أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - مازن كم الماز - تمردنا و تمردهم














المزيد.....

تمردنا و تمردهم


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 13:27
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


الاهتمام بما يقوله الآخرون و انتقادهم هو علامة على التقدم في العمر أو على العجز أو كليهما

لا توجد ثورة بحرينية بالنسبة لحازم صاغية و لا ثورة سورية بالنسبة لأسعد أبو خليل .. أكثر الأمور إثارة للسخرية أن ما يقوله الرجلان يأخذه الآخرون على محمل الجد و لا يثير لديهم الرغبة بالضحك

كنت أقدس الناس العاديين , البروليتاريا , الجماهير , الشعب , الأمة الخ حتى سمعت دوستويفسكي يقول أن أكبر إهانة يمكن أن تلحقها بإنسان في عصرنا و من جنسنا هي أن تنعته بأنه محروم من الأصالة و الإرادة , من أية ميزات خاصة و أن تقول عنه أنه رجل عادي

نبش القبور ليس أسوأ من قتل البشر .. لا يمكن قتل عظامهم كما أنها لا تتألم إذا تم تعذبيها كما يتألمون و هم على قيد الحياة .. التركيز على الموتى و القبور أكثر من الأحياء و الحياة قد يخفي وراءه ثقافة أو هوسا أبوكاليبوسيا

فاجئنا أن هناك شبان بيض أوروبيين غاضبون و أنهم قادرون على الكره و التمرد و أننا نحن بالذات بعض من يكرهونهم و يرفضونهم و يثورون ضدهم .. كلا , هذا غير صحيح , غير ممكن , لا يمكن لهؤلاء أن يدعوا الغضب أو التمرد .. الغضب و التمرد و الثورة هي لنا فقط , ماركة مسجلة لنا كشبان طبقة وسطى ولدوا في بلاد متخلفة كما قيل لنا , بلاد كانت مستعمرة و ما تزال تابعة , كما قيل لنا أيضا … خاصة إذا كنت فلسطيني كما كان حال أحمد أبو مطر مثلا , حتى لو حصلنا على جنسية نرويجية و عشنا و متنا في أبو ظبي سنبقى غاضبين و متمردين و ثائرين , لأننا نحمل فلسطين داخلنا , "بلادنا" التي كنا ذات يوم أولادها , بلاد مستعمرة و تابعة و متخلفة .. نحن ثوار هوياتيون , هويتنا هي عنوان ثورتنا و تمردنا , من دونها تختفي ثورتنا و تنتفي دواعي تمردنا و تموت أحلامنا في الصعود و النجاة في عالم قاس , بدونها نصبح مجرد أفرادا تائهين في عالم يخبط بلا معنى , كما نحن في الواقع .. ليس الثورة فقط , بل الهوية أيضا هي شيء خاص بنا .. لا يفترض بكم أن تملكوا أية هوية .. لا يفترض أن تنفوا أي آخر , أن تكرهوا , أن تتعصبوا , نحن من يملك فقط هذا الحق كأبناء لشعوب مستعمرة سابقا و تابعة اليوم .. ما الذي فعله ترامب : كره الآخر , احتقاره , تكفيره , نسبة كل النواقص إليه و تمجيد الأنا .. ترامب مشكلة و خطيئة إذا كان أمريكيا , لكنه محق , بطل قومي , في أسوأ الأحوال شخص يمكن فهم و تبرير سلوكه إذا كان عربيا أو مسلما ..

شيطان بودلير يختلف جدا عن شيطان أمل دنقل .. شيطان بودلير إله خانه الحظ , أمير الغربة , يعرف كل شيء , شافي البشرية من قلقها و حيرتها , يعلم الجميع حتى البرص و المنبوذين طعم الفردوس , لكنه إذا قهر نهض أقوى و أصلب .. أمل دنقل يمجد شيطانه معبود الرياح , من قال لا في وجه من قالوا نعم , من علم الإنسان تمزيق العدم , من قال لا فلم يمت و ظل روحا ابدية الألم .. لكن سبارتاكوس , شبيه الشيطان , أو شيطان الإنس , من قال لا , لا يتأهب للنهوض من على صليبه , إنه سيزيف و هو على وشك أن يرمي صخرته عن كتفيه .. يقول في لحظته الأخيرة أن خلف كل قيصر يموت قيصر جديد و خلف كل ثائر يموت أحزان بلا جدوى .. ينتهي شيطان أمل دنقل إلى أن يتصالح مع الحبل الذي يلتف حول عنقه فيموت غير حاقد .. أما بودلير فيناشد الشيطان أن يمنحه الراحة بجانبه تحت شجرة المعرفة .. يبدو شيطان بودلير أكثر تفاؤلا و قدرة من شيطان دنقل .. لماذا , هل لأن عصر بودلير كان أكثر تفاؤلا من عصر دنقل , أم لأن دنقل ينتمي إلى "أمة متخلفة مهزومة" أم بسبب اختلافات في المزاج و درجة الإحساس بالألم و اللاجدوى .. ( صلوات للشيطان لشارل بودلير , كلمات سبارتاكوس الأخيرة لأمل دنقل ) …

صبحي حديدي يشخص البريكست على أنه "حمية سيكولوجية عارمة أقرب إلى الاهتياج الجمعي قوامها استيهامات العودة إلى ما مضى , و انقرض و انقضى , من ماض استعماري بريطاني" .. عزيزي , ألا تجد أن وصفك هذا ينطبق أولا على الوعي العربي السائد نفسه من أقصى يمينه إلى أقصى يساره , على كل توهيمات و تنويعات أو تيارات الإسلام السياسي و القومية العربية و امتداداتها التي تدعي الليبرالية و العلمانجية , أي على كل ما نردده و نعتقده كعرب و مسلمين



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقامة الإدلبية
- في رثاء صعلوك فان
- نحن و القرن الحادي و العشرون
- إنه ليس زمن الثورة ضد الطائفية في سوريا بعد
- كلمة للشباب في الساحات
- حوار مع ثوار سوريين
- قراءة في الحتميات
- نصائح ثورية
- من مسرحية محمد لفولتير
- المسيحية – لويس ماسغويرير
- الخلاف حول المتعة الجنسية – إميل أرماند
- أقوال غير مأثورة
- باكونين عن النزعة السلافية
- استيقاظ الشعوب - ميخائيل باكونين
- عن الاقتصاد الريعي
- أجوبة على أسئلة الحوار المتمدن عن الحراك الجماهيري و الثوري ...
- الهوموفوبيا ( رهاب المثلية الجنسية ) كعنصرية
- الطائفية و العالم و نحن
- من أقوال الأناركي ادوارد آبي
- عن المجتمع – لورانس لابادي


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - مازن كم الماز - تمردنا و تمردهم