أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - محكمة وكوابيس














المزيد.....

محكمة وكوابيس


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 10:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التكتيك الذي استخدمه فريق الدفاع عن صدام حسين انتهى الى حيث زعم رئيس الفريق خليل الدليمي القول ان المحكمة الجزائية فقدت لائحة اتهامها، ولم يعد لها مبرر، وذلك بعد اربع جلسات استعراضية زجت فيها هيئة اركان الدفاع بكل احتياطها من الشهود الملقنين والمدربين جيدا على انشودة "السلام على الرئيس القائد" واطلاق القصائد والشعارات والاستهزاء بالقضاء والاخلاق، فضلا عن هياج الاباعر في قفص الاتهام متجسدا في هتافات الجلاد برزان التكريتي، بين فترة واخرى تتخللها مطالعات مفبركة واستعراضية وحِكَمية من اجل"فائدة" المحكمة.

وفي تفاصيل هذا التكتيك جرى فرْض الحصار على الادعاء العام وارهابه لزوم احتسابه متهما ومطلوبا للعدالة ومدافعا عن نفسه طوال الوقت، ففي كل جلسة تنطلق من كراسي الدفاع (عن الباطل) عدة صواريخ هجومية، بلهجات اردنية ومصرية وخليجية وعراقية منسقة كفاية، نحو منصة الادعاء، كما فُرض التغييب التام على وكلاء الضحايا الذين صاروا، في نهاية المطاف، عرضة للهجوم والمراقبة والرصد من محامي الدفاع والقاضي على حد سواء حتى حين وصف احد هؤلاء المحامين حكم صدام حسين بـ"النظام البائد" إذْ اُعتبر ذلك بمثابة اعتداء صارخا على طبيعة المحاكمة الجنائية "غير السياسية" وكان عليه ان يعتذر لمقام المتهم الاول (غير البائد) فيما حوّل المتهمون ووكلاؤهم جلسات المحاكمة الى سيرك سياسي، يظهر فيه جلاد سابق في قاطع الاعدامات الرهيب في سجن ابو غريب داعية ومبشر ومفكر ونذير وعارف في كل ما لا نعرفه نحن، وما لا تعرفه المحكمة نفسها.

وفي التفاصيل، صار الجلاد الذي جز رقاب 148 مواطنا برمشة عين ضحية، باعتذار، واصبح الضحية جلادا، بامتياز، ويتوالى تركيب الصورة الفانتازية شيئا فشيئا ليصبح إله الحروب والجريمة وحفلات الاعدام والانفال عادلا، ويتحول القاضي، في تلك الصورة، الى حاكم جائر، بل يصبح معسكر الجريمة المروعة من المتهمين والمدافعين عنهم قانونيا، ونصبح جميعنا، من الضحايا والمتفرجين على ما يجري، خارجين على القانون، وقد اغوت هذه الصورة رئيس فريق الدفاع(عن الباطل) ليعلن بان القضية برمتها، بما فيها المحكمة سقطت، بعد ان بانت براءة المتهمين على يد الشهود الاربعة القادمين من مفرخة اجهزة القمع لنظام الدكتاتورية..هذه الاجهزة التي تتولى الان تصنيع المتفجرات والهاونات والكوارث الامنية التي تعصف في العراق بالصوت والصورة.

في تلك التفاصيل ثمة اشياء كثيرة، محيّرة وبلا وصف، لعل اهمها ما جاء في استهلال شهادة امرأة "عملت سابقا في جهاز المخابرات" بان "الرئيس القائد" عائد الى عرينه، وان الايام التي سترفعه مجددا الى عرش العراق قريبة جدا" و "اصبر سيدي، فالى اين سيهربون من يدك؟" حيث تلمست الملايين العراقية، بفضل المحكمة الجزائية العليا، رقابها، ونامت تلك الليلة طواعية في مقبرة جماعية، افتداء محاكمة "شفافة" لا تخوّض في السياسة، بل تخوّض في دمائنا.



ــــــــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــــــــ



"اقول له كيف الامر؟ فيقول : كما رأيت.. فاقول: فما رأيت إلا حيرة".

ابن عربي



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام
- ملثمون من عصر آخر
- استدراكات في حادث الفلوجة
- عام على الحرب..و ساحرات شكسبير الثلاث
- ليبرالية لـ - الكشر
- توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - محكمة وكوابيس