أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ابراهيم البياتي - من اجل قضاء عادل وقوي














المزيد.....


من اجل قضاء عادل وقوي


ابراهيم البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 6501 - 2020 / 2 / 28 - 09:00
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    



يحكى ان احد قادة جيوش الاستعمار أراد الدخول إلى احد المدن غازياً ومحتلاً وحين وصل إلى تخومها بعث بجواسيسه ليستطلعوا عن أخبار المدينة وأهلها وحين عودتهم سألهم هل في المدينة قضاء عادل ومعلم ناصح ؟ أجابوه بنعم , فقال لهم لا ندخلها حتى يفسد قضائها وتهدم مدارسها حينها فقط ستكون لنا الغلبة .
ومنذ فجر الإسلام كان للقضاء منزلة عظمية لدى الشعوب ومكانة محترمة استمرت من عهد الرسول المصطفى (ص) والخلفاء الراشدين (رض)من بعده والى يومنا هذا هذه المنزلة ساهمت بإيصال الدولة الإسلامية إلى أوج عظمتها . ومن بين المؤسسات القضائية العريقة يحتل القضاء العراقي مكانة مرموقة قارعت الظلم والاستبداد وتحملت المسؤوليات الجسام وكانت خير سند لهذه الأمة التي عانت الكثير من الويلات على مر الأزمان , حتى ان النظام الديكتاتوري الذي حكم البلاد بالحديد والنار لما يقارب ثلاث عقود من الزمن لم يجرؤ على التدخل يوماً بأمور القضاء وان محاكمه الخاصة كان يقودها أناس لا دخل لهم بالقضاء لا من قريب ولا من بعيد .
اما بعد أحداث عام 2003 وما تلته من أحداث دامية ومأساوية والصراع الطائفي والقومي على كل الأصعدة فيشهد القاصي والداني ان القضاء قد يكون المؤسسة الوحيدة التي لم تتأثر بهذا الصراع واستمر بحياديته ونظرته الأبوية لجميع المكونات , ولو عانى اي شعب في الكون ما عاناه الشعب العراقي لكانت نهايته حتمية ومؤكدة , فالسمعة الطيبة والمنزلة العظيمة لم تكن لتأتي دون وجود قضاة شجعان وضعوا نصب أعينهم حماية حقوق الناس بكافة شرائحهم من العابثين يضعون كلام الله تعالى ((وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل)) أمام أنظارهم ومسامعهم .
ولأجل هذا لا بد من ان يكون المعيار لاختيار القضاة ضمن خطط مدروسة من كافة النواحي ومع ان المعهد القضائي العراقي وهي المؤسسة المعنية بهذا الاختيار لم يدخر جهد لذلك واستطاع تخريج كوكبة مميزة من القضاة يشار لهم بالبنان , الا ان اختيار عشرة أو عشرين شخص من بين الفي متقدم بامتحان قد يجتازه البعض بضربة حظ لا يمكن ان يكون المعيار الحقيقي لبقية المشاركين , فالعراق يمر بمرحلة خطيرة تستوجب وجود طاقات جبارة تعبر بالبلاد إلى بر الأمان , وان كلامي هذا لم يأتي من فراغ فخلال مراجعاتي إلى المحاكم وكذلك أحاديث الزملاء وجدنا بعض القضاة لا يملكون شخصية القاضي شكلاً ومظهراً ولباقة ولا حتى علمية ً إضافة إلى الإملاء الضعيف والخط الركيك والذي يدفعنا للتساؤل كيف استطاع هذا الشخص اجتيار الاختبار الصعب ؟
اعتقد ان امر كهذا يساهم بفقدان ثقة المواطن بالقضاء ويمحو تلك الصورة البهية لهذه المؤسسة العريقة , ومن باب حرصي على اسم وسمعة القضاء العراقي وعلى كافة مؤسسات الدولة اقترح ان يتم تغيير الآلية المتبعة من قبل مجلس القضاء الأعلى باختيار القضاة وبدلاً من زج مئات الأشخاص من حملة شهادة القانون في اختبار روتيني قد يجتازه من لا يستحق الوصول إلى هذا المكان أتمنى ان تتم مقابلة كافة المتقدمين وتشكيل لجنة مختصة ومتفرغة لذلك تتكون من أساتذة في مجال القانون وعلم النفس واللغة العربية يبدأ الاختبار بدراسة شخصية المتقدم من حيث الكاريزما واللباقة والفصاحة ومخارج الحروف وتنتهي بمهارات الخط والكتابة ومن يجتاز هذا الاختبار يتم امتحانه تحريرياً لمعرفة الأفضل من المتقدمين ولخلق جو منافسة حقيقي بين المتقدمين وبدل ان يتقدم الفي طالب ويخرجوا بنتائج غريبة ومضحكة في نفس الوقت , يدخل مائة طالب يستحقون تمثيل القضاء فعلاً ويكونوا خير خلف لخير سلف ويعيدون تلك الصورة الناصعة التي لطالما عرف بها القضاء العراقي الحيادي والمستقل .
أتمنى ان تكون هذه الرؤيا محل نظر واعتبار أمام القائمين على المؤسسة القضائية العريقة والمحترمة ومن الله التوفيق .



#ابراهيم_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
- الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ ...
- تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
- الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا ...
- استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
- مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
- مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتفعيل الفصل السابع من مي ...
- عبد الرحمن: استقبال عناصر النظام البائد وتسوية أوضاعهم ممن ل ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ابراهيم البياتي - من اجل قضاء عادل وقوي