شماتة بعض المسلمين من انتشار الوباء في الصين

وسام صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6501 - 2020 / 2 / 28 - 15:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يعلق بعض المسلمين في مواقع التواصل الأجتماعي على انتشار فيروس كرونا في الصين ويكتبون تعليقات فيها الكثير من الشماتة والتمني ان يزيد الله من نشر الفايروس القاتل في الصين ويزيد من قتله للشعب الصيني ويحمي المسلمين في العالم منه ومن خطره لأن الحكومة الصينية تضطهد المسلمين الإيغور !!
نقول لأؤلئك الشامتين ان الأمراض والأوبئة لا تعرف شعبا معينا لتصيبه وتنتقم منه لأن الحكومة تتصرف بسلوك معين ضد فئة من المواطنين، انه الجهل والحقد الأعمى الذي يملأ عقول الشامتين هو من يجعلهم يتفوهون بمثل هذا الكلام الغير لائق .
الحكومة الصينية كما اوضح سفيرها في بغداد تحارب الدواعش من جماعات الأيغور المسلمة التي تسكن في احدى مقاطعات الصين، التي انتشر بين صفوف ابنائها افكار داعش الأجرامية، وهناك حملة سرية يقوم بها ائمة المساجد في تلك المقاطعة التي يكثر فيه المسلمون الصينيون، للتطوع في صفوف الدواعش في العراق وسوريا وليبيا واليمين ويطالبوهم بالجهاد والسفر الى تلك الدول للقتال مع الدواعش . وقد القي القبض على الكثير من اولئك الأيغور المتطوعين بين صفوف مقاتلي داعش في العراق وسوريا ، وقتل منهم الكثير ايضا . وهذا دليل على صحة تصريح السفير الصيني . وما تقوم به الحكومة الصينية هو تطهير بلادها من اولئك الدواعش الذين يطالبون ويعملون سرا على انفصال مقاطعتهم من جمهورية الصين الشعبية، بل يقومون بأعمال تخريبية ضد بلادهم .
اما الشماتة لموت الصينيين من وباء الكرونا ، فهل قول يدل على الحقد والجهل وعدم الفهم لما يحدث بين الحكومة والشعب المسلم في الصين .
اتمنى ان لا ينسى الشامتون المسلمون والذين يتمنون ان ينتشر الوباء اكثر في الصين ، ان الفيروس بدأ ينتشر في البلدان الإسلامية وغير الأسلامية ، فدولة ايران الأسلامية اصبحث ثاني دولة بالعالم من حيث سعة انتشار الوباء والفيروس بين شعبها المسلم ، فلماذا لم يسمع الله دعائكم ونقل المرض الى ايران الأسلامية ؟
العراق ومصر والجزائر والأمارات وعمان والكويت شعوبها اسلامية وقد اعلنت هذه الدول وصول المرض اليها واصيب عدد من مواطنيها بالمرض . فهل الفيروس يصيب الصيني البوذي ويبتعد عن المسلم ؟ ام الناس سواسية في قابلية التعرض للامراض والفيروسات لا تميز بين مسلم وغير مسلم كما تميزون انتم .
من العار أن يشمت شخص لاصابة انسان او شعب ما بمرض او مصيبة، فشعوب الأرض الأن تعيش في قرية صغيرة ولو جمعتنا الكرة الأرضية الواسعة .
اليوم الطائرات تربط الشعوب والدول مع بعضها، ويمكننا الأنتقال خلال ساعات من شرق الأرض الى غربها. وبهذه الوسيلة تنتقل الفيروسات والأمراض الى كل شعوب الأرض ودولها، ونحن نشهد اليوم انتشار انفلونزا كرونا في 33 دولة حول العالم . فهل سمع الله دعائكم ايها الشامتون الحاقدون، ام انه قضاء الله وقدره ان يصيب المرض الشعوب وينتشر بين سكانها، لقد حدث عبر التأريخ انتشار امراض فتاكة خطيرة ووبائية قضت على ملايين من البشر في القرون الماضية كالجدري والطاعون والسل وانواع انفلونزا الطيور والخنازير . ولا علاقة للدين بهذه الأوبئة . فلا تشمتون ايها الحاقدون وتقولون ان لله جنود لا ترونها يستخدمها للانتقام من اعداء الأسلام . فالمسلمون يموتون اليوم بهذا المرض اسوة ببقية شعوب الأرض الأخرى الغير مسلمة . ولا عزاء للشامتين .

#وسام_صباح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات