بمناسبة تكريم الشاعر الكبير صلاح اللبان الخفاجي

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أقيم حفل تكريمي مهيب ورائع للأديب الكبير الشاعر (صلاح الحاج حمود اللبان الخفاجي) من لدن ملتقى العشرة كراسي الثقافي في محافظة بابل وعقد الاحتفال في مقر اتحاد الأدباء والكتاب فرع محافظة بابل وقد أعددت كلمة بالمناسبة إلا أن ظروف طارئة حدثت فأعذرتني عن الحضور للاحتفال.
تخرج الأستاذ الأديب الشاعر صلاح اللبان من الصف الخامس الإعدادي/ الفرع الأدبي وترك الدراسة وأخذ يمارس مهنة الندافة في محل والده المرحوم الحاج حمود اللبان وكان يمتاز بموهبة الشعر منذ صباه فأصبح عشيقاً له فكان المؤسس لجمعية الشعراء الشعبيين فرع بابل عام/ 1972 وعضو هيئتها الإدارية منذ تأسيسها لغاية نهاية عام/ 1994، وكان أحد مؤسسي (نادي شعراء الحلة) عام/ 1983 وعضو هيئتها الإدارية.
وكان المؤسس الأول لجمعية الرواد الثقافية المستقلة/ المركز العام محافظة بابل وانتخب بالإجماع رئيساً لها في دورتها الأولى (2004 – 2007) والثانية (2008 – 2011) والثالثة (2012 – 2015) والدورة الرابعة (2015 التي تقود الجمعية حالياً). وله مقالات وبحوث ودراسات نقدية خاصة بالشعر الشعبي العراقي كما له العديد من التراجم لشعراء شعبيين وكان عضو ورئيس لعدد من الجمعيات والمنتديات العراقية والعربية.
الأستاذ صلاح اللبان علم من أعلام الحلة الفيحاء شمعة استعرت وتوهجت نوراً ساطعاً وضياءً بهياً في سماء الحلة الفيحاء في الحياة الأدبية والإنسانية وكان زخة مطر بين معارفه وأحبائه يطفئ نار الهواجس ويروي شلال المعرفة بكل ما تحمله من نداء حي واستدعاء صارخ مشوبان بترحيب نلمس في كل حرف منه حرارة الصدق والتفاني والإخلاص ونكران الذات وبكل ما تنطوي عليه المسؤولية الإنسانية ويفجر ذلك الفيض الغامر في قلبه الكبير وذاكرته المتوقدة بالوفاء والحب والإخلاص مما جعله يصبر على قهر السمو والإبداع وأن يحتل زاوية كبيرة في قلوب معارفه ومحبيه.
ومن مآثره وأفعاله التي يشار إليها بالبنان وصبره الفائق الجميل واخلاصه ووفاءه للحلة الفيحاء وتراثها وشعرائها وأدباءها حيث كان يقضي الليالي الطوال في البحث عن مآثرهم وإبداعاتهم فيذهب إلى بيوتهم ويجد أكياس (كواني) مملوءة بأوراق متفرقة ومتراكم عليها الغبار ويستخرج الأوراق التي دونت فيها المآثر الشعرية لأولئك العظام من الشعراء الحليين من الأكياس وينثرها على الأرض ويقضي الليل كله بالبحث في الأوراق المتكدسة والمتناثرة والبحث عن الأوراق المكملة للقصيدة الشعرية وهذه العملية تتطلب صبراً كبيراً وطاقة ومعرفة وتركيز وإلمام كبير في الشعر لكي يستطيع من معرفة نسب أبيات الشعر إلى القصيدة ويمضي الليالي الكثيرة في بعض الأحيان حتى يعثر على الأوراق الكاملة للقصيدة ثم ينضدها ويجمعها في كتاب وليس يكتفي بهذا الإنجاز الكبير الجليل الرائع وإنما يعيد قراءتها وتدقيقها ثم تبدأ مهمته الأخرى ليذهب إلى معارفه وأحباءه يشحذ منهم جزء أو جميع تكاليف طبع الكتاب وإخراجه بالشكل الجميل اللائق. ولولا هذا الجهد والصبر والإخلاص والوفاء الذي غرز في قلب الإنسان الكبير الشاعر صلاح اللبان وحبه للشعر والشعراء وتراث الحلة الفيحاء لذهبت مآثر وأعمال هؤلاء الشعراء العظام وطواها النسيان.
إن هذا الإنسان الرائع كان يعمل بصمت وهدوء وصبر من أجل إحياء تراث رجال كانت لهم بصمات مضيئة وعلامات فارقة ذات آثار واضحة في الميدان الشعري وخلد آثارهم في تاريخ الحلة الفيحاء التي كانت زاخرة بالعلم والعلماء ... ألف تحية إجلال وإكبار واحترام إلى هذه الشخصية الفذة التي نذرت نفسها وجهدها الإنساني للعلم والعلماء والشعر والشعراء ولمدينته الزاهرة الحلة الفيحاء.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات