أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - وكأنك يا بو زيد ما غزيت !














المزيد.....

وكأنك يا بو زيد ما غزيت !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6500 - 2020 / 2 / 27 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل فعلا هذه الجنازة العسكرية المهيبة للمرحوم مبارك واعلان الحداد لمدة ثلاثة ايام وتنكيس الاعلام ، واشغال الحكومة في كل البلاد تكريما لدوره في قيادة القوة الجوية للجيش المصري اثناء حرب اكتوبر ؟ ام ان في الامر شئ آخر ؟
فكيف لرئيس مطاح به بثورة شعبية عارمة وخضع لمحاكمة طويلة ، وتوقيف على ذمة اتهامات عديدة وجهت اليه بتهم مختلفة منها قتل المتظاهرين والفساد وغيرها ان يكرم هذا التكريم المهيب ، وكأنه لا يزال في السلطة ؟ ام هي اشارة ما ذات مغزى معين ؟
كيف لرئيس اتهمه الشعب بالفساد والظلم والديكتاتورية ، واسقطه بثورة شعبية هزت العالم ، ثم حدث ما حدث بعد ذلك من مجئ الاخوان الى السلطة ، وما تلاه من مشاكل وصراعات كادت تودي بالبلد الى حرب اهلية مدمرة ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية الهائلة ، وكل هذا يذهب ادراج الرياح وكأنك يا ابو زيد ما غزيت ؟ هل هذا منطق معقول ؟!
اليس هذا تحدي واستفزاز لمشاعر الناس الذين استشهد ابنائهم او أقاربهم اثناء الثورة في الخامس والعشرون من يناير ، واستهانة بدماء المصريين ؟ وهل هذا التشييع الرسمي وبحظور ضيوف ووفود من دول اخرى ، وكل هذه الهلومة والمصروفات ضرورية فعلا ؟ لا ارى من هذا الا زيادة في استياء المصريين من تصرف النظام الاستفزازي هذا ، ولن يضيف الى رصيده شئ اذا لم يقلل منه .
لقد تحول هذا الحدث الى مادة دسمة سقطت على قنوات الاخوان من السماء ، فاخذوا يلوكون بها ، وكأنهم قبضوا على القشة التي القيت اليهم في الماء ! عسى ولعل يتحقق حلمهم الذي انتظروه طويلاً ويتحرك الشارع المشلول !
ان ما تسمى بثورات الربيع العربي اخذت بالتساقط كقطع الدومينو والعودة الى المربع الاول ، وكأن شيئاً لم يكن ! أو كأن في الامر ايحاء وترتيب معين مقصود به إيصال رسالة الى الشعوب العربية مفادها اتركوا الخلق للخالق وتمددوا على الكنبة ، ودخنوا الشيشة أو الجوزة ان شئتم ، وليبقى كل واحد في حاله ! فهذا مصير ثوراتكم الفاشلة لن تجنوا منها الا الهلاك والدمار ، وتعودون بخفي حنين !
والغريب العجيب ان كل هذه الاستعدادات والتنظيم والانضباط واستقبال الوفود والمعزين قد تمت في سويعات قليلة بين اعلان الوفاة والتشييع ! ان دل هذا على شئ فانه اكيد يحمل نوع من العناد والتحدي لا ادري ربما للاخوان او لطرف آخر !!
لو تسمع تعليق المذيعة على المارش الجنائزي وهي تحبس عبراتها المفبركة من خلال تكسّر نبرات صوتها ، وكل الاعلام الموالي وما يكيلونه من مديح وتفخيم لدور مبارك العسكري في حرب اكتوبر والرئاسي اثناء فترة حكمه ، والاشادة بادواره التاريخية بانه لم يفرط في الارض ، واعاد السيادة الكاملة على سيناء الى آخر السمفونية الجاهزة التلحين … لا تملك الا ان تحكم وانت مرتاح البال والضمير بان الشعب المصري كان على خطأ لانه ثار في وجه رئيس بهذه المواصفات النوعية الفريدة والممتازة !
يبدو ان المسافة التي تفصل العرب ورمزهم مصر عن الديمقراطية مثل بقية الامم المتحضرة ، والخلاص من مثل هذه التصرفات المزاجية والأحادية من رئيس منفرد بالقرار شاسعة يحتاجون لقطعها عشرات وربما اكثر من السنين !
اليكم هذه الحكاية ذات الصلة بالموضوع :
مرة كانت ام كلثوم تحيي حفلة في احدى الدول العربية الغنية ، ويبدو ان الجمهور لم يرتقي الى مستوى جمهورها الخاص الذي تمتاز به حفلاتها الراقية وجمهورها الواعي والمثقف فنياً وحسياً … يعني كان فيهم من السوقة والعامة ما عكر صفو الحفلة من تعليقات سخيفة خارجه عن الذوق العام وشغب ، فانزعجت ام كلثوم أيما انزعاج … اتدرون ماذا قالت عند انتهاء الحفلة … قالت : ان هؤلاء ( تقصد الجمهور المشاغب ) يحتاجون الى مائة سنة حتى يصلوا الى مرحلة الحمير !! صدقت ام كلثوم والعهدة على الراوي !
فنحن العرب ربما نحتاج الى مثل هذا الفاصل الزمني حتى نصل الى مرحلة الحمير اقصد مرحلة الديمقراطية والكف عن عبادة وتقديس البشر !



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الاصوليون : الاغتيال كان يستحقه جمال وليس السادات !
- الاسلام والديمقراطية … !
- لماذا كل الانبياء من الذكور … ؟!
- الفلسطينيون … وهاجس التطبيع !
- الحبل السري للارهاب الاسلامي … !
- الارهابيون ذراع الله على الارض … !
- اللعب عند حافة الهاوية … !!
- لسنا ضد الدين وانما الدين ضدنا … !!
- الاخوان … والتمسك بأهداب أمل لن يأتي !
- الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !
- القيادة الفلسطينية … وقلة الحيلة !
- الاديان … نتاج العقل البشري !!
- نزعة الانتقام في الاسلام … !
- مفهوم الرحمة في الاسلام … !!
- الدخان الابيض … !
- القضية الفلسطينية … الى اين ؟!
- العجل وقع هاتوا السكاكين … !!
- هل كان نبي الاسلام أُمي لا يقرء ولا يكتب ؟!
- العراق هو العنوان الاكبر … !
- تعليق على الحديث الصحيح : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل ا ...


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - وكأنك يا بو زيد ما غزيت !