|
إيمان الدكتور مجدى يعقوب
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 6501 - 2020 / 2 / 28 - 00:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى هذه الدرجة من الإهتمام المبالغ فيه بل والمتعمد من وسائل الإعلام والإتصال الإجتماعى، أن تهتم بتغريدات رجال الدين كهنة السلفيين من دعاة ورعاة حتى يكون كلامهم هو الشغل الشاغل والبحث عن جنتهم المزعومة؟ الجميع " من يستخدم العقل" يعرف جيداً أن جنة الإسلام هى للمسلمين ويشهد على ذلك كتب التراث ونصوص الكتاب المحروس والمحفوظ خوفاً من ألاعيب الجن والشياطين بتحريفه، وجنة اليهود هى القدس وفلسطين وجنة المسيحيين هى ملكوت الله أو ملكوت السموات، أما من يرفض الأديان مثلى ومثل غيرى فالجنة هى العقل الذى يسعدنا ويشقينا وليس هناك غيب أو عيب نخجل أو نخاف منه. نأتى إلى الجراح العالمى/ مجدى يعقوب ونسأل: ما علاقة جراح القلوب الحية وكهنة الغيبيات التى لا وجود لها فى العلوم وجراحة القلوب؟
ملكوت الله وملكوت مجدى يعقوب:
قصة الإنسان مجدى يعقوب يعرفها الجميع ولا حاجة بى إلى تكرارها، لذلك نعرف جيداً أنشغاله وأنهماكه الكبير فى تحصيل العلوم وكان عند حسن ظن والده وجميع من عمل معهم وتعلم فى شيكاغو بأمريكا وفى مستشفيات أنجلترا أصبح أخصائى جراحات القلب والرئتين، منذ سنة 1969 وهو يعمل فى صمت ممسكاً بالمشرط وينتقل من نجاح إلى نجاح أكبر، وتكرمه الدول على مجهوداته الكبيرة والبارزة فى شفاء المرضى ويلقبونه بملك القلوب "عرفاناً"* منهم بما بذله فى سبيل إنقاذ الآلاف من مرضى القلب وشفاءهم ليعيشوا فى صحة جيدة لينعموا بالحياة السعيدة وسط أقاربهم ومجتمعاتهم، الكل سعداء عندما يسمعون أسم الدكتور المصرى/ مجدى يعقوب وعالم الفضاء/ فاروق الباز والعالم/ أحمد زويل .. وغيرهم من أبناء مصر الحقيقيين الذين رفعوا أسم مصر وحضارتها الإنسانية.
* ملحوظة: العرفان قيمة من القيم الإنسانية التى لا يتصف بها إلا من يعترف بقيمة الإنسان والإعتراف للآخر بخدماته وحسن الصنيع، والعرفان أى عارف وعارفون بطبيعة العمل المبذول ويقدمون الشكر والتكريم والتقدير لملك القلوب.
الإيمان بدون أعمال ميت وأيقونة القلوب المصرية مجدى يعقوب أختار أن يكون إيمانه حى، لذلك هو مؤمن بأن أعماله هى الحية بينما دعاة صكوك الزعفران يصرخون غيظاً وحقداً على أحتفاء أبناء الأمارات وحاكمها بالدكتور العملاق فى إنسانيته وقلبه الذى يسع الجميع، وكل إنسان أكتشف معهم إنسانية مجدى يعقوب، يحب الإشادة به والمشاركة فى تكريمه من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي في الحفل الختامي لمبادرة "صناع الأمل" بدولة الإمارات،إنه قصة نجاح حية يلمسها كل مواطن وتستحق أن تكون نموذجاً لأبناءنا فى المدارس ليتعلموا منها بذل الجهد فى تحصيل علومهم وواجباتهم، والعمل بكل جدية وكفاءة وإخلاص بدلاً من رموز التواكل الدينى التى تقوم بتغييب عقول التلاميذ والشباب فى المدارس والجامعات والمساجد.
السادة دعاة وخبراء الغيب:
الله الذى تؤمنون به وعلى يقين بأنه سيدخلكم الجنة، الله هذا العليم القدير من الطبيعى يرى أعمالكم يا أخوة الجنة الإسلامية وهل تتطابق مع القيم والأخلاق التى أعطاها لكم وأوصاكم عليها أم لا، بينما الله نفسه العليم القدير يرى إيمان وأعمال الدكتور الإنسان مجدى يعقوب، وهل تتناسب وتتطابق والقيم والأخلاق التى أعطاها له وسار عليها خمسة وثمانون سنة أكثر من نصفها خدمة للإنسانية التى تعرف قيمة جراح القلوب. بعبارة بسيطة: أى إنسان يؤمن بالأديان يستطيع أكتشاف أن هؤلاء الدعاة الذين صرفوا غالبية عمرهم على تعليم غيرهم كيف يلعن الكافرين والدعاء عليهم بالموت وخراب بيوتهم وكيف يجتنبهم فى الطريق ولا سلام ولا كلام، أفسدتم أجيالاً بأكملها فى تربيتهم على إزدراء الآخرين وأعتبارهم مشركين وكافرين ومآواهم نار الجحيم، وكأن الله أتصل بكم هاتفياً وقال لكم: أنتم يا دعاة الإسلام السلفيون من الآن أجعلكم تمسكون بمفاتيح الجنة ومفاتيح النار!! هل طلب منك الله ونحن لا نعلم عبر الأنترنت بيع صكوك الغفران والزعفران كما باعها كهنة المسيحية فى العصور الوسطى؟ أمرك عجيب حقاً يا إله الأديان! لكن هذه المرة يبدو أن الله العليم القدير الذى يهدى من يشاء ويعذب من يشاء، قرر وبالأتفاق معكم طبعاً أعضاء وخبراء الله فى مجلس الدعاة الإلهى، أن يقوم بتسليم كل المفاتيح والصولاجانات والطفاشات وكلمات السر الإلكترونية والفضائية والحجرية لتفتحوا أبواب الجنة والنار لمن تشاءون، وأوصاكم: أن تكونوا على يقين من الحق الذى تملكونه بأسم الله الرحوم الغفور القوى القاهر الجبار وتسلحوا بسلاح التكفير ونادوا الناس بأسمى: " أن الجنة حرام على العابثين الغافلين عن عمل الله، الراغبين فى مدح البشر والحجر وما دونهم من قوم لا تعلمون، أخشونى ولا تخشون يقول الله أولياء الدنيا يخدعونكم ويختمون على قلوبكم بالجراح مجدى يعقوب".!
وبدلاً من أن يقوم هؤلاء الدعاة الملهمين العباقرة الموحى لهم بأن يطالبوا الشباب بأن يتخذوا من الدكتور مجدى يعقوب قدوة فالعمل عبادة وإسهاماته وإنجازاته العلمية والعملية الخيرية خير دليل على عظمته، وبدلاً من تحريض الأباء على تربية أبناءهم الصغار وتعليمهم ليصلوا إلى مكانة الدكتور مجدى يعقوب ليعتز بكم الإسلام وترفعوا رايته، نجدكم أيها السادة الدعاه تلجأون إلى خطاب الكراهية والإزدراء والأحتقار للآخر من الأديان الأخرى، وتناسيتم أن دوركم هو الهداية للبشر وتذكرتم فقط أن دوركم هو التكفير وكفى، يعنى لا ترحموا ولا تتركوا رحمة ربنا تنزل؟ بالفعل هناك من يزرع الحياة فى قلوب مرضاه، وهناك من يزرع الضلال فى قلوب الضعفاء مرضى جنة الدعاة.
فى تصريح لجريدة الوطن هاجمت الدكتور سعاد صالح رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر تصريحات بعض مشايخ السلفية المهاجمة للدكتور العالمي مجدي يعقوب، قائلة: "ربنا يعميهم ويعمي أبصارهم ويكمم أفواههم".. وبقية حديثها بجريدة الوطن ويستحق القراءة.
تصحيح واجب على لسان الدكتور مجدى يعقوب: "الناس بيقولولي أنت هتروح الجنة .. ولا مش هتروح الجنة، أنا هنا في الجنة".! لقد حسم الإنسان العملاق مشكلة الدعاة الكبيرة وأظهر لهم هذه الحقيقة التى غابت عن وعى الكثير من الدعاة السلفيين والمؤمنين بأعتقادهم أن هناك جنة يتوسطها كرسى الله وبها أشجار وأزهار وأنهار من العسل واللبن والخمر وحوارى العين والغلمان وأنواع النعيم، وهذا شئ من المستحيل أن يحدث أو أن يوجد، وأنا أقول كيف لى وأنا إنسان بشرى مادى أصدق وأثق أن الله أعد للصالحين جنة تروى الشبق الذكورى فقط نحو الجنس؟ هل هذه هى مكافأة المتقين والصالحين؟
أستفيقوا من نومكم الطويل يا أبأس أمة تعيش فى خرافات الماضى وتثق أنها تعيش فى الإعجاز الفضائى!
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأزهر بين الإسلام والتجديد
-
مؤتمر التجديد لشيخ الأزهر
-
زعيم الأمة والثورة الإسلامية
-
التحية إلى زعيم الأمة الإسلامية
-
أفاعى الدين والدنيا
-
رئيس الخلافة وذوات الحجاب
-
من هو إله الإخوان المسلمين؟
-
ثقافة التغيير والفضيلة
-
هزيمة المؤمن أمام الدين
-
تغيير الفكر الدينى
-
الحوار المتمدن مع وضد الله 2
-
الحوار المتمدن ليس من الله (1)
-
حقوق الإنسان ليست من الله
-
التخلف الدينى والتنوير (4)
-
التخلف الدينى والتنوير (3)
-
التخلف الدينى والتنوير (2)
-
التخلف الدينى والتنوير
-
92 عاماً يفوز فى أنتخابات ماليزيا
-
تقتلون أنفسكم بأيديكم
-
وزير الصحة يسرق الدولة
المزيد.....
-
إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع
...
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|