|
المصائب لا تأتي فُرادا … !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6500 - 2020 / 2 / 27 - 09:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يبدو انها الهاوية التي يرقد على حافتها العالم ، ولو غفلنا او تغافلنا سيكون الانهيار ! وكأننا على موعد مع المصائب … فلا تغادرنا واحدة الا وتحل اخرى محلها اسوء والعن من التي قبلها … فمن الارهاب الى حروب الاخوة الاعداء الى حروب الابادة الطائفية الى حروب الاطماع ، وكل انواع الحروب ! واليوم يبدو اننا في زمن القوى المجهولة التي تحاصر كوكبنا منذ سنتين كما يقول احدهم ، وحانت لحظة الهجوم ! فهي حرب من نوع خاص لاقيمة فيها للبارود والبندقية ولا للدبابة والطائرة والجيوش الجرارة ، ولا حتى للعضلات من نصيب ، ولاول مرة نخوض حربا دون كراهية ، فكل حروبنا المعروفة تحركها وتحرك السيف والزناد فيها الكراهية … فهي الدسم الكامل لكل حروبنا المقدسة منها وغير المقدسة ! اما اليوم فهذا عدو لا يكرهنا ولا نكرهه … نخافه نعم نجهله نعم لكن لا نكرهه ولا يكرهنا ، ولانراه ولا يرانا ، عدو مجهول خفي لا احد يعرف من اخرجه من قمقمه ، والقى به في طريقنا ولا ندري هذه المرة من اين المفر فاينما تولي وجهك ثمة كورونا يتجهمك ! يقولون بانه يتجنب الصغار ويهاجم الكبار ، يعني اكثر شهامة ونبلاً من الاعداء التقليديين من بني البشر الذين يقتلون من الاطفال ضعف ما يقتلون من الكبار ! فيروس مدمر تدب فيه الحياة فجأةً … يهاجم فيحصد ما يستطيع من ارواح ويغادر بارادة وقوة العلم الذي سياتينا بالعلاج ، والتخلص منه او تحييده والعودة به ليكون مجرد انفلونزا عادية … فمهمة الخلاص منه او ابعاده عن مجالنا الحيوي نحن العرب والمسلمون ليست من اختصاص عقولنا ، فعقولنا المحنطة لانفع منها ولا رجاء ، فهي قد قدت من غباء مستحكم فتحولت الى كومة لحم لا نفع ولا ضرر منها … قد تصلح وجبة شهية لديدان القبر لا غير ! قد يفتك فيروس واحد لا يرى بالعين المجردة ، واتفه من بعوضة بالاف البشر دون رحمة … نحن امام عدو لا ينفع معه سلاحاً للردع الا العقل والعلم ، واين منا هذا العقل والعلم نحن العرب ! … وقد يكون واحدة من علامات الساعة الصغرى المباركة التي ستسارع بنا الى نهاية العالم مصداقا لما تقوله كتبنا المقدسة ! يقولون كل ما علينا القيام به هو الانتظار ، ومنذا الذي لا ينتظر ؟! فنحن دوما منتظرون ، وما وراءنا ؟ لا شغل ولا عمل ! فنحن ننتظر إمامنا منذ الف سنة ! لقد فاجأ هذا العدو الجديد كل حكوماتنا الغافلة ورؤسائنا في اقفاصهم الجمهورية ، وملوكنا في حصونهم الذهبية ، ولن تنفعهم اللامبلات هذه المرة ، فهو يهدد الجميع دون استثناء ، ولن ينفع مع هذا المحارب الجديد لا بدي گارد ولا حراس جمهوريين او ملكيين ولا حتى جيوش جرارة ، فسيضربهم كما يضرب عامل النظافة . فهو اشتراكي … عادل في توزيعه للموت على البشر كل البشر كما كانت الاشتراكية توزع الفقر بالتساوي على الناس ، فالاخ كورونا يوزع الموت بالتساوي عليهم ، وما حد احسن من حد ! على الاقل ذقنا طعم المساواة بين الحكام والرعية بفضل هذ المخلوق ! لا تمييز عنده طبقي عرقي او ديني ، ديمقراطي علماني ! فلا فرق عنده بين غني وفقير ولا عالم و جاهل ولا رجل و امرأة ولا حاكم و محكوم فالجميع متساوون كاسنان المشط … كالظلام يتساوى فيه كل البشر ، ولا تنفع معه احسن التعويذات صنعاً حتى ولو كان مصدرها اعتى الشيوخ علما وفقها وتبحراً في الدين وطلاسمه ! لا تخلو الحياة من حدث الا وتجد الشيوخ وقد القوا بانفسهم وسط تياره … !يقول احدهم بعد ان وصف كورونا بالابتلاء وهو المصطلح الاسلامي المعادل للوباء ، وبعد ان هون وسخر منه ونصح الناس بان لا يفزعوا وعليهم بالرقية الشرعية ، والدعاء الى الله تعالى ! وسرد قصة قال فيها ان الرسول قال لعائشة التي كانت تعاني من الحمى وقد لعنتها … لا تسبي الحمى فانها تاكل خطايا ابن ادم كما تاكل النارالحطب ! فمن عنده ذنوب فلينتظر حمى كورونا القادمة لا محالة لتمحو ذنوبه ويعود كما خلقته امه ملفوفاً بقماش ابيض … !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وكأنك يا بو زيد ما غزيت !
-
أيها الاصوليون : الاغتيال كان يستحقه جمال وليس السادات !
-
الاسلام والديمقراطية … !
-
لماذا كل الانبياء من الذكور … ؟!
-
الفلسطينيون … وهاجس التطبيع !
-
الحبل السري للارهاب الاسلامي … !
-
الارهابيون ذراع الله على الارض … !
-
اللعب عند حافة الهاوية … !!
-
لسنا ضد الدين وانما الدين ضدنا … !!
-
الاخوان … والتمسك بأهداب أمل لن يأتي !
-
الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !
-
القيادة الفلسطينية … وقلة الحيلة !
-
الاديان … نتاج العقل البشري !!
-
نزعة الانتقام في الاسلام … !
-
مفهوم الرحمة في الاسلام … !!
-
الدخان الابيض … !
-
القضية الفلسطينية … الى اين ؟!
-
العجل وقع هاتوا السكاكين … !!
-
هل كان نبي الاسلام أُمي لا يقرء ولا يكتب ؟!
-
العراق هو العنوان الاكبر … !
المزيد.....
-
خطوة بخطوة هتستقبليها .. تردد طيور الجنة الجديد 2024 فرحي وا
...
-
قوات الاحتلال تصيب طفلاً وتعتقل آخر وشاب في نابلس وسلفيت
-
ممثل الجهاد الاسلامي بسورية يؤكد عدم استهداف اي من كوادر الح
...
-
الجهاد الاسلامي تنفي نفيا قاطعا الانباء عن استهداف امينها ال
...
-
الجهاد الاسلامي تنفي بقوة الانباء عن استهداف امينها العام زي
...
-
الاحتلال يجدد إبعاد مُسنيْن عن المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في خ
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تهاجم بمسيرات انقضاضية ثكنة يفتاح
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة كابري بصلية صاروخ
...
-
مراسل العالم: مصادر مسؤولة في الجهاد الاسلامي تؤكد عدم استهد
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|