|
هل السفاهة من خصال العربان؟
ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 14:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما يتناول أحد الكتاب والمفكرين والعلماء المتخصصين شرقًا وغربًا حال العربان والمتأسلمين وثقافتهم وتراثهم وتاريخهم وديانتهم بالنقد العلمي الرصين والبحث الوثائقي الممنهج، كما يحدث مع الأجناس والديانات الأخرى، ينبري له على الفور ثلة من السفهاء العربان أو المتأسلمين لتكفيره وربما قتله إن أمكنهم إلى ذلك سبيلًا، وفي أفضل الأحوال يطلقون عليه الكلام القبيح وأقذر السباب والشتائم واللعنات. يجد القارئ العزيز نماذج من هذا القبيل في تعليقات البعض على مقالات هذا الموقع المتميز أو غيره من المواقع، وفي وسائل الإعلام الدينية وفي الكثير من المؤلفات الإسلاموية…. ما هو السبب في ذلك؟ هل لأن السفاهة من خصال العربان، لا تنفصل عن ذواتهم ولا تفارق وجودهم البائس التعيس؟ وهل لثقافتهم الإسلاموية علاقة بهذه التصرفات الشاذة والـ ”لا أخلاقية“؟ هذا ما سوف نحاول معرفتة في هذا المقال. من طبيعة البشر أنهم لا يبدأون بالكلام علانية عن أية ظاهرة تظهر بينهم مالم تنتشر أولًا ويعاني منها أعداد كبيرة منهم. قد تكون الظاهرة موجودة في مجتمعاتهم ولكن بشكل فردي لا يلتفت إليها إلا القليلين الذين على صلة مباشرة بها. فالكذب مثلا من السلوكيات الملازمة للناس منذ وجدوا أنفسهم يعيشون معًا في مجتمعات ويتعاملون ويتبادلون المنافع مع بعضهم البعض، ويحاول كل منهم التأثير على الآخرين لتحقيق مصالحه الشخصية، وكل منهم لا يتحدث عنه كظاهرة متفشية أو عامة، ولكن عندما يتفشي الكذب وينتشر بين الناس ويصبح ظاهرة عامة، وتزداد كل يوم أعداد ضحاياه، يبدأوا عندئذ الحديث عنه. من هنا نهت الديانتين المسيحية واليهودية عـن الكذب واعتبرته محرماً، حيث يذكر العهد القديم: {لاَ تَسْرِقْ، وَلاَ تَكْذِبْ، وَلاَ تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ} (اللاوين 19-11)، {وَهَذَا مَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوهُ: لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَاحْكُمُوا فِي سَاحَاتِ قَضَائِكُمْ بِالْعَدْلِ وَأَحْكَامِ السَّلاَمِ.} (زكريا 8-16). ولا يوجد استثناءات لهذه القاعدة. وفي الديانة الإسلاموية وردت لفظ الكذب ومشتقاتها في (251) موضعًا من القرآن وبصيغ مختلفة. https://ar.wikipedia.org/wiki/كذب وجميعها آيات تعترض فحسب على اتهام القريشيين للنبي بالكذب، وعدم تصديقهم لنبوته، كما أنها تدين من يفتري على الله كذبًا، ولم تأت بنهي صريح عن الكذب، لذلك أباح الفقهاء للمتأسلم أن يكذب في ثلاث حالات، هي : • الكذب للإصلاح بين المتخاصمين. • خداع الأعداء في المعركة. • الكذب لإرضاء الزوجة. وذلك بحسب قول أم كلثوم بنت عقبة: « ما سمعت رسول الله يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث كان رسول الله يقول: لا أعده كاذبا الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح والرجل يقول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها» [سنن أبي داود]، وبهذا لا يوجد شيء آخر لا يرخص فيه الكذب!. لعل نبي الأسلمة لم يكن يعرف أن من يكذب في شيء يكذب في كل شيء ومن يستحسن الكذب مرة واحدة ، يستحسنه مرات ومرات، لذلك ُيعَد العربان ومعهم المتأسلمون بالتبعية من أكذب الناس في العالم أجمع، وليسوا محل ثقة في شيء! فكيف لا يكذبون ونبيهم ذاته إتهم بالإفك والكذب! الكذب أحد العناصر الأساسية للسفاهة التي عرفتها مراجع العربان بأنها نقيض الحكمة واسْتِعار في الكلام القبيح، فيقال: سَفِه عليه إذا أسمعه القبيح من القول، كما يقال للجاهل سفيه والكاذب سفيه والأحمق الطائش سفيه. لذلك فالسفاهة أقبح من الكذب وأقبح من الحماقة والطيش وهو الخفة في السلوك التي معها خطأ، فالطائش الأحمق هو الخفيف المفارق لصَواب الفِعْل. وهي أيضًا أفدح من العبث الذي يخلو من الفائدة. وهي ليست من العته في شيء، فالعته آفة ناشئة عن الذات توجب خللا في العقل فيصير صاحبه مختلط العقل، فيشبه بعض كلامه كلام العقلاء وبعضه كلام المجانين. لهذا إنشغل إله العربان ونبيهم الكريم وسلفهم الصالح بظاهرة السفاهة، فوردت كلمة السفاهة ومشتقاتها في أحد عشر مواضعاً في قرآنهم، هي: {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا} (الجن 4) {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} (النساء 5) {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} (البقرة 13) {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} (البقرة 130) {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (الأنعام 140) {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} (البقرة 142) {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} (الأعراف 155) {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} (البقرة 282) {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ، قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأعراف 66 - 67) نلاحظ في هذه الآيات حملةً شعواء يشنها إله العربان على السفهاء من خلقه، ويكيل لهم بنفس مكيالهم لأنهم يقولون عنه ما هو جائر عن الصواب، ويعترضون على تغيير قبلة المتأسلمين، ويبَذِّرون ويفسدون أموالهم، ويقتلون أولادهم ولا يرغبون في ملة إبراهيم أو لاتهامهم أتباع النبي بالسفه واتهامه هو بالمثل، مما جعله ينفي عن نفسه هذه التهمة بآيات ربانية! ولكنه إلى جانب الكذب والقتل والسلب والنهب والسبي والاغتصاب كان هو نفسه يشتم ويسب ويلعن بحسب ما رواه مسلم النيسابوري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلعم رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا، وَسَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَنْ أَصَابَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا، مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكِ» قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا، قَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا!. إلّا أن سنته المفبركة، وهي أهم من القرآن لدي الفقهاء، قد احتوت أحاديث منسوبه إليه تقول بأن من يشتمه أو يستهزئ به أو يتعرض لشخصه (الكريم) بأي نقيصة، يقتل لأنه كافر زنديق ولا تقبل له توبة. راجع: كتاب شيخ الإسلاموية ابن تيمية "الصارم المسلول على شاتم الرسول" على الموقع التالي: https://waqfeya.com/book.php?bid=11170 وتحذر أيضًا من السفاهة والسفهاء، منها: النهي عن مماراة السفهاء: كما في الحديث: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ.[رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني] قال علي القاري : (السُّفَهَاءَ) جَمْعُ السَّفِيهِ وَهُوَ قَلِيلُ الْعَقْلِ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْجَاهِلُ أَيْ لِيُجَادِلَ بِهِ الْجُهَّالَ. [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، المؤلف: علي القاري ،المحقق: جمال العيتاني ، دار الكتب العلمية ، سنة النشر: 1422 - 2001 ، 1 / 304] والنهي عن تصدر السفهاء أمور الأمة: كما في الحديث:إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ. قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ. وفي رواية: قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.[رواه الإمام أحمد وصححه الألباني] والتحذير من إمارة السفهاء :عن جابر بن عبد الله: (أنَّ النَّبيَّ قال لكعب بن عجرة: أعاذك الله مِن إمارة السُّفَهاء. قال: وما إمارة السُّفَهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي، لا يقتدون بهديي، ولا يستنُّون بسنَّتي، فمَن صدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا منِّي ولست منهم، ولا يردوا على حوضي، ومَن لم يصدِّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك منِّي وأنا منهم، وسيردوا على حوضي..)[رواه الإمام أحمد وصححه الألباني] قال المناوي: (إمارة السُّفَهاء - بكسر الهمزة - أي: ولايتهم على الرِّقاب؛ لما يحدث منهم مِن العنف والطَّيش والخِفَّة، جمع سَفِيهٍ، وهو ناقص العقل، والسَّفَه)[ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني. فيض القدير، لمحمد عبد الرؤوف المناوي، ج 3 ، ص 194. وفي التحذير من مجالسة السفهاء، قال أبو جعفر الخطمي أنَّ جدَّه عمير بن أوصى بنيه، قال لهم: « أي بني! إيَّاكم ومخالطة السُّفَهاء؛ فإنَّ مجالستهم داء، وإنَّه مَن يَحْلم عن السَّفيه، يُسَرَّ بحلمه، ومَن يُجِبه يندم». حديث رقم 20705، رواه البيهقي في السنن الكبرى، ج 2، ص 275. كما أوصى المنذر بن ماء السَّماء ابنه النُّعمان بن المنذر، فقال: « آمرك بما أمرني به أبي، وأنهاك عمَّا نهاني عنه: آمرك بالشُّح في عِرْضك، والانخِدَاع في مالك، وأنهاك عن ملاحاة الرِّجال وسيَّما الملوك، وعن ممازحة السُّفَهاء». المرجع: المجالسة وجواهر العلم، أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري، دار ابن حزم، بيروت 1419هـ، ج 6، ص 621. ويرى الفقهاء والمفسرين في تأويل الآية 5 من سورة النساء (السابقة الذكر) وجوب الحجر على السفيه كما يحجر على الصبي والمجنون، ومنعه من التصرف في أمواله، لتبذيره لها وعدم صرفها في غير موضعها الصحيح بما لا يتفق مع الحكمة والشرع. المرجع: http://www.al-eman.com/الكتب/فقه%20السنة/الحجر%20على%20السفيه:/i603&d938424&c&p1 أمَّا الإمام أبو حنيفة فله رأي مخالف، قال: لا يحجر على الحر العاقل البالغ بسبب السفه أو الدين والفسق أو الغفلة؛ لأن في سلب ولايته على ماله إهدارًا لآدميته وإلحاقه بالبهائم، وهو أشد ضررًا من التبذير. المرجع: بدائع الصنائع ج 7، ص 165. وقد لفتت ظاهرة السفاهة المتفشية بين العربان العديد من الكتاب، فقال الجاحط من علامات السفاهة: سرعة الغضب، والطّيش مِنْ يسير الأمور، والمبادرة في البطش، والإيقاع بالمؤذي، والسّرف في العقوبة، وإظهار الجزع من أدنى ضرر، والسّبّ الفاحش [تهذيب الأخلاق ص 29] وجاء وصف السّفيه عند أبي البقاء الكفويّ بأنه: « أسير الطّغيان، دائم العصيان، حقير النّفس، خفيف اللّبّ، رديء الفهم، ظاهر الجهل، سريع الذّنب، ضعيف الرّأي، عديم العقل، مستخفّ القدر، مخدوع الشّيطان، ملازم الكفران، لا يبالي بما كان، ولا بما هو كائن أو سوف يكون». (الكليات، ج 3، ص 510، ط. القاهرة) وقال: « إن السّفه أقبح من العبث، كما أنّ الظّلم أقبح من الجهل» (نفس المصدر ج3، ص 259). ولم يخل الشعر أيضًا من تبخيس السفه والسفهاء، فقال الإمام الشَّافعي في ديوانه ص 33: فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبْحٍ كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا يزيدُ سَفَاهَةً فأزيدُ حلمًا وجاء في طبقات فحول الشعراء للجمجمي (جزء 2، ص 684) قول المتوكل الليثي: إنَّ السَّفِيهَ مُعَنَّفٌ مَشْتُومُ لا تتَّبعْ سُبُلَ السَّفاهةِ والخَنَا وفي روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان البستي ص 140، قول سالم بن ميمون الخواص: فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ إذا نطق السَّفِيه فلا تجِبْه عييتُ عن الجوابِ وما عييتُ سكتُّ عن السَّفِيه فظنَّ أني قذى في جوفِ عيني ما قذيتُ شرارُ النَّاسِ لو كانوا جميعًا خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ فلستُ مجاوبًا أبدًا سفيهًا كما أنشد محمد بن عبد العزيز لموسى بن سعيد بن عبد الرَّحمن بن المقنع الأنصاري، يقول: يَطُفْنَ بقلبِ المرءِ دونَ غشائِه ثلاثُ خِلال كلُّها غيرُ طائلٍ هوى النَّفسِ ما لا خيرَ فيه وشحُّها وإعجابُ ذي الرَّأي السَّفِيه برأيه ما كان ليحدث هذا الاهتمام بالسفاهة من قبل إله العربان ونبيهم وكُتَّابهم ومفكريهم في وقت مبكر، ما لم تكن منتشرة وشائعة بينهم، خاصة وأن مجتمعهم غارق في البداوة وخال من معالم التحضر والتهذيب ويعتمد في الأساس على أساليب الخداع والكذب وجميع مقومات السفاهة. إنَّ السفيه شخص فظ سليط اللسان لا يحمل احترامًا للآخرين، ولا يعتد بأي قيم أو مبادئ، يشتم ويسب ويكذب ويخادع ولا يخجل من ارتكاب الحماقة والوقاحة، ولكن لا يمكننا الادعاء بأنه ناقص العقل (معتوه)، ولكي نفهمه لا بد لنا من البحث عن مخزونه الحضاري الذي يعينه على الأفعال والأقوال التي يمكن أنْ تتسق مع المبادئ والأخلاق الإنسانية الرفيعة، فلا نجد لديه منه شيئًا. كما أننا لا نوصمه بعدم النضج والمسؤولية، في وقت لا يجد لنفسه هوية يزهو بها سوى ما يمليه عليه أسياده من الفقهاء ورجال الدين الذين يبثون في أعماقه رذاذ الجهل وسفاهة اللفظ وانحطاط الخلق، إنَّه عبد لهم ويحاول دائمًا أنَّ يدفع الآخرين إلى ما هو فيه من عبودية وما يعانيه من انحطاط، لذلك يكون تجاهله هو أفضل الطرق للتعامل معه، لا عن عجز وإنما ترفعاً وإعزازاً للنفس … إذ أنَّ الصمت تجاه سفاهته من أكبر الأساليب تحقيرًا له. يقول الإمام الشافعى فى كيفية التعامل مع السفهاء: يخاطبنى السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا ويزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا ويقول أيضا: إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت وإن كلمته فرجت عنه وإن خليته كمدا يموت ..
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد على تعليق الأستاذ منير كريم
-
إعتذار المشايخ عن فتاويهم المدمِّرة!
-
القول المعقول في أخلاق الرسول
-
خلاصة البيان في تأويل القرآن
-
تجديد التراث الذي يريده المشايخ
-
ما سبب إضطراب الشخصية المصرية؟!
-
الشجرة المحتارة بين الغباء والحضارة!
-
لماذا أصبحت مصر مرتعًا للاغتصاب الجنسي؟
-
ومازالت الصعلكة مستمرة! 2/2
-
ومازالت الصعلكة مستمرة! 1/2
-
الإسلاموية في حالة غضب!
-
العلمانية حتمية تاريخية وضرورة اجتماعية
-
لماذا لا تزول الغُمَّة عن هذه الأُمَّة؟
-
إنكار الحقائق والقفز عليها
-
لماذا أهاجم العربان بلغتهم!؟
-
نظرية المؤامرة عندهم وعندنا
-
كيف تحولت مصر إلى دولة الرعب؟ 2/2
-
كيف تحولت مصر إلى دولة الرعب؟ 1/2
-
فوضى بناء المساجد
-
التلاعب بالمرأة في بلادنا
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|