اختر صح لنصرة الجياع

حسين جاسم الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 6502 - 2020 / 2 / 29 - 10:05
المحور: المجتمع المدني
    

قبل أيام طلبت لفة شاورما في مطعم يضع طاولاته في باحة امامه، جلست لاتناولها، وأنا اهم بافتراسها, بسبب قرصان الجوع, جلس في طاولة بعيدة رجل يبدو عليه التعب والشقاء وقسوة الحياة المريرة بلحية غير مرتبة، وملابس رثة حد الجنون، كان يحمل معه كاسة من الفاصوليا وقرص رغيف الخبز ، وقد بدأ بتناولهن معا وكأنه في غير عالم، لفت انتباهي ان الرجل ينظر إلي بتركيز ولا تفارق عيناه عيناي، لم استطع تحمل الموقف لشعور غريب ينتابني، تركت ما امامي وذهبت لشاب يوجه بتنفيذ الطلبات في ذلك المطعم، وسألته أن يذهب إليه ببعض الطعام من نوع اخر، فأجابني بأن الموضوع لا يستحق ذلك لأن الرجل كل يوم لا يطلب شيء اخر غير الذي بين يديه (كاسة الفاصوليا ورغيف الخبز)، تركته وكنت متردد أن أعرض عليه شيء لخشيتي من الاحراج أمام الناس لاحتمالية تعففه، ولكني استجمعت شجاعتي وذهبت إليه وقلت : عمو عندي طلب يمك ان امكن، بحلق بوجهي وكأنه يقول في سره وماذا أستطيع أن أفعل لك وأنا في هذا الحال، وفوت الفرصة التي سرحت بها وهو يلوك بقطعة الخبر التي اقتطعها مع لحظة وصولي إليه وقال، تفضل، قلت أريد أن آتي لك بقطعة من الدجاج مع الفاصوليا، ابتسم وقال - رحم الله والديك- هنا تشجعت وهممت بسرعة لاطلب له ولكن منتصف الطريق عدت له وقلت يا عم دعني أوصي لك بالرز والدجاج بوجبة كاملة فقال، بطلب خجول يا ريت تطلب لي لفة همبركر، وعلامات ارتسمت على وجهه لم استطع تفسيرها، ذهبت للكاشير وطلبت منه قطعتين من الهمبركر، وعندما عدت لاسلمها للشيف نظرت إلى الرجل فوجدت السعادة تملأ وجهه وانتظاره بلهفة للطعام، لم أتمالك الدموع الغزيرة التي انهمرت فذهبت بزاوية بعيدة عن الأنظار افرغت فيها كل ما تحمله العينين، بعدها جئت لتسلم الطلب واعطيته الرجل مع مبلغ بسيط وذهبت مسرعا كي لا أجعله يشعر بشيء من الذل او الامتنان، عندما ركبت السيارة واستدرت، رأيت الرجل يحمل الطعام ويمشي مسرعا، قلت في نفسي احتمال كبير ان لديه جياع فذهب لهم بهذا، رباط سالوفتي : أعتقد ان الله صب جم غضبه على العراقيين بمجيء هذه الشلة من اللصوص والفاسدين ليحكموا اغنى بلد في العالم وشعبه جائع، وإلا لو كان هنالك حاكم عادل لما احتاج هذا الرجل او غيره لي او لأي كان، لذا اتمنى رسالتي وصلت للجميع بأن يختاروا صح هذه المرة ولا يمرروا مرشحا واحدا من الأحزاب الفاسدة بمكاتبها الاقتصادية التي تدير دفة الفساد في البلاد.

#حسين_جاسم_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات