أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟














المزيد.....

وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 453 - 2003 / 4 / 12 - 07:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كاتب أردني

 

مشاهد مؤسفة ومخزية نقلتها جميع المحطات الفضائية وكأنها جزء لا يتجزأ من المؤامرة. كيف نصدق أن العراقيين يسلبون ويسرقون أنفسهم، كيف نصدق أن العراقيين أبناء الحضارات العظيمة والشعب المثقف والمبدع يقوم نفر منه بسرقة المتاحف والجامعات وحتى المستشفيات؟

حسنا، إنتهى صدام وذهب غير مأسوف عليه، ولكن هل يبرر الثأر والحقد الدفين أن يسرق البعض أنفسهم، ومن هم هؤلاء الذين ينهبون والابتسامة تملأ وجوههم بلا خجل ولا عار؟ لقد شعرنا جميعا، ونحن لسنا بعراقيين أن ما يحدث هو نهب لبيوتنا نحن، وتاريخنا نحن وحضارتنا نحن وإساءة عظيمة لكل الشعب العراقي والعربي منقولة مباشرة لكل المشاهدين في العالم.

"هل رأيتم الآن، كيف يمكن أن يرحل الأميركيون عن العراق ويتركوا البلاد لهذه الفوضى العارمة، يجب أن يبقى الجيش الأميركي ولمدة غير محددة مسبقا لحفظ الأمن والنظام". هذا هو القول السائد في كل العالم الآن، لقد أصبح لتواجد القوات الأميركية في العراق شرعية "أخلاقية" يمكن أن يقبلها أي ضمير، لأن المقصود الآن ليس الاحتلال بل حفظ النظام. 

هذه أكذوبة أميركية جديدة، وبدون أن أقع في فخ نظرية المؤامرة فأنه  من شبه المؤكد أن الجيش الأميركي كان متواطئا مع الفوضى والنهب، إما بعدم التصدي له وإما بتسهيل وصول بعض الرعاع إلى أماكن منتقاة مثل المؤسسات الرسمية والسفارة الألمانية والمركز الثقافي الفرنسي وحماية وزارة النفط العراقية بالذات في الوقت الذي يتم فيه ترويع الناس الخائفين على أمنهم وممتلكاتهم وحياتهم، ولا يجدون ملاذا للقوة إلا الدبابة الأميركية. النتيجة الخطيرة لكل ذلك هي أن هذه الفوضى يريدها جيش الاحتلال الأميركي لإعطاء "شرعية" كاذبة لوجوده في أراضي العراق باعتباره القوة المسلحة المنظمة الوحيدة التي يمكن أن تفرض النظام.

على كل حال يبقى "الفرهود" العراقي الشعبي بسيطا ومحدود التأثير والمدى وأكثر عفوية وسذاجة من "الفرهود" الأميركي –البريطاني الرسمي المنظم الذي يريد أن يسلب وينهب كل موارد ومقدرات الشعب العراقي من خلال الاحتلال  المباشر سواء أكان عسكريا واضحا أم بلباس مدني. فكل شئ في العراق تم تدميره بصواريخ الكروز والقنابل والمدافع الأميركية وتم نهبه وسرقته من الغوغاء في الشوارع سيكون مهيأ الآن لما يسمى "إعادة الإعمار" اي امتصاص ثروات العراق ونفطه من قبل الشركات الأميركية والبريطانية وتنصيب حكومات عميلة لتنفذ المخططات الاقتصادية والسياسية الأميركية.

ما تمارسه الإدارة الأميركية في العراق هو "فرهود" حقيقي من اليوم الأول الذي تم فيه انتزاع القرار 1441 من مجلس الأمن وبداية حملات التفتيش للإطلاع على كل ما يجري في العراق ومحاولة سرقة واستمالة العقول العراقية ومن ثم شن حرب غير ضرورية بدون أية شرعية أخلاقية واستخدام الأسلحة المروعة لقتل المدنيين العراقيين وتدمير البنية التحتية، وتدمير البنية الاجتماعية والسياسية والأخلاقية وخلق هذا الفراغ الأمني الذي يجعل الحاجة إلى دور القوات الأميركية مطلوبا لحماية الأمن ظاهريا واستدامة الاحتلال فعليا.

العراق الآن كله مستباح وعرضة للسلب والنهب من قبل الإدارة الأميركية وشركاتها التي لا تشبع من سرقة ثروات الدول الغنية وكل عقود إعادة الإعمار التي تقدر بمليارات الدولارات من الأموال العراقية ستدخل جيوب الأثرياء واللصوص والمرابين والطفيليين في الشركات الأميركية والبريطانية التي خططت هذه الحرب ودمرت الدولة العراقية. إن موارد الشعب العراقي سوف تتحول من إيدي العصابة المجرمة التي حكمت العراق منذ العام 1979 إلى ايدي الشركات الأميركية والبريطانية.

 لن يقاوم هذا الفرهود الأميركي إلا أن يصحو العراقيين على أنفسهم من سكرة الفرح بنهاية النظام وينتبهوا إلى الكارثة التي جلبها الجيش الأميركي إلى أرض الرافدين، وكلنا ثقة بأن الشعب العراقي سوف يعود موحدا ومخلصا لبلده ولن يسمح باللصوص الأميركيين بسرقة العراق إلى الأبد سواء من خلال احتلال مباشر أو من خلال تنصيب حكومة عميلة من سارقي البنوك وقادة التعذيب والاستخبارات السابقين.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟