|
من وعد بلفور إلى صفقة القرن
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 19:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أظن أننا نبالغ بالقول أن سيرورة استعمار فلسطين من قبل الحركة الصهيونية وتأسيس دولة إسرائيل ترافق منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى و حتى تاريخ النكبة في 15.05.1948 ، مع مساومات بين قادة هذه الحركة من جهة وأمراء و زعماء ووجهاء عرب من جهة ثانية حيث كان همُّ الأخيرين هو الحصول على " دولة أو إمارة أو مملكة " مقابل الاعتراف بالوطن القومي اليهودي في فلسطين . ما حملني على ارتجاع هذا المعطى المثبت هو الانطباع الذي خلفته لدي متابعة الحوادث المتتالية التي بدأت تزلزل المجتمعات العربية في أعقاب هزيمة نظم الحكم في حزيران 1967 بوجه عام ، و بعد سنوات 1990 على وجه الخصوص حيث بلغت الهزة أوجِها في الفترة 2010 ـ 2020 ولم تتوقف بعد . ما أود قوله هو أن بلدانا عربية صارت شبة محتلة من " القوى العظمى " ، أي أنفضح الأمر أو سقطت ورقة التين ، فظهرت الدولة عارية ، فاقدة السيادة و الاستقلال ، ما جعل الحكام يستجدون " الحركة الصهيونية و ممثلي القوى العظمى تجديد توليتِهم ، كما فعل أسلافهم في سنة 1919 في مؤتمر فرساي ، هذا يوحي بوجود أوجه شبه أو بالأحرى تكامل ، بين و عد بلفور في سنة 1917 من جهة و إعلان الرئيس الأميركي عن مشروع " صفقة القرن " من جهة ثانية . من المعلوم في هذا السياق أن دول الثلاثي الغربي وإسرائيل يلعبون دورا ملحوظا في دفع سيرورة الربيع العربي ، بمعاونة بعض الدول العربية ، خصوصا النفطية ، لذا يحق في تقديري للمراقب أن يتبيّن مكنون هذا السيرورة من زاوية العوامل الخارجية التي أعطت التمرد المسلح في ليبيا و سورية و اليمن والعراق ، زخما جعله قادرا على أسقاط الدولة و على تهديد الوجود الوطني بالإلغاء . تحسن الإشارة إلى أن الدول التي تشارك الثلاثي الغربي وإسرائيل في سيرورة الربيع العربي ، منخرطة في الحرب ضد اليمن و ضد سورية و تدخلت بشكل سافر في عملية اسقاط الدولة في ليبيا . و لا بد من التذكير أيضا بأن الدولة المصرية تخلت عن سيادتها على الجزيرتين تيران و صنافير اللتين تتحكمان بحركة المرور في مضيق تيران ، علما نفقات هذا كله تساوي مبالغ طائلة ، يُفهم من تصريحات الرئيس الأميركي أن تسديدها يقع على الدول الخليجية و من المعروف في السياق نفسه أن نظم الحكم قامت منذ سنوات 1970 ، بكل ما في و سعها من أجل تجفيف منابع الحركات الشعبية الاحتجاجية و الثورية على السواء حتى لا تتوافر في بلادها شروط الثورة أو شروط التحرير ، و لم تبخل عليها في سبيل ذلك ، الدول الخليجية بالهبات المالية و الدول الغربية بالتشجيع والوعود . ما أود قوله هو أن ما سمي " ثورة " تحولت في بعض البلدان العربية إلى غطاء لحرب ، ليس ضد نظام الحكم أو من أجل الإصلاح و التنمية ، و لكن ضد الدولة والناس الذين لا يستطيعون في هذه البلدان تحديدا ، قبول مشروع " صفقة القرن " لأنه يمثل خطرا على وجودهم . ينبني عليه أن الغاية من " ثورات الإسلاميين " هي إيهام الناس بأن خريطة المنطقة كما وضعها سايكس بيكو كانت غلط و بالتالي يتوجب إلغاؤها أو تصحيحها . و في الحقيقة كان متوقعا أن ينقلب الثلاثي الغربي و إسرائيل على الإسلاميين عند انتهائهم من مرحلة التدمير و الإلغاء ، لتبدأ بعد ذلك مرحلة ثانية عنوانها " الحرب ضد الإرهاب " بين حلفاء الأمس ( الغرب ضد الإسلاميين )، تكون ملائمة لتحقيق مشروع " صفقة القرن " و لإعادة رسم الخريطة !
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورات كاذبات و حروب حقيقية !
-
الثورة الكذبة و الثورة الحقيقية
-
- الشيعة - في لبنان : بين البرنامج المرحلي للحركة الوطنية و
...
-
- الشيعة - في لبنان : بين البرنامج المرحلي للحركة الوطنية و
...
-
رسالة إلى رفيق (2)
-
رسالة إلى رفيق (1)
-
لا تظلموا الانتفاضة
-
يساريون
-
عودة سعدى 3
-
عودة سعدى 2
-
عودة سعدى
-
قضايا المقهورين في إعلام المتسلطين !
-
ملحوظات على الإنتفاضة القسم الثاني
-
ملحوظات على الانتفاضة
-
عن الوطن و الدولة الوطنية بعد فوات الآوان
-
إنهيار الدولة من مساوئ حكامها !
-
شبه الدولة التي لا يمكن إصلاحها ، لا لزوم لها
-
اشتموا كوشنير!
-
صفقة القرن و دولة الأباتهايد
-
صفقة القرن و دول العصي
المزيد.....
-
على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا
...
-
في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ
...
-
بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل
...
-
هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
-
مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ
...
-
مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
-
حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
-
دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با
...
-
كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو
...
-
طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|