انتهى العدوان...... وبدأ التحرير
كنا قادرين على المقاومة أعواماً، فما الذى جرى؟ كيف انهار كل شىء هكذا فجأة؟ من سلم مفاتيح بغداد لهولاكو هذه المرة؟
على المؤرخين أن يحللوا عناصر المأساة. أما نحن، فمشغولون في هذه اللحظات بصنع التاريخ. لا بالجلوس لروايته.
وعلى الفور، قامت قيادات القوى الوطنية من سائر أنحاء العراق بسلسلة من الاتصالات المكثفة التى انتهت بتشكيل الجبهة الوطنية لتحرير العراق. شارك في تأسيسها الممثلون الميدانيون لمختلف المجموعات المسلحة. كما انضمت لها كتائب المقاومة التى يحتفظ بعضها بمواقعه حتى الآن، فضلاً عن المتطوعين من الأقطار العربية الشقيقة. كذلك، فقد بدأت إعادة تجميع أعداد كبيرة من الضباط أو الجنود بالجيش أو الحرس الجمهورى أو القوات الخاصة بعد أن تفرقت لتبقى بلا قيادات. فالعراق قد ينهزم. لكنه لا يموت أو يستسلم.
لن نسمح بأن يحكمنا الجنرال الصهيونى جارنر صديق شارون المقرب. لن نسمح بأن يحكمنا لص بغداد المسمى أحمد الجلبى أو عصابة الأربعين حرامى، أمثال نزار الخزرجى أو نورى عبد الرزاق أو مهدي الحافظ أو أدهم السامرائي أو عبد الحسن زلزلة، إلى آخر هذه القائمة من المتعاملين مع السى.آى.إيه أو الموساد.
العراق الأبى لن يرضى بتوزيع أرضه أو ثرواته ما بين القتلة الغزاة من مجرمى الحرب أو تفتيت شعبه طائفياً أو عنصرياً، طبقاً لمخططات المغول الجدد من الصهاينة أو الأمريكان. بل إن العالم كله سوف يشهد ملحمة التحرير الأسطورية التى لن تنتهى إلا مع تطهير كل شبر من ترابه الثائر.
كل ما نرجوه هو أن يشد من إزرنا الشعب العربى الواحد على امتداد الوطن من طنجة إلى الدوحة ، فما يحدث في فلسطين السليبة أو جنوب السودان أو التهديدات القذرة إلى بعض الدول الشقيقة، ليس ببعيد عن الهجمة البربرية ضد العراق. الجرح واحد، والمعركة واحدة، والعدو واحد، ولا بد أن نقف نحن أيضاً في خندق الكفاح المسلح كشعب واحد.
الجبهة الوطنية لتحرير العراق