أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - نبض الكيبورد في حديقة الكتابة














المزيد.....

نبض الكيبورد في حديقة الكتابة


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 4 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


الكتابة تشعرني بأنني حي.
حديقة الكتابة تأخذني لكون خارج المحيط تشغله فصول الكتابة الموزعة على الرواية والعمود الصحفي والخطاب السياسي والكتابة الحرة في أي مناخ وظرف، هذه الفصول تلازمني مثل الربيع والصيف والخريف والشتاء، لكل فصل مذاقه، فيه نكهة البحر أو المطر أو الرطوبة أو رائحة النرجس، لكن تظل الراوية كفصل الخريف الذي أبدأ فيه كل سنة لحناً جديداً يحمل معه غلافاً لرواية جديدة تحلق مع رواياتي الأخرى اللاتي وَلِدنَ من كل خريف مضى.
حديقة الفصول تمتلئ بالموسيقى المرافقة، فحين أشتغل بالرواية تسيل الموسيقى كخرير الماء من بين الصخور ما يلبث أن ينساب معها موزارت وتشايكوفسكي وفوكنر ورمسكي كورساكوف، ورحمانينوف، بتهوفن، وشتراوس، باخ وغيرهم، ترافق الألحان أصابع اليد وهي تعزف الأخرى على الكيبورد جملاً وفقرات تتناسق حتى يتشكل هيكل الرواية ليبدأ النسيج يتوالى.
حين أعكف على كتابة العمود الصحفي يغريني بياض الصفحة بفتح جراح الكتابة على فصل من الفصول وأشبهه بالصيف حيث الحرارة والرطوبة والسباحة والغيوم الصافية تغريني مرة أخرى بمرافقة صوت فيروز وربما غيرها كعبدالوهاب وأم كلثوم لمجرد الرفقة خلال إحتدام الأصابع وهي تنقش المقال في أي اتجاه يَصْب وأين يُصيب؟ وعادة ما يكون خشناً وجارحاً ولكنه يداوي جروح الوطن الذي أُثْخِن هو الآخر بالجراح خلال المراحل المتلاحقة والمؤامرات المتواصلة، يأخذ المقال أو العمود الصحفي مجراه خلال الأسبوع مرتين أو ثلاث، هو سهل وسلس ولا يحتاج لسوى دقائق ينضج خلالها ويصبح جاهزاً لسفره عبر البريد الالكتروني.
يستدعيني البيان السياسي أو الخطاب السياسي بصفتي أعيش في فصل الشتاء وهو عالم السياسة النابض بالغيوم والسحب الكثيفة منها البيضاء والسوداء والداكنة والكثيفة والمتفجر بالأمطار والبرق والرعد، هذا هو عالم السياسة مثل الشتاء لا تثق متى يأتيك الزمهرير؟ ويفرض عليك الخروج حتى لو كنت على حافة الفجر أو عند منتصف النهار لا فرق في عالم السياسة، إلا حين تتنازل عن الوقوف في منتصف الطريق وتتلفت حولك لتتأكد من أن لا أحداً هناك يتربص بك ليطعنك من الخلف، تحمي حياتك المشتعلة دائماً بالحراك عبر الكتابة وهي البوابة التي منها تعبر للموقف والقرار.
أما الربيع فهو البساطة والزهو والبهجة والكتابة الحرة في أي اتجاه، سواء كان رسالة لصديق أو كلمات محلقة في فضاء حر لا يحدها سواء رغبة التوصيل، الكتابة الحرة تشمل كل ما يغريك الكيبورد أن تخطه أو تطلبه اللحظة منك، وأجمل ما في ربيع الكتابة هو الجمال والحرية وعدم الالتزام بتوقيت أو حدود، أينما وَجَدت الوقت أكتب.
حينما أغادر فصل العمود الصحفي وأهرب لساحة الرواية أشعر برغبة في تحطيم الحدود ورسم الخرائط من جديد، في العمود الصحفي أكتب أفكاراً وفي الرواية أكتب مشاعر وأحاسيس، المقال أنا أَكتبه ليصيب شيئاً ورد في بالي وفي الرواية هي التي تكتبني، أختزل الأمر أنا أكتب العمود و الرواية هي من تأخذني في عالم كوني أذوب فيه مع أسرتي التي هي أبطالها.
في النهاية الكتابة هي فصولي الأربعة بزمن الكتابة الذي أولد منه كل دقيقة وأتنشق هواء الحروف والكلمات وموسيقى الروح بنبض الكيبورد.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية يسرا البريطانية - صدرت عن دار الفارابي
- زمن الرواية - الحجّ الأدبي
- فساد ثقافي -تلوين الثعابين الثقافية في حفلات الزار الراقصة** ...


المزيد.....




- تابع قبل الحذف.. حلقة جديدة من مسلسل السلطان محمد الفاتح متر ...
- آلاف الفرنسيين في باريس يتقدمهم موسيقيون ومثقفون يقولون لا ل ...
- علي أبو ياسين: ما يسيل الآن في غزة ليس دما بل أرواح هامت تبح ...
- المخرج هاني أبو أسعد: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليو ...
- فيلم جديد بعنوان -RIP- لبن أفليك ومات ديمون.. هل غيّرا رأيهم ...
- برقم الجلوس fany.emis.gov.eg.. لينك نتائج الدبلومات الفنية ا ...
- عاجل استعلم الآن.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الصناعي ...
- مسابقة القيصر للقصّة القصيرة جدًّا الدوليّة
- فنانة كويتية تثير جدلا برقصها مرتدية الحجاب
- مصر.. فنانة مشهورة تتعرض لسرقة كبيرة من خادمتها وتقرر مسامحت ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - نبض الكيبورد في حديقة الكتابة