أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - مصير الانسان














المزيد.....

مصير الانسان


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 22:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طرد الاصوليون المسلمون خادم الإنسانية د.مجدي يعقوب من جنتهم ، والتي هي فقط للمسلمين الموحدين الذين يرضي عنهم الله ورسوله الكريم ، والتي هي ليست قاصرة فقط علي الصالحين الاتقياء ، ولكنها تتسع ايضا للجهاديين الذين جاهدوا في سبيل الله والدين فقتلوا من القوم المشركين ، وشنوا عليهم إرهابا وتدميرا وتفجيرا . وعلي هذا الدواعش واتباع تنظيم القاعدة وبوكو حرام وغيرهم لهم مكان في الجنة إلي جوار الصالحين الاتقياء .
فمجدي يعقوب رغم كل عطاءه الإنساني وعمله المحمود في مداواة القلوب المريضة إلا انه مسيحي وابواب الجنة الاسلامية موصدة امام كل من هو ليس مسلما .
نفس النظرة تجدها عند الاصوليين المسيحيين ، فملكوت الله او ملكوت السماء لن يدخله غير المسيحيين الاتقياء الانقياء الذين فداهم المسيح يسوع بموته الكفاري عنهم علي الصليب ومن ثم فالنعيم الاخروي من وجهة نظر الاصوليين المسيحيين لن ينعم به سوي المسيحيون .
هذه هي الاصولية في اي ثوب واي صورة تعتقد ان لديها الحق المطلق وكل ما عداها وكل غير لها انما هو علي ضلال مطلق .
ولكننا نفهم او نتصور الله علي انه ذات اخلاقية يصدر عنه الخير والصلاح والمحبة ، فهل يتفق صلاح وخيرية الله مع نفي او طرد فريق كبير من خليقته من النعيم الاخروي لأنه ليس مسلما او مسيحيا ؟!
سؤال محير مقلق ، البشرية عبر تاريخها الطويل ظهر بها افراد عاشوا الاخلاق السامية وتحرروا من الانا والذات ، بعضهم وضع مبادي وافكارا اخلاقية لتقويم حال وسلوك البشر ، وبعضهم افني عمره في المعامل ليقدم علما مفيدا للبشر ، وبعضهم اعمل عقله المتقد فاخترع ادوات والات ساعدت البشر علي التغلب علي الصعوبات التي تواجهها .
بعضهم التزم السلم ولم يسلك طريق العنف في استخلاص حريته وحقوقه .
ما مصير كل هؤلاء النبلاء الشرفاء والذين عاشوا حياة اخلاقية رفيعة المستوي ، وقدموا خدمات جليلة للبشرية عبر طريقها الطويل المليئ بالاشواك والمخاطر والتحديات ؟
هل يكون مصيرهم لانهم ليسوا مسلمين او مسيحيين هو الطرد من حضرة الله؟
في ظني ان هذا لا يتفق مع عدل الله ، ولا مع كون الله وجودا اخلاقيا في المحل الاول .
ولاني مسيحي ولكنني لست مسيحيا اصوليا اؤمن ان الخلاص انما هو بالمسيح يسوع وموته الكفاري عوضا عن كل البشر ، ولان الله حب فقد خلق الإنسان علي صورته . ولأن الله حب هبط في شخص المسيح ليعيد الانسان المخلوق علي صورته الي حضنه الابوي ، وهذا ما تسميه المسيحية النعمة ، نعمة الله المخلصة في المسيح يسوع .
هنا قد يقول قائل معني ما تقول ان الخلاص والنعيم الاخروي قاصر علي المسيحيين ، وهذا اعتراض وجيه ولكنني كما قلت لو كان الامر هكذا لصطدم بعدل الله وكونه وجودا اخلاقيا .
يقول بولس الرسول في رسالته لاهل رومية الاصحاح الثاني وعدد14: "لانه الامم الذين ليس عندهم الناموس ، متي فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس ، فهؤلاء اذ ليس لهم ناموس هم ناموس لانفسهم . "
نحن نعرف ان الناموس المقدم لليهود علي يد موسي هو جملة وصايا اخلاقية تبدأ بان يحب الانسان الله من كل قلبه وفكره ، وان يحب اخاه الانسان كنفسه ، وان لا يقتل ولا يزني ولا يسرق ولا يشتهي إمرأة قريبه وغيرها من الوصايا الاخلاقية .
فاذا كان الانسان ليس يهوديا وبالتالي لم يصل اليه الناموس ولكنه سلك بموجب ناموس اخلاقي مضمر في روحه وقلبه وضميره ، ونتج عنه سلوك اخلاقي يلتقي بسلوك الذين عرفوا الناموس فهؤلاء مقبولون عند الله بل ومطوبون لانهم سلكوا وفقا للناموس رغم انهم كانوا بلا ناموس .
ماذا نفهم من هذا السياق ؟ في ظني ان المهم عند الله هو الاخلاق والصلاح وليس إتباع ديانة معينة .
ولكن المسيحية تري ان الانسان بعيدا عن المسيح لا يستطيع ان يرضي الله ، ولا يستطيع ان يعيش حياة اخلاقية تشبع قلب الله الذي يريد للبشر ان يكونوا ذواتا اخلاقية .
في ظني ان هذا هو دور وعمل النعمة فنعمة الله المغيرة والمقومة والمجددة للطبيعة البشرية ، والخالقة لها خلقا جديدا ايضا تشمل كل الخليقة وكل الناس مسيحيين وغير مسيحيين .
،وهذا يعني ان اولئك الذين لم يتسني لهم معرفة المسيح معرفة شخصية ولكنهم عاشوا صلاحا ووجودا اخلاقيا هم مشملون بنعمة الله ومقبلون منه ، ولهم نصيب في النعيم الاخروي في معية الله .
علينا ان نعيش التقوي والصلاح ونحقق وجودنا كذوات اخلاقية فهذا هو المهم وليس كوننا مسلمين او مسيحيين او يهودا .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى تخلى مبارك عن الحكم
- 25يناير ودولة يوليو العسكريه
- المسيح فى ذكرى ميلاده
- مراد وهبه ومنتدى ابن رشد
- احتضان النار
- الرئيس
- لا تسموا اولادكم -مارتن-
- النساء فى تونس ، والنساء فى مصر
- 30يونيو2013
- فى ذكرى رحيل الشعراوى
- السيده فرنسا عبد السيد واذلال الاقباط
- هزيمة يونيو 1967
- علمانيه ام مدنيه ؟
- تعليق على حدث
- دولة العاصمه الاداريه ودولة المنيا
- شيخ الازهر وبناء الكنائس
- مفهوم الله والارهاب
- 31 ديسمبر 2018
- الدوله المصريه والمصريون المسيحيون
- اسلام السيسي واسلام شيخ الازهر


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - مصير الانسان