أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد السلام الزغيبي - رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد














المزيد.....


رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 14:19
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تمر وقمعول
... ابداع السرد



تبدأ الرواية بصاحب السرد وهو يتجول في شوارع الحي الذي يسكن فيه، يرمي نوى التمر في عشب حدائق الالمان، دون ان يكترث لنظراتهم المستهجنة، معتمدا على حسن  وحفاوة استقبالهم له، واستجابة لدقات قلبه، وحنينا الى بلاده، الذي يغني لها:" موح النخل خطر علي بلادي.. ياريتني وليت مني غادي" وحسرة على البلد الجديد الخالي من اشجار النخيل الذي يعشقها، وفي محاولته لايجاد البديل، يلجأ لطريقة رمى نوى التمر على عشب الحدائق في محاولته لزرع الخير والنماء في ملجئه الجديد، ربما تعوضه عن نخيل بلاده ...
ويتابع معنا الكاتب رحلة سرد روائي ممتع، يجعلك تسير معه بارادتك الكاملة مع الذكريات والتخيلات عن الوطن البديل والوطن المسكون فيه، رغم البعاد والغربة..

في الرواية اخذني محمد الاصفر معه في رحلة الى الشقة والحي الذي يسكن فيه، والاستدعاء الذي وصله من البلدية للتحقيق حول عملية رميه للنفايات في الشارع العام، وحكايته مع السنجاب الالماني والجربوع الليبي، وعن النخيل الذي نبت في غير ارضه..وعن القنبلة التي تم العثور عليها وانتشالها اخر الامر بسلام. وعن علاقته الوثيقة بالنخيل والشعور بالغربة لغيابه،مما تسبب له في ارق وحزن ووحدة.

وياخذنا الكاتب معه في سرد جميل ليحكي لنا قصة مأوى المسنين، وعن ابنته مهجة، وعلاقتها الروحية مع احدى السيدات التي اتخذت منها" جدة " وابنه جبير الذي يلعبا لشطرنج مع احد نزلاء المأوى.ومشاركتهم في احتفال المأوى بالعيد الخمسين لتاسيسه، وتطوع زوجة الكاتب للعمل في المأوى وكانت اللحظة الفاصلة المؤثرة في الرواية هي تعرف الراوي على شخصية" سيد موشي" نزيل المأوى وهو يهودي ليبي، رحب بالعائلة الليبية التي كانت تحضر حفل ماوى المسنين، غونى لهن اغنية مرسكاوية على شرفهم، شكرا لهم على منحه حبات التمر وعلى النخيل الذي زرعوه بالقرب من دار المسنين...

ويستمر الراوي في سرده الجميل، ونحن نلهث وراءه لنعرف نهاية القصة المشوقة، وحكايات وذكريات اليهودي الليبي الذي عاش في بنغازي ورحل عنها مرغما الى فلسطين ثم هجرته مرة اخرى الى المانيا، لكنه لم ينسى يوما بنغازي، بل وتمنى زيارتها، قبل ان يرحل عن الدنيا، فهو يعشقها وكل امله ان تطأ قدمه مرة اخرى تراب بنغازي الذي عاش فيها احلى ايام حياته وعنده فيها جميل الذكريات..

ومع صفحات الرواية نتابع ما يحدث في دار المسنين وحكايات موشيه وليلة عيد الميلاد والسناجب والنخيل وهدية رأس السنة وشرطية الحي الذي يسكن فيه" جولدا" وحكاية القعمول" خرشوف بري" ينبث فقط في أقليم برقة بشرق ليبيا وعلاقة اليهودي الليبي موسيه بالقعمول، وعودته الى مدينته بنغازي بعد فبراير 2011 والترحيب الذي وجده هناك وعن الانتخابات التي جرت في البلاد لاول مرة، وترشحه فيها تحت راية "حزب القعموله" ونجاحه فيها، واهتمامه بحماية البيئة واقامة محمية للجرابيع...قبل ان يتم اضطهادها وهجرتها غير الشرعية الى ايطاليا ومن ثم مغادرتها الى المانيا حيث تعيش هناك بامان..

وفي سرد اخر في الرواية، نعرف ان موشيه وزوجته قد عادا الى المانيا ثانية، لبعض الوقت، ثم غادر ثانية لبنغازي، وعمل على انجاح عيد النخلة، ومرضه وتحقق امنيته، بالموت على ارضها، ودفنه هناك، بحضور صديقه الليبي، الذي فرك القعمولات اليابسة مع شوكها ونثر خليطها فوق قبر اليهودي الليبي...

ويتابع الاصفر سرد خيط الذكريات منذ ولادته في منطقة الساحل قرب وادي كعام وعلاقته بجد ووالده وامه، وعشقه للطيور والنخيل والكروم، ثم انتقاله لطرابلس وعمل والده في صناعة مصابيح الزيت والقناديل وبيعها، ولم ينسى ان يحكى لنا عن مرضه الجلدي ومعالجة امه له بماء بحر سيدي الشعاب في طرابلس، ومن ثم رحيل العائلة الى بنغازي..وحياته هناك وتطوراتها في العهد الملكي وسنوات حكم القذافي وقيام ثورة 17 فبيراير وما جرى بعهدها من احداث وحروب داخلية وهجرته الى بلاد الغرب واندماجه الايجابي في الوطن الجديد، دون ان ينسى بلده الاصلي" الوطن حيث تعيش سعيدا"..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والافيال...
- حصاد معرض القاهرة للكتاب
- أحتفالات رأس السنة.. من بابل الى اليونان
- بصمات عربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/2)
- الاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2 ...
- لاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/ ...
- في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة
- طرابلس السبعينيات التي عرفتها
- الاستنجاد والتوسل بأولياء الله الصالحين
- من تاريخ المسرح الليبي
- حي أكسارخيا وأطول ليلة عاشتها أثينا 
- الفول المدمس...الأكلة الشعبية الأولى في مصر
- جولة في مكتبات وسط البلد.. القاهرة
- مقاهي القاهرة كما رأيتها
- تاريخ المشروبات والمرطبات في بنغازي..
- طول السلك يودر اليبرة...
- الحسد...في الموروث الليبي
- وجوه من الحياة...سي علي الاوجلي ...الشنه
- في ذكرى فبراير.. الواقع المؤلم
- في مديح بنغازي..


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد السلام الزغيبي - رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد