|
ما بين الطعن وإطلاق النار .. الإسلاموفوبيا حالةً ليست طارئة على المجتمعات الغربية..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 16:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جالت في المدن الألمانية مساء الامس وقبلها مظاهرات تُعبرُ عن سخطها وإدانتها للعملية الإرهابية التي حصدت اكثر من عشرة أشخاص من أصول إسلامية في مكانين او على الأدق في مقاهي تقع على ارصفة المارة .ولم تكن المقاهي عادية يرتادها روادها لإرتشاف القهوة او الشاى بل "للتدخين للنرجيلة او الشيشة "، حسب التسميات عند اصحاب واصول الدول وجنسيات قادمة الى ألمانيا حديثاً .خصوصاً بعد ما اعلنت انجيلا ماركيل مطلع عام 2015 عن فتح ابوابها امام المد الزاحف للأعداد من اللاجئين الفارين من مناطق متعددة تحدث بها حروب وتنعدم بها الرأفة الإنسانية في كيفية وجوب عيش وكرامة الإنسان مهما كان ذلك قاسياً .وإن كانت الحشود تلك لها سمات إسلامية وأكثرها من (سوريا) وجوارها. في حادثين متناسبين يلتقيان في نفس المدار والبحث عن المتاعب او الرذيلة التي ادت الى فوضى وتنامى العنصرية والكراهية الزائدة عن اللزوم هي اندفاع واحدُ من اعضاء التنظيم النائم الخلايا المتوقعة استيقاظها نتيجة الغضب الرهيب الذى يتغذي عليه ذلك الجيل الجديد من اعضاء "النازيين الجدد" . سجلت الحادثة الاولى في عاصمة الضباب لندن التي يبدو ان هناك جيل جديد اخر لم ترق لَهُ استماع صوت الأذان المرفوع في شوارع لندن الضبابية والرومانسية الصيغة والعهد منذ قرون مضت حيثُ تأثرت بتلك الأبنية التى تم بناءها على أشكال مساجد وجوامع تخص ألأسلام الذي يُعتبرُ دخيلاً على المملكة او الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .لكن بريطانيا نفسها هي ذاتها من ساهمت ومن دكت الدول الإسلامية ومن عملت على التفرقة ومحاولاتها زرع بذور الصهاينة في فلسطين وملازمتها تأييد الكيان الصهيونى على حساب ابناء الارض الأصليين . لكن مسجد ريجيت بارك من اكبر المساجد في لندن الذي حدث الطعن بعد تسلل احد الحاقدين و تخفيه خلف إيمانه وإسلامه الملعون لقد تم طعن المؤذن الذي ما فتأ يرفع الأذان واعلاء وايصال صوت الاسلام الى اكبر اعداداً من الناس في دعوةً غير مبطنة لكنها واضحة تدعو للتواصل واعلاء صوت اذان التوحيد في بلاد غريبة وبعيدة كل البعد عن مكنونات الإسلام . بعد تدخل اسكوتلنديارد في التحقيق ذهب الموضوع الى نواحي ومساءل متعددة الإرتدادات والشوائب والعواقب من التصريحات المعتادة حول هوية المعتدي بإنهُ دائماً مصاب بالخلل العقلي او التخلف اذا ما كان معتديا ً على الامكنة الاسلامية وذلك معروف خلافاً إذا ما كان اسلامياً متطرفاً يوصم بالإرهاب المشبع بالحقد والعداء . كما ان الحالة الأكثر دقةً وتعرضاً "للدعاية الإسلاموفوبية الخطيرة "، هي العملية التي نفذها ذلك المواطن الألماني الذي افرغ كل ما لديه من ""سمّ"" دفين يتعايش معهُ في معاداته للأسلاموفوبيا منذ تلقيه الأنباء والأخبار تِباعاً حول التأمينات للاجئين ومنحهم المساكن والمساعدات الانسانية وترتيب اوضاعهم الى درجة بناء المساجد والمعابد على الارض الألمانية التي تتغنى بعدائها لكل من هم يؤمنون بالأديان و خصوصاً الاسلام وذلك مسطر في تاريخ فلاسفتهم منذ عصور قبل وما بعد النهضة .حتى التاريخ يشهد بذلك ضد اليهود وكانت اخرها احراق الشعب اليهودي في أفران الغاز اثناء وبعد أوامر الأكبر والأكثر شهرةً في معاداته للأديان "ادولف هتلر" عندما امر بإبادة اليهود حتى صارت واقعة محرقة "الهولوكوست" سبباً اساسياً تتغذي عليها أدوات الاٍرهاب والحقد المذهبي والطائفي انطلاقاً من اوروبا وصولاً الى كافة اصقاع المعمورة . العنصرية والكراهية ""سمٌ"" موجود داخل مجتمعاتنا للأسف حسب آراء الجميع وكانت منهم المستشارة الألمانية التي تضررت من العملية الثقيلة تلك وقد تؤدى الى خسارتها في الانتخابات القادمة . لكن السم المتعارف عليه موجود بكل عنفه لا ينقرض بل يتزايد ويرتفع ويتوزع بنسبهِ المتفاوتة حسب رؤية وقراءة وتفاسير الوكالات العالمية التي تتفرغ في شرح عواقب ما بعد الغزو للاجئين الى اوروباً وتحديدًا ألمانيا النازية حسب خبراء المراقبين والمتابعين للعمليات الإرهابية . هناك ادلة وحجج متعددة الاوجه لما حملت ذلك الذئب الوحشي الإنساني الى تجاوزه انسانيته في فتح نيران بندقيته على ابناء اللجوء الذين وإن هم بتدخينهم النرجيلة او الشيشة قد يُثيروا غضب الآخرين من أهل المدن الألمانية التي اصبحت شبه مقسمة ومعزولة ورفضهم تقاسم السكن مع من هم واردون من مجتمعات متخلفة بالتأكيد يختلفون في التربية وفي نمط العيش اليومي . هناك مناطق طالها الاٍرهاب الاسلامي حسب نظريات من يدعم ومن يؤيد العملية الإرهابية في مدينة "هانوا" وهم يعودون في ذلك الى تنامي الضرب الإرهابي للعمق الاوروبي منذ عشرة أعوام على الاقل نتيجة فلتان الهجرة الغير منظمة من منطقة الشرق الاوسط والدول الاسلامية الاخرى في افريقيا بعد ربيع لم يُرادُ لَهُ ان يُبرعم ويُزهر سوى مآسي طالت كل طبقات المجتمع الاوروبي في باريس ولوكسمبورغ وبلجيكا واوسلو واستوكهولم وكوبنهاغن ولندن وموسكو ولكل مدينة أوروبية وعاصمة لها حالةً خاصة في تلقيها اعنف الهجمات التي دبرتها فلول ابناء من فروا او من يعملون في الأساس على ايقاظ الحقد الاسلامي على اوروبا والنصاري وتحميلهم مسؤولية تهجيرهم من أراضيهم مما دفع الى ذلك الصوت عالياً ونشر الصورة الواقعية للأسلاموفوبيا الخطير الذي وإن تم عدم تشويهه ِ في مكان ما لكنهُ حاضرٌ في اكثر الأحيان . ان الشاب الألماني الذي نفذ عملية القتل تلك قد عبرّ على موقعه الخاص على صفحات التواصل الاجتماعي بإن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد سرق مِنْهُ غفلةً مشروع العداء للإسلام وحتى كانت افكار دونالد ترامب لن تتحقق لولا عدم التصريح والإعلام عن منح من لا يملك لمن لا يستحق . مما لا شك به ان تنامى التنظيمات اليمينية المتطرفة في مطلع القرن الجديد قد احدثت خرقاً غير مسبوق في ألمانيا بعد فوات الأوان ومحاولات تناسى الغلطة الكبرى التي مهدت لها النازية من اجل الوقوف الى جانب ابناء شعب الله المختار اليهود وتركهم يتحكمون في كل مقدرات العالم انطلاقًا من فلسطين المحتلة وصولاً ومروراً بكل عواصم القرار في نيويورك ولندن وباريس . طبعاً دقيقة صمت واحدة على ارواح من سقطوا او من ذُبحوا طعناً او من أردتهم رصاصات التخلف الفكري والنمط الإرهابي . لا تُعيدُ الأمان الى النفوس ولا الإطمئنان الى شعوب تلك الدول التي على اراضيها أُريقت و زُهِقت ارواح بريئة تحت مسميات كثيرة منها تنظيف اوروبا من التطرّف الإسلامي او من النازيين الجدد الذين يعتقدون بتأمين بلادهم وتنقيتها من الوافدين الجدد الذين سوف يحملون الى مدن وشوارع اوروبا ضياعاً جديداً نتيجة الفوارق الطبقية في كل أدوارها وأطوارها . لذلك لن يكون هناك دعاية تستطيع ردع ما سُميّ " الإسلاموفوبيا" بعد العمليات للقتل الجماعي برغم الوقوف للدول التي تستقبل جماعات قادمة من مناطق النزاعات والبؤر المتطرفة في إرهابها قد تستطيع تعويض بعضاً من خسائرها في بلادها الأصلية في أفغانستان والباكستان ودول محور الشرق الاوسط والمغرب العربي وحتى دول بقايا شرق الاتحاد السوفييتي المنحل . كل منظمات وتوابع تلك الدول لها خلايا نائمة قد تنهض وتنفجر وتقف بوجه هذا التطرف اليميني الذي احدث وصمة عار على الحكومات الأوروبية التي تتحدث بلسان حقوق الانسان وحرية المعتقد.
عصام محمد جميل مروة .. اوسلو في /23/ شباط/2020/..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاثون عاماً على الإغتيال .. و القافلة لن تتوقف عن الإبداع .
...
-
شيخٌ عامليّ .. وثائرٌ نجفيّ ..
-
أزقة الفقراء الضيقة شاهدة على تسكُع و سُخرية --محمد شُكري--
...
-
الحبر الأعظم و الإمام الأكبر ..على اطلال خيمةً حكيم العرب ..
...
-
تعاليم الماسونية والقّوة الخفية.. تتحقق واقعياً ليس في الأحل
...
-
مقاطعة الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل معاً وفوراً..
-
الإنجازات المنتظرة للحكومة العرجاء في لبنان تتأرجح بين غضب ا
...
-
الثوريون لا يموتون ابداً.. المناضلون يتشابهون عندما لا ينهزم
...
-
منتدى دافوس الدورى عبارة عن تمكن فروقات طبقية بين الفقراء وا
...
-
نار وغضب داخل البيت الأبيض .. أعنف بكثير من فضيحة ووتر غيت .
...
-
ظلامات ما بعد سقوط بغداد..غزوة الكويت وأوهام حماية أمن النفط
...
-
صدارة المشروع الصهيوني عُقب تفتيت وحدة الموقف العربي إتجاه ف
...
-
ترويج للباطل الإيراني ..وإشاعة الخُبث الأمريكي..
-
حِصار ايران سوف يُعِيدُ عقارب الساعة إلى الصفر..
-
الوجه القبيح لرأس المال..مقابل عزيمة الطبقات الفقيرة الثائرة
...
-
الوعي الثقافي المقصود في فكر -سمير أمين - و-حنا مينه -.. قبل
...
-
وقتُ مُدمِرٌ وقاتل ..حِراك مدنى..في وجه حكومة حسان دياب..لن
...
-
ثورة شعب..ثورة شباب..إنتفاضة الإصلاح التي لا يُرادُ لها أن ت
...
-
عندما يعتذرُ الإستعمار من الصغار ..ماكرون صادقاً ام مجاملاً
...
-
صِدام الحضارات وأدلجة الثقافة..تحت تأثير النظرية والتطبيق في
...
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|