أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه 9















المزيد.....

شذرات في الشخصيه العراقيه 9


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 21:41
المحور: المجتمع المدني
    


كما أن الأنسان معقد التركيب جسدآ , فهو أيضآ معقد التركيب نفسآ وروحآ, حتى أن عالم النفس الأنسانيه عالم عميق الأغوار , يتطلب الغوص في أعماقه مهاره عاليه , وخبره واسعه . كما من الصعوبه بمكان أدراك ماهية النفس الأنسانيه لكننا يمكننا التعرف على مظاهرها , والسلوكيات التي تنعكس عن ردود أفعالها. فالتكوين النفسي يتشكل بعوامل عديده , منها ما هو وراثي , حيث بصمات الأجداد واضحه , وهو ما يعبر عنه عالم الأجتماع الفرنسي (غوستاف لوبون) بالركام الخفي الموروث, كما تساهم البيئه الأجتماعيه والعائليه والطبيعيه في هذا التكوين ,كما أن للعوامل الأقتصاديه والتاريخيه , والحروب كذلك لها الأثر الكبير في تشكيل ونمو الشخصيه الأنسانيه.من كل هذه المقدمه أروم الوصول الى الجوانب المتعدده الخفيه والواضحه من الآثار والمسببات التي تصوغ كينونة الشخصيه الأنسانيه بشكل عام , والعراقيه بشكل خاص, وبما أننا قلنا في مستهل البحث أن للنفس الأنسانيه أمتداد تاريخي أساسه الشريط الوراثي المتنقل بين الأجيال , أذن ليس بالضروره ما تختزنه النفس الأنسانيه اليوم من مواصفات هي نتيجه لمؤثرات حاضره وآنيه , بل هي حصيلة مؤثرات عاشها الأجداد لهذه الشخصيه, وكما أني ذكرت بوقت سابق بأن عامل البداوه ,بكل عناصره , والحروب بكل حيثياتها , والمناخ بكل تقلباته , والدين بكل مبادئه ساهمت بتشكيل العالم النفسي للشخصيه العراقيه , فأن الحاضر بكل معطياته يفرض على الأنسان أيحاءاته.
لو تناولنا ما تعرضت له الشخصيه العراقيه في الزمن الحديث من ضغوط خارجه عن المألوف ,من أمثال الحروب الطويله , وما قاست من حكومات غايه بالوحشيه والقسوه , وما جابهت من ظروف أقتصاديه صعبه . كل هذه خلقت ما يمكن تسميته بحالة الصدمه للأنسان . هذه الصدمه القويه هي من تساهم في تخلي الأنسان عن أعتبارات خلقيه ومبدئيه ونفسيه , وأستبدالها بأخرى , حتى أن زاوية التغير تتناسب وحجم ما يتعرض له الأنسان من زخم هذه الصدمات .
كشفت السنوات الأخيره , وتحديدآ ما بعد 2003 , والتي أكتسب الشعب العراقي مساحه واسعه من الحريه , حتى كادت تقترب من حالة الأنفلات , حيث ظهرت حالات للسلوك الأنتقامي بصوره غير معهوده , فقد مورس القتل بكل أشكاله وصوره البشعه , والأعتداء بكل أصنافه . طبعآ وكما في الفيزياء قانون يقول لكل فعل رد فعل , كذلك في عالم السلوك الأنساني , حيث لكل سلوك يصدر , هناك ما يقابله لكن ليس بالضروره يساوي الفعل الأول , بل قد يساوي أضعاف أضعافه , وهذا هو الفرق بين خصائص الماده وخصائص نفسية الأنسان , والسبب أن الأنسان قد يضمر من الأنتقام المكبوت تاريخيآ , أي كما يسميه أحد الباحثين بدافع المغلوب تاريخيآ على الغالب تاريخيآ, ويمكن توضيح ذلك هو على سبيل المثال أستبداد مدرسه سياسيه أتجاه مدرسه سياسيه أخرى , وهذا الأستبداد كلما كان أطول من الناحيه الزمنيه كلما كان المكبوت الأنتقامي أكبر, وهنا مادمنا نتناول الشخصيه العراقيه , علينا أن نؤشر على هذا الكبت التاريخي الذي أودى الى ظهور السلوك الأنتقامي في الشخصيه العراقيه , وهو تاريخ يمتد منذ زمن السقيفه , بين مدرسه يرفع رايتها أشخاص يدعون التسنن , وهي من تمارس فعل الضغط , مقابل مدرسه ينتمي أفرادها للمدرسه الشيعيه والتي تمثل الجهه المضغوطه , وقد تمظهر هذا الضغط بأبشع صوره في معركة كربلاء , حيث مارس الحاكم المغتصب للسلطه أبشع صور التوحش على ضحيه تمثل الرمز المقدس للمدرسه الشيعيه الا وهو الأمام الحسين (ع) , هذا الفعل المتوحش , وما سبقه من أعمال الأضطهاد , وما جاء بعده من أعمال التنكيل بأبناء ورموز هذه المدرسه ,كمعركة الحره التي ذهب ضحيتها 700 شخص من المهاجرين والأنصار والف وسبعمائه من باقي أهل مدينة الرسول , وما تعرضت له ممتلكات المعارضون للسلطه من نهب وسلب , ومن أستخفاف بالمعتقدات حتى وصلت الى ضرب الكعبه بالمنجنيق , وتمزيق القرآن على يد الوليد بن عبد الملك , ناهيك عن الأسراف بالقتل من قبل ولاتهم على الكوفه , فهذا والي الدوله الأمويه على العراق ,الحجاج بن يوسف الثقفي قتل ما يزيد على 120 ألف أنسان من العراقيين , نكايه بهم بسبب تشيعهم وموالاتهم لعلي بن أبي طالب , حتى كما قيل أخذ يطاردهم تحت كل حجر ومدر, حتى أن البرفسور قاسم حسين يقول (أن بذرة الولاده للعنف بالشخصيه العراقيه - التي نتجرع ثمارها القاتله الآن زرعت في أرض المشهد الكربلائي عام 61م). زمن الأضطهاد والتنكيل لم يقف عند هذا الحد بل أمتد الى كل فترة بقاء الدوله العباسيه , حتى أن بعض الشعراء قد صور بشاعة ظلم العباسين مقارنه مع الأمويين فأنشد يقول :
تالله ما فعلت بني أميه معشار ما فعلت بني العباسي
حتى أن الطبري يذكر في تاريخه أن المنصور العباسي ترك خزانه فيها رؤوس من العلويين , وقد وصف الخوارزمي الرشيد العباسي في ظلمه للعلويين (حصد شجرة النبوه , وأقتلع شجرة الأمامه). لم يقف الزمن في طحن أتباع المدرسه الشيعيه من العراقين عند هذا الحد, بل عندما جاء العثمانيين قد واصلوا نهج الأستبداد , وسياسة القسوه المفرطه , فهذا السلطان سليم الأول أعلنها حرب شعواء على الشيعه , وكفرهم , وجوز قتلهم . والعثمانيون هم من تواطؤوا مع الوهابيه 1882م بالهجوم على كربلاء وهدم قبر الأمام الحسين ع , كما أن العثمانيون أقترفوا جرائم مروعه على يد الوالي نجيب باشا في كربلاء عام 1842م , حيث قصف كربلاء بالمدافع , وقطع نخيلها , وأسفك الدماء فيها. كل هذ التاريخ من القسوه المفرطه , والأضطهاد , والحرمان , والمصادره للحقوق ولد خزينآ ضخمآ من الأنتقام في لاشعور الشخصيه العراقيه , هذا اللاشعور المتخم بالأنتقام والمشبع بالآهات , والذي وجد الوقت المناسب تحت واقع أمني رخو أن يتفجر عن سلوك عنفي . هذا السلوك كان للأسف سلوكآ أعمى , توجه الى القريب , والجار , والدوله , وأن كان قسمآ منه نحو المحتل . بالتأكيد لايمكن أن يستمر هذا العنف على نفس الوتيره , لأن أستمراره يقود لا سامح الى الى حاله من الأنفلات الأمني , وقد تصل الى الحرب الأهليه أذا لم تكن هناك حكومه قويه وقانون يضبط الأوضاع في البلد , ويرجع بالأمور الى نصابها , وأهم أجراء هو تحقيق العداله الأجتماعيه والسياسيه لكل مواطني العراق بغض النظر عن قومياتهم وأديانهم وطوائفهم.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٨
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٧
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٦
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٥
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٤
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٣
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٢
- شذرات في تحولات الشخصيه العراقيه ١
- الأقليم بين الأستقلال والأستغلال
- رب ضاره نافعه
- لماذا لا تكون لهم حميه كحمية فرنسيس بيكون؟
- هل تحولت المظاهرات من السلميه الى السلبيه
- السعوديه والإمارات اليد المروانيه
- خطرات من وقع الحوادث
- الكتله التاريخيه والمشروع العراقي
- عدوى الرأي
- رساله أيرانيه على جناح يمني
- العراقي والوسطيه
- لماذا يضرب الحشد
- جدلية القياده والأمه


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه 9