام الأقليَّة اليهوديَّة للتماسُك في جو سياسي، ودين إسلامي، وتقاليد وحياة عربية يَشعرون أنهم غُرباء عنها. أمَّا يهود الإسكندرية فقد كانوا أكثر تنظيمًا تحت رئاسة الحبر بيهور ألياهو هازان ، وخليفته دافيد براتو اللذَيْن كانا يَرَيان أنَّ أفضل فرصة للاستمرارية اليهودية، تَكْمن في قاعدة أنَّ المشكلة اليهودية لا يُمكن أن تحلَّ دون ما يُسمَّى بالقوة الأساسية التي يَحيا من أجْلها اليهود وهي أرض إسرائيل. محفل بن بريت الاسوني لم يكن يضم سوى اليهود. وصدرت مجلة الماسونية في الإسكندرية برئاسة يوسف لغلوفة عام 1901م، ومجلة الإخاء صدرت في القاهرة عام 1906م برئاسة رحمين فرجون، ومجلة الأخبار الماسونية في نفس العام برئاسة موسى جرونشتين.
#محمد_مدحت_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟