أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!














المزيد.....

بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 11:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!)
عقب اسقاط الدكتاتورية على يد المحتل الامريكي، وتولي "بول بريمير" إدارة شؤون البلاد بصلاحيات مطلقة، وإتخاذه قرارات مصيرية، أدخلت العراق في نفق يزداد عتمة بمرور الايام والسنين، ومنها كما هو معروف حل الجيش العراقي، وتفتيت مؤسسات الدولة، وإستبدال التركيبة السياسية بتركيبة طائفية إثنية ثلاثية الابعاد (شيعة، سُنّة، أكراد) ليزرع بذرة المحاصصة الفاسدة في الجسد السياسي العراقي، والتي سرعان ما تلقفها طلاب الزعامة، والطامحون الى استباحة الوطن، ونهب ثرواته الطائلة، وتعهدوا تلك البذرة بالرعاية والاهتمام الاستثنائيين، لتصبح بعد حين شجرة وارفة الظلال، ثم غابة يصعب أجتثاثها.
وقد إنقسم الساسة العراقيون اَنذاك إلى ثلاثة أقسام، الاول بالغ في الترحيب بالاحتلال، وخلع على الامريكان تسمية المحررين، رغم أنهم قالوا بأنفسهم أننا محتلون، فضلاً عن القرار الشهير لمجلس الامن الدولي، بوضع العراق تحت سلطة الاحتلال الكاملة.
والاَخر كان يعتقد بأن الامريكيين إرتكبوا بعض الاخطاء، لانهم لم يتعرفوا جيداً على طبيعة المجتمع العراقي، ولم يكن لهم إلمام بعاداته وتقاليده، رغم أنهم رأوا بأم أعينهم النتائج الكارثية لسياسة وقرارات "بريمير" وربما نعته البعض من هؤلاء بالغباء.
أما القسم الثالث فكانوا يمتلكون من الوعي، ما يشفع لهم، بتفسير الأمور على حقيقتها، دون أن ينخدعوا باليافطة المزيفة التي رفعها "بريمير" تحت عنوان الديمقراطية وحقوق الانسان، وأن ما قام به، ليس خطأ أو جهلاً، أو غباءً، وإنما هو جزء من إستراتيجية الهيمنة الأمريكية على العراق ومنطقة الشرق الأوسط برمتها.
لا حاجة لأستعراض الخطوات التي إتبعها المتنفذون والفاسدون، للأبقاء على المحاصصة الطائفية والحزبية، والتشبث بها تشبث المحتضر بالحياة، لأنها طوق النجاة لهم، والسلّم الذهبي الذي أوصلهم الى الفردوس التي ما داعبت جفونهم حتى في المنام، لكنهم عملوا على تغطيتها لسنوات طويلة بدثار سميك من الكذب والخداع والضحك على العقول، مدعين زوراً بأنهم مدافعون أصلاء عن الطائفية والهويات الفرعية الأخرى، وبالتالي عن الشعب العراقي دون إقصاء أو تهميش لأحد، وحققوا له مكاسب وإنجازات، تحسده عليها شعوب البلدان المختلفة !
وعندما إندلعت الأنتفاضة البطولية منذ خمسة أشهر، وقدمت ثمناً باهضاً جداً من الشهداء والجرحى والمعوقين، من أجل تحقيق أهدافها وطموحاتها في تشكيل حكومة وطنية، نزيهة تستطيع تمهيد الطريق لأنتشال العراق شعباً ووطناً من المستنقع الأسن لحكمهم الغارق في الفساد واللصوصية، أخذوا يصرحون بوقاحة ما بعدها وقاحة، بأنهم داعمون للأنتفاضة ومطالبها المشروعة، وضد المحاصصة المقيتة والفساد وسوء الأدارة، وليس لديهم مطامع شخصية أو فئوية، وقد تنازلوا عن حصصهم في الوزارة الجديدة، وخولوا السيد "علاوي" تشكيل حكومة من المستقلين الأكفاء إستجابة لما يريده الشارع العراقي وساحات الأحتجاج.
لكن الغربال لا يمكن أن يغطي ضوء الشمس، وسرعان ما إنكشف زيفهم، وتضليلهم وأمراضهم المزمنة في تقديس المحاصصة، وكرسي السلطة، بمجرد أن أعلن المكلف أسماء كابينته الوزارية ، التي لم تلب مطالب المتظاهرين أصلاً، وخلوها نسبياً من ممثليهم المشبعين بفكرة هي الأسوأ في عالم السياسة، ومفادها أن المسؤول والكادر الحزبي الناجح هو من يستطيع سرقة أكبر قدر من المال العام والخاص لصالح حزبه، وله أيضاً.
إن المنتفضين من الشباب والنساء وسائر فئات المجتمع، سيواصلون تصديهم البطولي لهذا النهج المدمر، وسيقبرونه، ويشيّدوا على أنتفاضة نظاماً ديمقراطياً يتسع لجميع العراقيين، ويعيد لهم الوطن الذي سلبتموه، وخربتم أجمل ما فيه.
مرتضى عبد الحميد



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمتني بدائها وانسلت
- لا دخان أبيض يلوح في الأفق!
- الخزي والعار للقتلة القدامى والجدد
- نواقص ينبغي تلافيها
- الحكومة ضعيفة أمام المليشيات وقوية ضد المتظاهرين!
- المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!
- لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة؟!
- حزم إصلاحية تنزف دماً
- بغلة العناد تُغذّى خارجياً
- حماية الأرواح لها الأولوية
- تقرير التظاهرات يبرئ القتلة !
- قرن مضى والنهجُ باقٍ ما انقضى!
- شماعة المندسين سلاح العاجزين!
- جهود حثيثة لبناء دولة الأغنياء
- ولاية بطيخ معاصرة
- ما السبيل للخروج من عنق الزجاجة؟
- أين الانجاز على الأرض؟
- إصرار على ديمومة الخراب
- المتنفذون يديرون ظهورهم مجدداً لمصالح الناس
- مطية الطائفية لم تعد صالحة للركوب!


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!