أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية














المزيد.....

بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 05:22
المحور: المجتمع المدني
    


يعد العاملان الوطني والقومي العنصر الأساس في تركيبة المجتمعات المعاصرة , وتفاوت الحاجة إليهما يظهر من حالة مجتمعية لأخرى ,طبقاً للمكونات الإنسانية التي يتركب منها المجتمع (الدين , اللغة, العرق,) وغالباً ما تحتوي هذه المكونات على اختلافات جوهرية تتعلق بالانتماء العرقي أو المذهبي , وتأثير هذه الاختلافات على تعامل الأفراد فيما بينهم , إضافة لحالات الاستقطاب التي تشدهم إلى مسارات الانتماء الأوسع والأقرب لهم سواء بالداخل على صعيد المجتمع الواحد أو في الخارج على صعيد دول الجوار , وحالات الاستقطاب هذه تتأتى من الروابط الانتمائية المتحصلة بفعل العامل التاريخي البعيد والقرب الجغرافي المتداخل.
فاستمرار الفرز بين الحاجات الوطنية المطلوبة داخلياً والدوافع القومية المرغوبة خارجياً , يولد اختلافات بينها من شأنه أن يضمر أصوات المنادين بالتلاحم ما بين الوطني والقومي ,لأن الحاجة الماسة إلى الوطنية تبدو ملازمة لجيمع الشعوب على الأرجح , ولا يمكن الاستغناء عنها قيد أنملة من جسم المجتمع تماماً كفصل الروح عن الجسد واستلابها , فالوطنية هي الروح المتجددة التي تسمو بها المجتمعات , وكثيراً ما تكون الوطنية رهينة المبالغات الفظة الخارجة من أفواه تدعيها وتنادي بها لأغراض غايةً في نفسها .
في حين يجري استحضار الدوافع القومية وتغليبها على ما سواها من القضايا بين الفينة والأخرى , كما أنها تظهر على صور متعددة , بعضها يفضل لعب دور الحاضن للمكونات المتماثلة بين أفراد المجتمع الواحد .
لكن ينبغي التأكيد أن الدوافع القومية استطاعت في بعض المجتمعات أن تتحقق ما تصبوا إليه عبر عمليات الدمج بين تلك المكونات وتوحيدها, دون أن تغفل للحظة واحدة عن زرع الوطنية في ترابها المناسب وتوفير المناخ والسماد اللازمين لاستمرارها .
ولعل المثال الأبرز لذلك الحالة الأوروبية التي سارت نحو إشباع حاجاتها الوطنية أولاًً, ثم دشنتها بحلقة قومية جامعة تمثلت بالاتحاد الأوروبي أو ما يجري تسميته بالأمة الأوروبية
بالمقابل يبدو التضاد بين الوطني والقومي واضحاً في الحالة العربية , لتغليبها دوافعها على حساب حاجاتها , منطقياً لا يجوز وضع النتائج قبل المقدمات أو دون التمهيد لها , فوضع القومية بالمقام الأول حتماً سيؤدي إلى تآكل الوطنية .
فالتجاذبات الطائفية والمذهبية باتت بائنة في المشهد العربي عامة والعراقي خاصة ,الذي تبدو فيه الاصطفافات المذهبية والقومية جلية بأبهى صورها الانفصالية , وهي خير دليل على فشلها المتكرر بإيجاد صيغة موازية للحالة الأوروبية السابق ذكرها.
من الواضح أن المجتمعات العربية تجهل ماهية الوطنية , وما تعنيه هذه الحاجة من مواطنة حرة تمارس في وطن حر , لذا , يتحتم على المجتمعات العربية تغليب حاجاتها الوطنية على دوافعها القومية , إن أرادت فعلاً تحقيق حلمها القومي , وهو حق لجميع الشعوب التي تجمعها مكونات واحدة لا ينبغي إنكارها .
فالتآزر بين الوطني والقومي يمثل مرحلة إنقاذية , تنعش الجسد العربي المثقل بالتناقضات المثبطة لعزيمته الجادة والسالبة لإرادته الحرة .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟
- مزالق الديموقراطية المرتهنة
- أميركا:الخطاب الديني المتقلب
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية