أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - التوجيه المعكوس ضد بنية الاحتجاج














المزيد.....


التوجيه المعكوس ضد بنية الاحتجاج


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 25 - 20:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كل ما يغلف واقعنا هو انحطاط قيمي في الوعي السياسي والثقافي الاجتماعي ..وهذا الانحطاط يولد فعاليه نشطه سوداء تتجه نحو كل حراك باعتباره ردة فعل على ممارسات السلطه وانعكاسات توجه النظام هذه الممارسات التي تصدر لا كنتيجه لتوجه ايدلوجي او ارادوي فكري بل كانعكاس حقيقي وواقعي لموضوعه نشاط الراسمال بشقيه الخارجي والداخلي ..الرضى ببروتوكلات السوق الليبراليه وتقديس الملكيه الخاصه ومزاوجه هذين الاتجاهين مع تعاليم واوامر الدين السياسيه وتبجيل التقاليد العشائريه المتعفنه كل هذه تمثل مفردات التركيبه المنحطه للوعي العراقي المعمم ..وامام حالة الانحطاط هذه وامام هذه التركيبه المزيجيه التي تمثل وحدة اجتماع الاضداد , تكون اولى مهام النخبه الواعيه هي مهاجمه ونقد فعل ونشاط هذا الانحطاط الذي يهاجم امكانيات حركه رد الفعل العفويه التي هي في جوهرها تمثل استجابات حسيه مباشره للواقع المادي المعاش فتحيلها الى كينونه اسيره مدجنه في قن الاصلاحيه وموبؤه بالسلوكيه البرجوازيه المداهنه ..ملايين العاطلين عن العمل ومئات الالف الشباب الفقير المدقع تنبض اجسادهم بامكانيات الالتحام والمصادمه مع النظام لانتزاع مطالبهم معيشتهم اليوميه ..ينبري لهم حاملي الانحطاط التنظيري التافه ويلتفون من حول هذه الكتله الاحساسيه الرافضه ليحيلوا ممكناتها الى قدرات اعتراضيه ناعمه باتجاه الاصلاح السياسي المتمرحل ..ان الناشطين المنحطون هؤلاء انما يقومون بمهمه وقائيه مسبقه تحتوي الاعتراض الحسي المباشر لتحيله الى رفض سياسي ابله ..لكن ليس كل هؤلاء المنحطين ينطلقون من دوافع سياسيه مغرضه وتامريه انتهازيه بل ان القاسم المشترك الاعظم الذي يتوافر في نهجهم هذا هو انهم يمارسون دور المنافس للسلطه وليس الخصم الرافض والثائر عليها وهم يتعاملون مع امكانيات الاعتراض الحسي المباشر باعتباره منجم يسد حاجات طموحاتهم السياسيه الشخصيه والحزبيه التي اصيبت بداء التقزم ..(حسن ) شاب لم يبلغ بعد سن الثامنه عشر يعمل هو وابن خالته (كرار ) أجييرين في احد محلات تجاره الجمله في الشورجه وهو مواضب في المشاركه اليوميه في الاحتجاج حينما سالته عما يبتغيه من هذه المشاركه وماذا يريد بالضبط المحتجون اعتقد اني كنت بصدد ملامته فاجابني بنوع من نفاذ الصبر
- حجي اني لفة الكص الزينه حصره عليهه وعلى ابن خالتي ونشتغل مثل الحمير نطلع ساعه بالسته الصبح ونرجع بالاربعه عمي انتو شفتو حياتكم ..احنه ما شفنه الا الضيم والسبب كله من هذوله الحراميه
حسن واحد من عشرات الشباب اللذين حرصت على طرح سؤالي ذاك عليهم وكانت الاجابات كلها تحمل ذات المضمون , هذا الذي يريد ان يحصل على فرصة عمل حتى ولو كعامل نظافه , او انه عامل نظافه ولكنه يطمح لفرصه عمل توازي شهادته الاعداديه , وذاك يريد من الحكومه المؤمله بتوفير الرعايه الصحيه لامه واخته التين تعانيان من مرض جلدي مزمن ....اما (عزيز ) الذي اصيب صابه بالغه في الاسبوع الاول من الاحتجاج ولم يتماثل للشفاء الا قبل شهرين وهو مصر على المشاركه في فعاليات الاحتجاج لكن بنزعه مياله كليا للعنف ..كانت اجابته على سؤالي عن سبب مشاركته وهو على عكس غالبية المشاركيين كونه لديه فرصه عمل ولو مؤقته وانه يكسب منها دخلا مريح (بائع خضروات على رصيف شارع عام )
- شغلي خير من الله (50 , 40 الف باليوم ) ..بس من اطيهم خاوه !! ( ويعني بهم رجال المليشيه التي تفرض سطوتها هناك ) والله احس مصاريني تتكطع ( احشاؤه تتقطع ) !!ولو اكو حكومه مال اوادم وتشغلني ب10 الف والعباس اعوف هاي الشغله
اني اذ اعرج لوصف هذه الحالات فانني لا اسعى من خلاله الى تشخيص البنيه الاحتجاجيه لان هذه البنيه محدده مسبقا وبوضوح تام , لكن لاذكر بان هذه البنيه من المحروميين لايمكن ان تغلف مطاليبهم باي شكل من الاشكال السياسيه على عكس البنيه المضطهده ( العمال والموظفين والفلاحيين الصغار ) الذي يكون هذا التشكيل مهما في غالب الحالات لانه يمثل خلق اصره نضاليه بين هذه الفئات ( طفره على التناقضات الثانويه ) .. كما ان هذه البنيه المحرومه تكون عزلاء تماما من اي مصدر للقوه الفعليه المؤثره الا اذا تم احتوائها بنشاط منظم يجعل من التحقيق الفوري لمطالب الاحتجاج هدفا مركزيا ..لكن الذي يحدث هو العكس , فالمطالب حورت بالحد الادنى في المستوى السياسي وبدل ان تحاصر السلطه بالمطلبيه الفوريه , فسح لها المجال رحبا لان تعيد تشكيل نفسها وترتب اوضاعها , (سندويجه حلم )حسن , صار الطريق اليها يمر اولا باعفاء عادل عبد المهدي من منصبه الذي مازال هو منصبه ! ثم بتشكيل حكومه جديده ..مهمتها التهيئه لانتخابات مبكره وهي ليست مبكره ابدا ..والاهم من كل هذا هو انه من يضمن او ما هو مشروع المحتجين المضمون الذي يكفل وصول من هو كفيل او معني بايصال تلك (السندويجه الحلم ) لحسن !! ..هراء اسود وانحطاط الكامل ..



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء في ديالكتيك الانتفاضه
- الهويه العراقيه بمفهومها البرجوازي السافل
- آلان وودز..يتعثر
- (تضخيم القيمه ).. بدلا عن ( فائض القيمه )..ج2
- (تضخيم القيمه ).. بدلا عن ( فائض القيمه )..ج1
- أيها الآثمون ..أختاروا لنا قديس ..ج2
- ايها الآثمون .. أختاروا لنا قديس..ج1
- وئد ألأنثى في الصين والهند ..شيء عن معنى التطور والتقدم
- (( شيوعي )).. يسقط كل الشيوعيين
- مناهضة الحريه السياسيه ..مهمه طبقيه ثوريه
- حراك المحرومين .. لا ينال الظفر
- الأنكفاء الاقتصادي .. مثابة الشروع في التصدي للامبرياليه
- عقلنة العفويه الجماهيريه ..نهج برجوازي انتهازي
- اقتصاد الخدمات .. رغم انف التخريف ..اقتصاد..ج2
- اقتصاد الخدمات ..رغما على انف التخريف ..أقتصاد ...ج1
- الدكتاتوريه الثوريه ..هي الحل
- مهمه الوعي الطبقي داخل الحراك الشعبي
- الجمود ..أستنزف تشرين الى اليمين
- الليبراليه ,عقل الشر , وقابلة الجلادين...ج5
- الليبراليه .. عقل الشر وقابلة الجلادين ..ج4


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - التوجيه المعكوس ضد بنية الاحتجاج