ليلة سقوط الفاشية في بغداد هي الليلة الثانية بعد الالف من ليالي الف ليلة وليلة وتشرق الشمس ويعلو صوت الشهداء/شيوعيون- ديموقراطيون- كرد- شيعة-مستقلون/في سمفونية الحرية//وسكت الفاشست عن النباح وبدا صوت الشعب يعلو مادام هناك صباح//.
انتهت فاشية القبيلة المستندة على الحزب المؤدلج بوصايا كل الفاشيين من العصر الجاهلي ولحين العصر البربري ذو القطب الواحد.
في بغداد امتزجت دموع الفرح برحيل الدكتاتور بدموع الحزن على الذين غابوا وغيبوا خلال سنوات القمع والحروب ...في بغداد فرحة اليوم يمتزج بقلق حول الغد ويمكن ان نوجز المشهد السياسي المقبل بالحوار السياسي العفوي الذي دار بين احد الجنود الاميركان الذي وضع العلم الامريكي على راس نصب الدكتاتور مع شاب بغدادي ابدل العلم الامريكي بالعلم العراقي .كل البلدان جميلة لها جغرافيتها وجذرها التاريخي .....طلاسمها وعمقها الانساني. ولكن العراق هو العراق ففيها اجتمع المعسكرين المتعاكسين اتجاها والمتانقضين فكرا حينما توحد الموقفين السوفيتي مع الاميركي بعد غزو دولة الكويت وفيها اختلف المعسكر الراسمالي وحلفها الاطلسي في حرب الخليج الثالثة بظهور القطب الفرنسي-الالماني –الروسي في محاولة للوقوف بوجه نظام القطب الواحد .في العراق وحول مصير الشعب الكردي وكيفية قمعه تجتمع دول مختلفة في خطابها السياسي ونظامها الاقتصادي وتختلف في التاريخ وتتصارع حول الماء والحدود ولكنها تجتمع على الجسد الكردي بمحاولة تفعيل المحور الاتاتوركي –الايراني –السوري . ان تداخل وتشابك المصالح الاقليمية والدولية في القضية العراقية جعل المشهد السياسي فيها اشبه بلعبة الكلمات المتقاطعة لا يمكن معرفة نهايتها الا بوضع النقاط على الكلمة الاخيرة وستكون حتما عراقية وليس اقل من الديموقراطية والفيدرالية.
دانا جلاال-- السويد