أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد أبو مطر - السلاح الفلسطيني في لبنان..مهمة نضالية أم مخابراتية سورية؟















المزيد.....

السلاح الفلسطيني في لبنان..مهمة نضالية أم مخابراتية سورية؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يكن ممكنا فتح ملف السلاح الفلسطيني قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان، لذلك كان هناك اتفاق بين الزعماء اللبنانيين في اجتماع للحوار الوطني يوم الثلاثاء الرابع عشر من مارس الماضي على ضرورة نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية خلال ستة شهور أي قبل الخامس عشر من سبتمبر القادم. ومن المعروف أن السلاح الفلسطيني حاليا في لبنان يمكن تصنيفه إلى نوعين: الأول هو السلاح الموجود داخل المخيمات في الجنوب اللبناني خاصة عين الحلوة والرشيدية وهما يخضعان بشكل شبه كامل لحركة فتح مع بعض الجيوب الصغيرة لقوى إسلامية حديثة و دائمة الصراع مع الحركة. والثاني هو السلاح الموجود في مخيمات نهر البارد والبداوي في الشمال اللبناني وفي القواعد العسكرية خارج المخيمات في تلال الناعمة المشرفة على الجنوب والعاصمة اللبنانية ، وفي منطقة قوسايا في البقاع قريبا من الحدود السورية، وهي تابعة لجماعة أحمد جبريل الموالية تماما للمخابرات السورية دون أية أجندة أو نشاط فلسطيني لهذه الجماعة سواء في سورية أو في داخل مناطق السلطة الفلسطينية، حيث لا وجود لهذه الجماعة سواء بيانات خطابية من حين إلى آخر.

والسؤال المركزي لبنانيا و فلسطينيا: هل هناك مهمة خاصة بالنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي لهذا السلاح الفلسطيني في لبنان؟؟. عقب الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في مايو من عام 2000 ، لم يعد هناك أية حقائق على الأرض تدعم ادعاء أن هذا السلاح هو لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لا الآن ولا قبل الانسحاب الإسرائيلي، لأن المعروف والمؤكد أن من كان يتصدى للاحتلال الإسرائيلي هو سلاح حزب الله فقط ، وجماعة أحمد جبريل هذه لم يكن لها يوما ما أي وجود في الجنوب اللبناني بما فيه المخيمات الفلسطينية التي كانت منذ قدوم المقاومة الفلسطينية إلى لبنان عام 1968 تحت سيطرة حركة فتح بشكل أساسي، وجماعة أحمد جبريل والمنشقين عن فتح يعرفون ذلك بدليل أنهم عندما أشعلوا حرب المخيمات في بيروت عام 1988، وحققوا انتصاراتهم المجيدة على أبناء شعبهم موقعين مئات القتلى والجرحى، قاموا بتجميع المدنيين والمسلحين المحسوبين على حركة فتح،وتم إرسالهم في عشرات الشاحنات إلى مخيمات الجنوب اللبناني ، في حين أنه لا يوجد أي سلاح لحركة فتح في الشمال اللبناني منذ حصار ياسر عرفات ومناصريه في طرابلس في خريف عام 1983 من قبل الجيش السوري وجماعة أحمد جبريل، ودارت معارك طاحنة لم يسلم منها عرفات إلا بتدخل دولي وخروجه في حماية البوارج الفرنسية. والغريب في هذا الأمر أن الذاكرة الفلسطينية لا تتعاطى مع جرائم أحمد جبريل والمنشقين بحق الشعب الفلسطيني بما تستحق هذه الجرائم التي فعلا وكما عشناها في سورية ولبنان لا تقل وحشية عن مذابح الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا الدم الفلسطيني أصبح حلالا على سلاح المجرمين الفلسطينيين؟.وليت هناك من يقوم بتوثيق المعلومات الخاصة بحربي المخيمات عامي 1986 و1988 ليعرف الشعب الفلسطيني كم ارتكب أحمد جبريل وجماعته ومعاونيهم من المنشقين عن فتح من الجرائم بحق الدم الفلسطيني.

وما يفحم ويثبت أن هذه الجماعة كانت وما زالت أداة في يد المخابرات السورية منذ أن كان أحمد جبريل ضابطا في الجيش السوري، هو أن هذه الجماعة وكافة المنظمات الفلسطينية لم تطلق رصاصة على الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 من الحدود السورية، ولا توجد لها قواعد عسكرية داخل الأراضي السورية، فتعليمات الضابطة الفدائية فرع المخابرات السورية المسؤولة عن المنظمات الفلسطينية: لا لوجود السلاح الفلسطيني في داخل سورية ولا لإطلاق الرصاص ضد إسرائيل من داخل الأراضي السورية، لذلك من المفضوح أن تقوم هذه الجماعة في الأسابيع الأخيرة بتعزيز قواعدها بالسلاح القادم من سورية ، وافتعال مواجهات مع قوى الأمن اللبناني في محيط قواعدها، وكما تساءل الزعيم اللبناني وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديمقراطي: هل قوات أحمد جبريل في تلال الناعمة من أجل تحرير مزارع شبعا؟. ونحن نتساءل ضمن نفس السياق: أم أنها لتحرير فلسطين؟. وضمن أجواء الاحتقان هذه قام أحمد جبريل في الاسبوع الأول من أبريل الماضي بزيارة إلى لبنان، بدا فيها كما تساءلت أوساط لبنانية وكأنه مبعوث سوري وليس فلسطيني، بدليل أن الاشتباكات مع قوى الأمن اللبناني وتعزيز مواقعه بسلاح جديد، جاءت بعد هذه الزيارة، لذلك من الواضح أن هذه الجماعة وسلاحها وقواعدها لا علاقة لها بأية عمليات مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي مجرد أداة ضغط وتخويف سورية في مواجهة القوى اللبنانية الرافضة لسياسات النظام السوري في لبنان. إن هذا السلاح المنسوب إلى فلسطين لا علاقة له بفلسطين ونضال شعبها ضد الاحتلال الإسرائيلي، بدليل أن حركة حماس أكبر القوى الفلسطينية المتصدية للاحتلال عسكريا لا توجد لها قواعد عسكرية في لبنان، لذلك يجب نزعه كي لا يبقى ورقة تسميم وتوتير للعلاقات اللبنانية الفلسطينية، ومن الأفضل أن يسحب أحمد جبريل قواعده ورجاله وسلاحه قبل المدة التي حددتها قوى الحوار اللبناني في سبتمبر القادم، ولكن هذا لن يحدث لأن القرار بيد المخابرات السورية وطالما هذا السلاح يخدم تخويفها للقوى الوطنية اللبنانية فلن تأمر أحمد جبريل بسحبه الآن.

إن قوى الحوار الوطني اللبناني كانت واعية لخطورة دور هذا السلاح ، عندما حددت السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، لأنها تدرك أن السلاح الفلسطيني في مخيمات الجنوب مرهون وجوده ببسط سيادة الدولة والجيش اللبناني على كافة أرجاء لبنان، لضمان أمن المخيمات وعدم تكرار الهجوم عليها سواء من الإسرائيليين أو من قوى لبنانية سبق أن شنت حروبا شرسة ضد المخيمات وسكانها. ونقولها صريحة: إذا أثبت لنا أحمد جبريل وجماعته أنهم أطلقوا يوما ما رصاصة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي من قواعدهم في الناعمة والبقاع، سنكون أول من يدافع عن وجود هذا السلاح، وكذلك هل كان أحمد جبريل وجماعته يستقوون على لبنان واللبنانيين لولا دعم وأوامر المخابرات السورية، و إلا لماذا لا يجرؤ على إطلاق رصاصة على إسرائيل من الحدود السورية، وهو المقيم في دمشق منذ ما يزيد على نصف قرن وكان ضابطا في جيشها، أم أن تحرير فلسطين من الناعمة اللبنانية أسهل من دمشق السورية؟؟. وضمن نفس السياق من المهم صدور رأي في موضوع السلاح خارج المخيمات من قبل الحكومة والسلطة الفلسطينية، كي يعرف الشعب اللبناني أن من يستخدم هذا السلاح لتوتير العلاقات اللبنانية الفلسطينية هي فقط هذه الجماعة المحسوبة على المخابرات السورية، خاصة أن مسؤولي حركة فتح في الجنوب ، أعلنوا مرارا أن لا علاقة لهم بالسلاح المحسوب على الفلسطينيين خارج المخيمات، وأن السلاح داخل مخيمات الجنوب مرهون ببسط سيادة الدولة اللبنانية وضمان أمن المخيمات. ومن الملاحظ وما يدعم ضرورة نزع سلاح هذه الجماعة في الناعمة والبقاع اللبناني ، هو أن حزب الله نفسه الذي تصدى طويلا للاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، منذ عام 2000 لا يستعمل سلاحه إلا للرد على الخروقات الإسرائيلية، ويعلن مرارا أن تمسكه بسلاحه كقوة لبنانية مرهون بتحرير مزارع شبعا...نستطيع فهم موقف حزب الله هذا، ولكن سلاح جماعة أحمد جبريل ومن خلال ممارساتهم لا يمكن فهمة إلا أنه أداة بيد المخابرات السورية، فلا دخل له بأي وجه من أوجه النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي...لذلك يجب نزعه!.
[email protected]
www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع فتح وحماس على ملف التمثيل الخارجي
- حروب فتح وحماس وحوار الطرشان
- الأكراد والعرب وإسرائيل..متى تنتهي الحكاية؟
- مقالة تجريبية لقياس نوعية تفكير القراء
- على خلفية لقاء الملك عبد الله مع قناة العربية
- وعود القذافي بدعم حكومة حماس..أمل إبليس في الجنة
- نقابة المحامين الأردنيين ورفع الغطاء عن الأرهابيين
- العلاقة الفلسطينية مع الأردن محمودعباس أم حماس
- التضليل الإعلامي خوفا من النظام السوري
- حماس والأردن...العلاقة الملتبسة
- السلطة تدين..حماس تبارك..وماذا بعد؟
- من المختل عقليا في الاعتداءات على الكنائس القبطية في الإسكند ...
- حماس : السياسة والمقاومة لا يلتقيان
- فتح ملف الوليمة الحيدرية
- انتبهوا..وصلت طالبان إلى القاهرةانتبهوا : وصلت طالبان إلى ال ...
- هل هناك داع لعقد القمة العربية؟
- التعايش بين الأديان في الأقطار العربية..واقع أم وهم؟؟
- مقام عراقي بألحان فلسطينية
- كيف كان سيتصرف الرسول لو كان حيا؟
- ماذا نريد من العالم: تفاهم أم صراع؟


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد أبو مطر - السلاح الفلسطيني في لبنان..مهمة نضالية أم مخابراتية سورية؟