|
صدام . . تلويح بتفاهم ام بتأهيل ام . . ؟ 1 من 2
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:35
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
فيما يستمر الوضع العراقي ويتصاعد دموية ووحشية، رغم جهود ترمي لتأسيس حياة جديدة تحت ظل دولة مدنية فدرالية حديثة، توالت في الفترة الأخيرة تطورات، اخذت تثير قلقاً من نوع جديد. ففي الوقت الذي تأخّر فيه اعلان تشكيل الحكومة الجديدة، حكومة السيد المالكي . . التي لم يتسمَّ لحد الآن اهم وزيران فيها، الوزيران المخولان بالمعالجة المباشرة لأهم قضيّتين متحكمتين بالبلاد الآن، قضية الأمن ومواجهة العنف وقضية الأستقلال والسيادة الوطنية. الأمر الذي قد لايمكن تفسيره بسهولة لعدد من المراقبين، لأنه يجري في بلاد شارك شعبها متحدياً الأرهاب والموت في ثلاث انتخابات مباشرة في عام واحد . . الأمر الذي يلقي اضواءاً على حقائق الأوضاع الجارية في البلاد من جهة، وعلى معاني ( حقائق الأوضاع التي لم تحسبْ في البلاد وفي المنطقة ؟)، التي تلقي تساؤلات وتزيدها وتحيل الشكوك الى حقائق حول ماجرى ويجري منذ نيسان 2003 وحتى اليوم (1). ففي الوقت الذي يتزايد فيه نزيف الدم والعنف الذي بدأ يأخذ اطوار مضاعفاتٍ جديدة اكثر خطورة من الجاري، من تهجير وتطهير من محلات ومناطق الى محافظات على اساس الأنتماء الطائفي في البداية وعلى اساس الأنتماء الأثني والقومي، الذي يهدد بحدوث مخاطر اكبر !! مخاطر جديدة على اساس حرب الطوائف او حرب الأحزاب الطائفية مدعومة من جهات اقليمية ودولية ً. . التي تلعب فيها الميليشيات المتسميّة بالطوائف السنية والشيعية ـ والطوائف منها براء ـ الدور الأساسي، وفي مقدمتها ميليشيا المهدي التي تتفاعل فيها وتتخذها ميليشيات متنوعة اخرى كغطاء لها، لأسباب يضيق بها المقال، والتي (اي ميليشيا المهدي) تعود في الحساب النهائي الى خيمة رئيس الوزراء الجديد السيد المالكي " قائمة الأئتلاف " الشيعية . . في وقت اخذت تتكشف فيه بوضوح ادوار دوائر ايرانية بعينها (اضافة الى عربية واقليمية اخرى) في زيادة تأجيجها، كما تتناقلها وكالات الأنباء والصحافة المحلية والدولية . وفيما تتحرّك القضية العراقية على محاور متعددة ؛ من البرلمان والحكومة الجديدة والواقع الدموي الجاري والمعاناة الحياتية والمعيشية اليومية، ومن ارهاب القوى التكفيرية والصدامية . . الى مصير النفط المستمر بالسيلان (2) وثروات العراق الهائلة وعصابات ومافيات المستفيدين وعصابات الفساد الأداري، الى الأحتلال وقضية القوات الأجنبية . . اخذت محاكمة الطاغية البائد تحتل محوراً يزداد اتساعاً . واخذت اوساط تتزايد ترى، وفق مسيرة كل ظروف البلاد الدموية الكثيرة المخاطر والتعقيد، ان محاكمة صدام صارت كما لو انها جزءاً هاماً من محاور القضية العراقية بل وجزءاً من (اللعبة السياسية)، شاء المرء ام ابى ولأسباب اخذ التساؤل عن حقائقها وعن كشفها يزداد الحاحاً بعد ان جرى ما جرى وبعد تزايد الأفق الذي يلوّح بالثقة تلبداً، بعد مرور ثلاث سنوات على سقوط الطاغية. الطاغية الذي حكم شعبه بالحديد والنار، وبالكيمياوي والمقابر الجماعية والحروب، الذي صوّت شعبه له بالرفض وتركه ليواجه الحرب وحيداً، والذي خُلّص من النقمة الشعبية باعتقاله واعتباره اسير حرب، ووفّر له قضاء اصولي علني لم يتصوّره عراقي او عراقية، ولم يحلم به حتى من اعتقل وعذّب واعدم لأنه لم يعلّق صورة الطاغية في صدر داره، او لأنه تلفظ باسمه دون خشوع ؟! بل واخذت ترى بألم وقلق ان قطب الطاغية البائد يهدد بـ (لم شمله)، بعد تفرّقه واختراقه المحترف للصفوف الجديدة (حكم ومعارضة) وبشتى الوسائل التي في مقدمتها اطالة اللحى والتوبة ولبس العمائم، في قلب العملية السياسية وفي اطرافها وحولها وبمواجهتها ! شيعي، سني او توّاب ان تطلّب، ارهابي تكفيري او مجرم، جحش تائب، او قومي عروبي . . ليعود الى خيمة (الزعيم المنقذ) الذي تربى عليه و(ولي نعمته وخالقه) الذي (سوّاه آدمي) و(البسه نعال) . . مع الأخذ بنظر الأعتبار ضرورة ادراك نتائج وعواقب السياسة التي سار عليها صدام الدموي على اساس ( كل عراقي بعثي على طريقته الخاصة ) حين فرضت دكتاتوريته بطاقة البعث الصدامي، على العراقي او العراقية كي يستطيع ان يعيش لا اكثر، بشكل يطول البحث فيه. وفيما اعتبرت القاعدة التي وضعها وسار عليها السفير بريمر، " المحاصصة على اساس : سنّة، شيعة، اكراد " كبداية، او كوسيلة بداية لحل مشكلة التمزّق الوطني والسياسي والقومي، الاّ انها بتكريسها وتعميقها وما سار ويسير بضوئها ونتج عنها، اخذت تواجه عدم ارتياح متصاعد حتى من اقسام من الأوساط التي فرحت بها او لم تنتبه لحجم خطورتها او سوّغت لها بداية ـ رغم التحذيرات المبكرة المتنوعة الداخلية والخارجية (3) ـ . . بعد ان اخذت تتسع مخاطرها ومضاعفاتها، ضحاياها ونزيف دمائها الهائل والمهدد ابداً ودمارها . (يتبع)
3 / 6 / 2006 ، مهند البراك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) راجع تفاصيل المؤتمر الصحفي للرئيس جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني انتوني بلير في واشنطن، اثر زيارة الأخير المفاجئة للعاصمة بغداد، 26 / 5 / 2006. (2) راجع تقرير " المفتش العام لشؤون النفط العراقي " ، 20 / 5 / 2006 . (3) لابد من الأشارة هنا الى تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كاحد ابرز الحكام العرب في قمة رجال الأعمال في نيويورك في ايلول 2004 ، في معرض المحاصصة تلك وتطبيقاتها التي عبّر فيها، عن ان بلاده مع الفدرالية الكردية لأنها قضية عادلة معروفة، الاّ ان بلاده ترى بعين القلق، قضية تقسيم العرب الى عرب سنه وعرب شيعة . . الأمر الذي يهدد المنطقة وقد لايبقي دولة اسمها العراق، على حد وصفه الذي حمل اكثر من معنى.
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تعني العودة الى فزاعة الخطر الشيوعي ؟
-
القضية الوطنية والصراعات الدولية والأقليمية
-
المجد لقوات بيشمه ركة كوردستان ! 2 من 2
-
المجد لقوات بيشمه ركة كوردستان ! 1 من 2
-
الآن . . ماذا يعني سحب ترشيح الجعفري ؟!
-
المحاكمة ودفاع الدكتاتور الديماغوجي ! 2 من 2
-
المحاكمة ودفاع الدكتاتور الديماغوجي ! 1 من 2
-
- اثنان وسبعون عاما من اجل القضية الوطنية، والمخاطر الجديدة-
-
الأزمة الراهنة !
-
الرسوم المخلة والدلالات ! 2 من 2
-
الرسوم المخلة والدلالات ! 1 من 2
-
التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 2 من 2
-
التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 1 من 2
-
لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 2 من 2
-
لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 1 من 2
-
ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ؟! 2 من 2
-
ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ! 1 من 2
-
صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 2 من 2
-
صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 1 من 2
-
- الحوار المتمدن كضرورة -
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|