أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!















المزيد.....

تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من منظور مختلف
جاءت تصريحات رئيس الولايات المتحدة جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا بلير في أعقاب زيارة قام بها الأخير إلى العراق ولقاءاته الواسعة مع المسؤولين وسعيه لاستطلاع الرأي حول وجود القوات الأجنبية, ومنها البريطانية, في العراق. وخرج برأي مفاده: لا يريد العراقيون خروج قوات التحالف الدولي من العراق حالياً, بل يمكن تنفيذ ذلك عند استكمال بناء القوات المسلحة العراقية وتسلم جميع الملفات الأمنية وقدرة العراق على الدفاع عن نفسه أمام قوى الإرهاب الدولي.
كما اعترف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس الوزراء البريطاني بالأخطاء الفادحة التي ارتكبت في العراق من خلال نشاطهما هناك. وإذ ركز الرئيس الأمريكي على موضوع التجاوزات الفظة على حقوق الإنسان والمعتقلين العزل التي ارتكبت في سجن "أبو غريب", أشار الآخر إلى الطريقة التي تعاملوا بها مع موضوع اجتثاث البعث.
وإذ أقدر صواب الملاحظات الثلاث المشار إليها في أعلاه, سواء أكانت في الموقف من وجود القوات الأجنبية في العراق أم بصدد الأخطاء المرتكبة, إذ تسنى لي في زيارتي الأخيرة إلى العراق أن ألتقي مع عدد كبير جداً من السياسيات والسياسيين والمثقفات والمثقفين العراقيين ومن العاملات والعاملين في مجال المجتمع المدني وحقوق الإنسان, فأن موقف الجميع كان يشير إلى أن الظرف الراهن لا يسمح بخروج القوات الأجنبية من العراق, إذ يمكن أن تشتعل نيران أخرى في الوطن وتقود إلى خراب ودمار وموت أكبر. ولهذا لا بد من العمل على عدة اتجاهات بالنسبة للقضية الأولى, وهي:
• تسريع بناء القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها, الجيش والشرطة والأمن الداخلي, وتنظيفها ممن تسرب إليها من أتباع قوى إرهابية أو بعثية صدّامية أو طائفية سياسية ممعنة بالكراهية والحقد الطائفي في صفوف السنة والشيعة.
• تطويق السياسة الطائفية الممعنة في التمييز على مستوى الحكم والإعلام والقنوات الخاصة والحكومية, بما يسهم في خلق أجواء إيجابية سليمة ونظيفة وبعيدة عن الكراهية والحقد والعدوانية الطائفية السياسية.
• تعبئة كل الإمكانيات المتوفرة لمواجهة قوى الإرهاب بكافة أشكال النضال, وفي مجالات الإعلام والاقتصاد والسياسة, إضافة إلى مجالات العمل السلمي والحوار من جهة, والعمل العسكري والأمني من جهة أخرى.
• التدرج الواعي والمبرمج والمنظم لتسلم القوات العراقية لكافة الملفات الأمنية من القوات الأجنبية والتعامل المباشر مع تلك القضايا ووفق مصالح العراق المباشرة.
• توفير مستلزمات أن يصبح القرار السياسي العراقي قراراً مستقلاً معبراً عن الإرادة الحرة والصادقة في بناء المجتمع المدني الديمقراطي المستقل المستند إلى الدستور الديمقراطي الاتحادي مع العمل الجاد لتطويره وإلغاء المتناقضات في الدستور الجديد وفق ما اتفق عليه قبل التصويت الأخير في الاستفتاء على الدستور.
ولدي الإحساس بأن العراق قادر على تحقيق هذه المهمات خلال السنتين القادمتين, وبالتالي, فأن أي تسريع مخل دون الإمساك بزمام الأمور, سيدفع العراق ثمنه غالياً, وسيدفع بالعراق إلى مهاوي النزاع المسلح, أو إلى نقطة الصفر مجدداً, وهذا ما يسعى إليه البعض من السياسيين المسلحين في العراق, أي من السياسيين الذين يتحدثون بلغة سياسية, ولكن تقف خلفهم ميليشيات معلن عنها أو غير معلن عن وجودها رسمياً. وخلف أولئك وهؤلاء تقف بعض دول الجوار مستعدة للمساهمة في إشاعة الفوضى والاحتراب في العراق لتحقيق مصالحها على حساب مصالح ومستقبل شعب العراق.
فأنا لست إلى جانب استمرار القوات الأجنبية في العراق بأي حال بل العمل من أجل تعجيل خروجها, ولكن وفق ضوابط معينة, أي يفترض أن يخضع الموقف من وقت انسحاب القوات الأجنبية لقرار يصدر من مجلس الوزراء ويوافق عليه مجلس النواب ورئاسة الدولة العراقية, إذ أنهم يستطيعون معاً تقدير الوقت المناسب لهذا الانسحاب.
ومن المؤسف حقاً أن يتذكر كل من الرئيسيين خطأ واحداً فقط ارتكبته إدارتيهما وسياستيهما في العراق. ورغم فداحة الخطأين المرتكبين, إذ لا يعبران عن أي اعتراف واحترام حقوق الإنسان وحقوق المعتقلين من أكبر دولتين تؤكدان التزامهما بالمواثيق الدولية ومنها مواثيق حقوق الإنسان, نسيا معاً الكثير من الأخطاء الأخرى الفادحة التي لم تساهم في تقديم النموذج الذي يحتذى به في بناء مجتمع عراقي مدني, علماني وديمقراطي حر ومستقل, فهما لم يتصرفا في العراق كمحررين فعلاً, بل كمحتلين وفق قرار فرضوه على مجلس الأمن, ومن هنا تعقدت اللوحة السياسية في العراق وتفاقمت. وممارستهما لسياسة تستند إلى التقسيم الطائفي السياسي قد وفرت الأرضية الصالحة للصراع المكبوت طويلاً على الأرض العراقية والذي كان في الإمكان معالجته بطريقة أكثر حضارية وإنسانية وأقل خسارة. كما أن استنادهما إلى الطائفية السياسية قد نشطا في الواقع العراقي, الأرضية العشائرية التي حرثها صدام حسين خلال ما يقرب من ربع قرن من حكمه المباشر على العراق وأكثر من 35 سنة من حكم البعث والبكر وصدام حسين, ودعما دورها في حياة المجتمع على حساب المجتمع المدني.
صحيح جداً حين تحدث الدكتور سعد الدين إبراهيم عن دور غزو نابوليون لمصر في فتح نافذة على الحضارة الأوروبية الحديثة, وهذا صحيح أيضاً عندما كتبت عن نهاية الحرب العالمية الأولى واحتلال العراق من قبل بريطانيا وطرد المحتل العثماني البالي, إلى أن هذا الوجود البريطاني قد فتح للعراق نافذة على الحضارة الغربية الحديثة, بغض النظر عن إرادة المستعمر حينذاك, بل من الناحية الموضوعية ومصالح المحتل. ويحتفظ هذا التقدير بصحته بحدود معينة بشأن الحرب الأخيرة ضد النظام الدكتاتوري, وقد أشار إليه الدكتور صادق جلال العظم قبل الحرب ضد النظام بعدة شهور في ندوة مشتركة معه في مدينة كولون بألمانيا. إن الإشكالية الكبيرة في الحالة العراقية برزت في طبيعة السياسة التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية من جهة, وفي الأساليب والأدوات التي استخدمتها في ذلك, إضافة إلى هدف أساسي حرك الإدارة الأمريكية والبريطانية لخوض الحرب, ألا وهي نقل المعارك مع قوى الإرهاب الدولي من بلديهما إلى العراق, أي لم يكن الهدف هو إسقاط نظام صدام حسين وتسليم السلطة إلى قوى المعارضة العراقية بقدر ما كان خوض الحرب ضد الإرهاب على الأرض العراقية, أي صيد عصفورين بحجر واحد. ومن هنا جاءت كل السياسات والإجراءات اللاحقة لإسقاط النظام مثل: ترك القوى الشريرة تعيث فساداً في البلاد, وتدمير مؤسسات الدولة كلها والبنية التحتية القائمة, وحل المؤسسات العسكرية بالكامل دون أن يكون لها بديل مناسب, وفتح الحدود على مصراعيها دون أي حماية مناسبة ...الخ. إن الرؤية الخارجية كما يراها الدكتور سعد الدين إبراهيم تبدو صائبة, ولكن لم يسع الدكتور سعد الدين الغوص في تفاصيل القضية. ولهذا نلاحظ اليوم أن الإرهاب ما يزال مستمرا,ً والموت متواصلاً يومياً وفي كل ساعة, والطائفية لها القدح المعلى في البلاد, والجيران يتدخلون بفظاظة في الشؤون الداخلية للعراق دون أن تتمكن الحكومة من منعهم فعلياً, والقوى العلمانية, وخاصة العربية منها, أضعف من أن تستطيع عمل شيء مفيد وفعال.
لولا الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها القوات الأجنبية منذ أول يوم دخولها العراق حتى الآن, لما استمرت الفوضى والموت والخراب في العراق طيلة السنوات الثلاث المنصرمة, ولكان الأمر قد انتهى مع دخول القوات الأجنبية إلى الأرض العراقية حيث عمت الفرحة في أوساط غالبية الشعب العراقي بسقوط الدكتاتور الأهوج ونظامه الدموي.
إن الاعتراف بالخطأ فضيلة, شريطة أن يكون هذا الاعتراف كاملاً وأصيلاً من جهة, ويسعى صاحبه إلى تصحيح الأخطاء ثانياً, وهو ما لم يتلمسه المجتمع العراقي حتى الآن في الممارسة العملية. ولكنه لم يفقد الأمل بتغيير الأوضاع في أقرب وقت ممكن.
30/5/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟
- هل ما تزال البصرة حزينة ... وهل ما تزال مستباحة؟
- مع مَن مِن العرب يفترض خوض الحوار حول المسألة الكردية؟
- المزيد من العناية بأطفال كردستان, بناة الحياة الجديدة!
- هل العراق سفينة تشتعل فيها النيران ينبغي نهب ما فيها قبل فوا ...
- الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!
- جولة استطلاعية في ضيافة قناة عشتار الفضائية في عنكاوة
- الأخ الفاضل السيد نيجرفان بارزاني, رئيس وزراء إقليم كردستان ...
- الإرهاب الطائفي السياسي في العراق إلى أين!
- أربيل ولقاء أسبوع المدى الثقافي العراق!
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ومهماته الفعلية؟
- النقد البناء سبيلنا لتطوير العملية السلمية والديمقراطية في ا ...
- واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!
- لا ولن يكون الاحتلال في العراق نهاية التاريخ!
- في الذكرى السنوية لسقوط النظام الاستبدادي سقط النظام وسيسقط ...
- شخصيتان عراقيتان ستحملان للعراقيات والعراقيين المزيد من الأح ...
- هل من مشكلات فعلي للجاليات العربية والإسلامية في دول الاتحاد ...
- كلمة حق يراد بها باطل! (أو) صدام حسين ودموع التماسيح على أحد ...
- بيان عن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية وهيئة الدفاع عن أ ...
- الدكتاتور صدام حسين ومجازر حلبچة والأنفال!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!