أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - كاظم المقدادي - (3) الطفولة العراقية أمانة بأعناقكم















المزيد.....


(3) الطفولة العراقية أمانة بأعناقكم


كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:33
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


التلوث الإشعاعي يفتك بأطفالنا
اليوم هو الخامس من حزيران- اليوم العالمي للبيئة.وبهذه المناسبة سنتناول قضايا تتعلق بالبيئة العراقية الراهنة وإنعكاساتها على صحة وحياة أطفالنا.

يُعد العراق بيئياً من أسوأ بلدان العالم.ولم يعد سراً بأن بيئته مشبعة بمختلف أصناف الملوثات الخطيرة. والتلوث الراهن ليس وليد اليوم، وإنما هو موجود منذ عدة عقود في ظل النظام الساقط ، وكان منتشراً بدرجات خطيرة، لكنه تفاقم أكثر وتزايد بعد حرب عام 2003، وما أحدثته الأسلحة الجديدة والمطورة،التي إستخدمت خلالها، من دمار وخراب وفناء جماعي، ونشر للإشعاعات والسموم القاتلة،، التي شملت مناطق أخرى لم تكن مشمولة به، أو كانت أقل تلوثاً نسبياً من تلك التي دارت عليها معارك حرب عام 1991. يضاف إلى ذلك عمليات النهب التي طالت مركز هيئة الطاقة النووية العراقية في التويثة، والتي جرت أمام أنظار القوات الأمريكية ولم تحرك ساكناً، بينما طال النهب مئات البراميل والحاويات الخاصة الحافظة لمواد مشعة ( قدرت بنحو 1.8 طن متري من اليورانيوم منخفض التخصيب، و500 كغم من اليورانيوم غير النقي،بالإضافة الى كميات أخرى من نظائر شديدة الإشعاع أخرى، موزعة على نحو 500 برميل وحاوية)، وأفرغت محتوياتها،في المزارع، والسواقي القريبة، وفي نهر ديالى، وحتى في بالوعات المنازل، لجهل الفاعلين بخطر فعلتهم تلك.وقد أكدت القياسات الإشعاعية العلمية، التي أجراها خبراء سلامة نووية، للعشرات من البيوت المحيطة بمقر التويثة، تسرب التلوث الإشعاعي الى كل مكان، حتى في مقتنيات البيوت،وكان بدرجة خطيرة جداً، إذ بلغ أكثر من 500-600 مرة. وفي أحد المنازل وجدت العالمة ريان تولي تلوثاً إشعاعياً بلغ أكثر من 10 الآف مرة الحد المسموح به. وكل هذا أضيف الى إشعاعات وسموم الحرب التي أعقبت جريمة غزو الكويت في عام 1991، وحرق اَبار النفط الكويتية، ومن ثم تدمير اسلحة الدمار الشامل الكيمياوية والبيولوجية في الأراضي العراقية من قبل خبراء الأمم المتحدة.واليوم تضيف العمليات الإرهابية التخريبية، وخاصة ضرب المنشاَت النفطية، ملوثات بيئية، ومشاكل صحية إضافية.
فأنعكس كل هذا، وغيره، على البيئة العراقية، وفاقم من تدهورها على نحو أوسع وأشد، وأدى الى تدهور الصحة العامة، وبخاصة صحة الطفولة، أكثر فأكثر.

ويذكر اننا حذرناً، مراراً وتكراراً،على مدى 15 عاماً،عبر وسائل الإعلام العربية والعراقية، وفي مؤتمرات دولية، من حصول كارثة بيئية وصحية وخيمة ستسببها إشعاعات ذخائر اليورانيوم المنضب،ونبهنا الى أن تداعياتها لن تقتصر على الجيل الحالي، بل وستطال الأجيال القادمة، وضحيتها الأولى والأساسية هم أطفال العراق الأبرياء- براعم وعماد حاضر ومستقبل شعبنا العراقي.
من جانبه، واصل البنتاغون وحلفاؤه من مستخدمي تلك الذخيرة المشعة والفتاكة،منذ أول يوم لإستخدامها وتجريبها في العراق، أكاذيبهم النافية لمخاطرها على البيئة والصحة العامة، زاعمين بأنها "ليست" مشعة، ولا مضرة،مجندين العديد من أشباه العلماء، من ذوي الضمائر الميتة، للتصدي للحقائق العلمية. .راجع أحدث تقرير يفند أكاذيب البنتاغون:
The Threat of Depleted Uranium Exposure ,It s Real, Deadly and Covered up by the Pentagon and VA , By Stephen Lendman, Information Clearing House, Mai 30,2006
http://www.informationclearinghouse.info/article13433.htm
ونضيف هنا بأن العديد من العلماء الأجانب، ومنهم الكندي هاري شارما، والبريطاني كريس باسبي، والهولندية ريان تولي، والأمريكي أساف ديوراكوفيتش، والكندي تيد ويمان، والألماني سيغفر هورست- غونتر،وغيرهم، زاروا العراق، وقاسوا بأنفسهم، وبأجهزتهم الخاصة، مستويات الإشعاع في العراق.فأعلنت العالمة الهولندية ريان تولي ـ المختصة بالإشعاع وعملت ضمن فريق «غرينبيس» الذي زار التويثة وفحص المنطقة ميدانياً ـ بأن الناس في الاماكن القريبة من التويثة يستقبلون اشعاعا في نصف ساعة يعادل الحد الاقصى الذي يستقبله الشخص خلال عام كامل بالمعايير الغربية، مما يعرضهم لمخاطر كبيرة للاصابة بالسرطان وغيره من امراض الاشعاع.وفي أيلول-تشرين الأول 2003،قام المركز البحثي الدولي المستقل المتخصص بطب اليورانيوم UMRC بإجراء دراسة ميدانية إشعاعية علمية واسعة، في كافة مدن وسط وجنوب العراق، من بغداد وضواحيها وإنتهاءاً بأبي الخصيب، وأثبتت إنتشار التلوث الإشعاعي في كل مكان،في التربة والهواء والماء، وفي أجسام المواطنين الملامسين، وفي جثث القتلى، وفي الأنقاض، وبنسب تجاوزت الحد المسموح به بأكثر من30 ألف مرة في العديد من المناطق العراقية..للمزيد من التفاصيل راجع:
Abu Khasib to Al Ah’qaf:, Iraq Gulf War II Field Investigations Report, By Tedd Weyman, Uranium Medical Research Centre, November 2003, http://www.umrc.net/
أو:اليورانيوم المشعّ يهدد العراق والخليج بكارثة بيئية، محمد الشيخلي،مجلة " البيئة والتنمية"، عدد كانون الأول / ديسمبر 2003
وفي أواخر اَيار 2005،حذر خبير دولي من المخاطر والآثار الجانبية التي تركتها الاسلحة الكيماوية، والمواد المشعة، مثل اليورانيوم المنضب، على الصحة العامة في العراق.وأعلن روبرت بسيت - مدير برنامج الامم المتحدة للبيئة في العراق، في مؤتمر صحافي عقده في عمان، بإن هذا التلوث شكل تحديات بيئية كبيرة في العراق،وأصبح يشكل مصدرا للقلق في جنوب العراق على وجه الخصوص، مشيرا الى ان القوات البريطانية افرغت 1.9مليون طن من المواد المشعة في هذه المنطقة.
من جهتها، وبعد صمت طويل على التلوث الإشعاعي وأضراره في العراق، كسرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA، طوق الضغوطات والتدخلات الأمريكية،المباشرة وغير المباشرة،المفروضة عليها، وإعترفت مؤخراً بوجود تلوث إشعاعي خطير في منطقة التويثة، معلنة بأن أكثر من ألف عراقي، يعيشون في قرية واقعة بالقرب من المجمع السابق للبرنامج النووي العراقي، بضمنهم أطفال ونساء، يتهددهم الخطر نتيجة للتلوث بالإشعاعات الذرية، حيث مستوى الإشعاع أعلى بكثير من الطبيعي، وإن بقاءهم عرضة للإشعاع لفترة أطول يعرضهم لخطر أكبر ("الغارديان"، 25/4/2006)..
ركام الحرب

في حرب عام 2003 إستخدمت القوات الأمريكية والبريطانية، مرة أخرى، أسلحة حربية جديدة ومطورة،مصنعة من اليورانيوم، وهذه المرة بكمية فاقت ما إستخدمته عام 1991 بنحو 6 أضعاف، أما شدتها الإشعاعية، وبالتالي التدميرية، فتجاوزت الـ 400 مرة- بحسب العالم الأمريكي دوراكوفيتش.ويؤكد العالم البريطاني داي وليامز بأنها أكثر من ذلك بكثير. ومع ان الحرب توقفت منذ عدة أعوام، إلا أن ركام الحرب المضروب بتلك الأسلحة ، ما يزال ينتشر في أرجاء العراق، في المزارع وفي أطراف المدن، وحتى داخلها، بالقرب من الأحياء السكنية، ويتجمع حوله الأطفال الصغار، ويلعبون فوقه، وهو ملوث إشعاعياً، وسيظل هكذا لاَلاف السنين. أثبتت ذلك القياسات الإشعاعية، العراقية والأجنبية. بينما كل ما عملته الجهات المسؤولة هو تجميع قسم منه، وليس كله، في "مقابر" مكشوفة، في أطراف المدن،وهي متاحة للعبث، بل وسحبت منها كميات كبيرة،وجرى إستخدامها كخردة / سكراب، في صناعات وحرف عديدة، وبذلك إنتقلت إشعاعاتها الى المواطنين، ولعبت دوراً كبيراً في إصابة أطفالنا بالسرطان والأورام الخبيئة وغيرها.بينما منعت الكويت والأمارات العربية المتحدة والأردن دخول السكراب العراقي الى أراضيها لكونه ملوث إشعاعياً..

ولم تقتصر أعداد ضحايا الإصابات السرطانية القاتلة على من بقي في داخل العراق-سنأتي على ذكرها،وإنما طالت حتى من غادره بعد عام 1991. هذا ما أكدته نتائج دراسة أجريناها في الخارج وبينت بأن اللعب عند الركام المذكور هو أحد أسباب وفيات الأطفال العراقيين المقيمين في الدول الأوربية، ممن هاجروا إليها بعد عام 1991- راجع " الثقافة الجديدة"، العدد 318، الذي سيصدر بعد أيام.
ونشير هنا الى أن مديريات الدفاع المدني العراقية قد حذرت مراراً من حجم المخاطر البيئية والصحية بسبب مخلفات اسلحة وآليات الجيش العراقي السابق، خاصة لدي ممتهني بيع وشراء السكراب. فأكد العميد سعدون المحمداوي، مثلاً، بان فرق معالجة الاجسام الغريبة التابعة لمديرية الدفاع المدني في محافظة ميسان توصلت الي نتائج خطيرة، من خلال فحصها عينات من اجزاء وقطع الدبابات والمدرعات المتروكة والمكدسة علي حدود مدينة العمارة وداخل الاحياء السكنية، اثبتت احتواء تلك الاليات علي مادة اليورانيوم المنضب.وارسلت وزارة البيئة فريق عمل خاص الى المحافظة لاجراء مسح اشعاعي لثلاثة مواقع تعرضت للقصف الجوي خلال الحروب السابقة، وأثبت انها ملوثة اشعاعيا بصورة كبيرة. وفي محافظة واسط، حذر مصدر بيئي من المخاطر التي ستتعرض لها العوائل التي تتخذ مقرات الجيش العراقي السابق مسكناً لها بسبب تعرضها الى خطر الاشعاعات في تلك المقرات.ودعا مدير بيئة واسط ماجد محمود ياسين العوائل التي اتخذت من معسكرات الجيش، وبالذات معسكرات الحرس الجمهوري المنحل في مركز المدينة وفي منطقة الصويرة، مسكنا لها ،الى مغادرتها فوراً بسبب وجود اشعاعات فيها جراء تعرضها للقصف الامريكي.وقبل أيام حذرت دائرة صحة محافظة بابل من تزايد حالات الاصابة بالامراض السرطانية نتيجة استعمال المواطنين لمخلفات منشآت التصنيع العسكري المنحل في منطقتي الاسكندرية والمسيب.وأفاد الدكتور محمود عبد الرضا- مديرعام صحة بابل- بان الكثير من العوائل القاطنة في المنطقتين المذكورتين تستخدم المعدات الملوثة بالاشعاعات التي حصلت عليها أبان عمليات نهب منشآت حطين والقعقاع والمثنى عقب سقوط النظام السابق.

القنابل غير المنفلقة والألغام

تناثرت جراء حربي عام 1991 وعام 2003 ذخائر غير منفجرة، وأسلحة محطمة، وملوثات كيماوية، ليس فقط في الصحراء العراقية والكويتية، بل وفي مواقع مدنية كثيرة، بما يشكل أخطاراً جمة،خاصة على الأطفال، ليس فقط بسبب التلوث البيئي، عبر الهواء والماء والنبات، وإنما أيضا بسبب اللعب بالقذائف غير المنفجرة التي تتسبب بالوفيات، وببتر الأطراف.

والمعروف أن الأراضي العراقية زُرعت بملايين الألغام، حيث اعلنت الهيئة الوطنية العراقية لشؤون الالغام التابعة لوزارة التخطيط والتعاون الانمائي وجود 25مليون لغم تحت الارض، لم تستخرج بعد، اضافة الى 3 ملايين طن من الصواريخ، والقنابل، والذخائر، مازالت مهملة في مناطق متفرقة. أكدت ذلك عمليات المسح الاخيرة، وهي تقديرات اولية، اذ تشير الدلائل الى وجود اعداد اكبر لم تزل مدفونة تحت الارض، وموزعة بين الحقول والمزارع، وكل ذلك من مخلفات الالة العسكرية للنظام السابق.
وقدرت الهيئة المذكورة عدد المناطق الملوثة بالألغام والمقذوفات بأكثر من 2000 موقع في بغداد والمحافظات. وأثبتت آخر المسوحات للألغام الأرضية، والتي شملت 12 محافظة، و11 الف و 250 منطقة سكنية، وجود أكثر من 4000 منطقة مشكوك بتلوثها بالألغام.وأكدت الهيئة ان ثلثي سكان العراق يعيشون بالقرب من المناطق الملوثة بالالغام والقنابل غير المنفلقة.وأظهرت التقارير التي صدرت مؤخرا عن الهيئة ان 11 مليون و 800 ألف نسمة يتأثرون بشكل مباشر بهذه المشكلة، اي بحدود 9995 تجمعا سكانيا، منها 2678 تجمعا تبعد منطقة الخطر عنها بمسافة تقل من كيلو متر واحد. وقدرت التقارير ان 50% من الاراضي الزراعية ملوثة بالالغام والاعتدة غير المنفلقة.
وكانت الهيئة الوطنية لشؤون الالغام قد طهرت 60 مليوناً و 811 الفاً و294 متراً مربعاً من المناطق المتأثرة بالالغام والقنابل والمقذوفات غير المنفلقة.ومع هذا لاتوجد خرائط كاملة للمناطق الملوثة بالألغام الأعتدة غير المتفجرة، ويبدو أنها تلفت مع سقوط النظام، وهو ما يعقد مهمة التخلص من الألغام،والتوعية بمخاطرها، ويتواصل سقوط ضحايا إنفجارها.

بصدد الأطفال، نشير الى تأكيد ستيفان دي مستورا- نائب المندوب الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، والمنسق العام للبرنامج الإنساني في العراق(بمناسبة اليوم العالمي الأول للتوعية والمساعدة في التخلص من الألغام-الرابع من نيسان 2006)، بان الألغام الأرضية تزهق أرواح المئات من الأطفال في العراق، حيث يشكل المدنيون ما لا يقل عن 99 بالمئة من ضحايا الذخائر غير المتفجرة من بقايا الحروب، ويمثل الأطفال دون سن 14 عاماً ربع المجموع الاجمالي للضحايا. وأكد أن الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة أو الموت جراء الجروح الناجمة عن الذخائر غير المتفجرة من الكبار، حيث يجذبهم المنظر الخارجي المتميز وذي الألوان البراقة لهذه الأجسام القاتلة.واوضح السيد روجر رايت- الممثل الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في العراق بأن معظم الأطفال الضحايا يفقدون الحياة قبل وصولهم الى المستشفى،مؤكداً أنه بدون العلاج الطبي الملائم، لا يستطيع حتى أولئك الذين يبقون على قيد الحياة والمصابين جراء الذخائر غير المتفجرة، الاستمرار في الدراسة، وتتضاءل فرصهم المستقبلية في التعليم، وفي العمل، وغالباً ما يعتبرون عالةً على عوائلهم والمجتمع.وأضاف: أن الأطفال الذي يفقدون أحد الوالدين، بسبب حادثٍ بالذخائر غير المتفجرة، يواجهون مصاعب جمة كأطفال أيتام. ولهذا تحرص منظمة "اليونيسف" على توعية أطفال العراق، وعوائلهم، حول كيفية التقليل من مخاطر الألغام والذخائر غير المتفجرة من بقايا الحروب .من جانبها اكدت السيدة فالبورغا انجلبريخت-القائمة بأعمال مكتب المفوضية العليا لشؤون الاجئين التابعة للأمم المتحدة في العراق بأن اللاجئين والمهجرين من الأطفال هم الأكثر عرضة للتضرر من الذخائر غير المتفجرة لأنهم على الأغلب غير مدركين لمخاطر اللعب والعبث والعبور ما بين المناطق الخطرة.

ومن المفارقات أنه لا توجد احصائية رسمية متكاملة لعدد الاطفال الذين قتلوا او أصيبوا بالعوق والتشوهات او العاهات المستديمة، بسبب إنفجار الالغام. ومع هذا تؤكد السجلات والوقائع والتقارير الدولية تصاعد عدد الاطفال الذين لقوا حتفهم، أو أصيبوا بعجز بسبب انفجار الالغام.ويؤكد الدكتور حيدر حسن طارش بان مئات الآلاف من الاطفال العراقيين يمشون على عكازات حالياً، وقد قطعت اطرافهم العليا او السفلى بسبب الالغام او الانفجارات والمفخخات، وان الطلب على الكراسي المتحركة والاطراف الصناعية يتزايد مع تزايد ضحايا الالغام والسيارات المفخخة. واذا كان معظم الاطفال ضحايا الألغام هم في الجنوب وكردستان، فان اطفال بغداد هم ضحايا السيارات المفخخة والعبوات الناسفة.وذكر مصدر في الهيئة الوطنية لشؤون الالغام ان اكثر من 300 اصابة يومياً تحصل بسبب انفجار القنابل والمقذوفات غير المنفلقة في عموم البلاد..
من حصيلة التلوث البيئي

تؤكد التقارير الطبية ومصادر وزارة الصحة العراقية وجود أكثر من 140 ألف عراقي حالياً مصابين بأمراض سرطانية وأورام خبيثة. يموت منهم سنوياً نحو 7500 مريضاً.وتؤكد التقارير ان مستشفى الإشعاع والطب الذري في بغداد يستقبل يومياً معدل 80 -100حالة سرطانية جديدة. وتضاف سنوياً 7500 - 12 ألف حالة سرطانية جديدة.ويتوقع الخبراء بأن المعدل السنوي للإصابات السرطانية سيصل الى نحو 25 ألف حالة، وهذا الرقم لم يبلغه أي بلد في العالم سوى اليابان بعد جريمة إلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في الحرب العالمية الثانية..

ويُعد سرطان الاطفال في العراق اكثر شيوعا من مثيلاته في الغرب، ويشكل 8 بالمائة من حالات السرطان كافة في العراق، مقارنة بواحد بالمائة في الدول المتقدمة، وان أكثر السرطانات شيوعاً بين الاطفال هو سرطان الدم، تليه سرطانات الجهاز اللمفاوي، والدماغ، واورام الجهاز العصبي. ويؤشر سجل السرطان زيادة في عدد ونسب حالات سرطان الدم في المحافظات الجنوبية من العراق.وقد شكل سرطان الدم في محافظة البصرة نسبة 9% لغاية العام 1998. وأعلن الدكتور رياض العضاض- رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس مدينة بغداد،في تموز 2004، أن الاحصائيات أثبتت وجود 12 بالمئة من سكان مدينة البصرة مصابين بامراض السرطان بسبب التلوث الاشعاعي.اما بالنسبة لمحافظة ميسان فان نسبته بلغت 14%، وعموماً، فان نسبة حالات السرطان للدم، وسط جميع حالات السرطان الاخرى،في العراق وصلت الى 6% لغاية العام 2000- بحسب مصدر صحي عراقي.وفي بابل، كشف مصدر طبي في المحافظة، قبل ايام، عن ارتفاع معدل الاصابة بامراض السرطان في منطقة الفرات الاوسط بنسبة 95% عن السنوات السابقة، محذرا من امكانية ارتفاع هذه النسبة مستقبلا ما لم تتخذ اجراءات سريعة لتطوير وحدة الامراض السرطانية في المحافظة.وقد سجل الدكتور شريف العلوجي- إختصاصي أمراض السرطان والأورام- أكثر من 5465 حالة سرطانية منذ عام 1990 ولغاية 25/8/2005، موضحاً إرتفاع الحالات السرطانية 7 أضعاف عام 2004.وفي نينوى، أكدت إحصائيات مستشفى الاورام والطب النووي في المحافظة بأن عدد مرضى السرطان والوفيات بهذا المرض بلغت، خلال العامين الأخيرين،4711 مريضاً عراقياً، منهم 2885 ذكوراً و 1826 أنثى.اما عدد الوفيات بالسرطان للعام الجاري فأنه زاد اضعاف ما كان عليه سابقا.وأرتفع عدد مراجعين المستشفى من الف شخص تقريباً في السابق الى 5 الاف مراجع حالياً. وأغلب الامراض السرطانية المتفشية هناك هي: سرطان الرئة والقصبات الهوائية، ويشكل 70% من امراض السرطان،وسرطان الثدي لدى النساء، وسرطان الدم، الذي أغلب ضحاياه اطفال، وثمة 35% من الاطفال مصابين بسرطان الدماغ، ويأتي بالدرجة الرابعة سرطان الغدد اللمفاوية.وفي عام 2004أكد الدكتور رواء الطويل- جامعة الموصل- إزدياد الحالات المرضية في العراق بشكل كبير بعد حرب الخليج الثانية 1991 وحتى عام 2000 بمعدل 6 اضعاف تقريبا عما كانت عليه قبل الحرب، وزادت معدلات وفيات الاطفال، وحالات الاجهاض، وتضخم الغدة الدرقية، وتقشر الجلد، وعجز الكليتين، وتشوه العين، والعقم، وامراض السرطان، مما يدل على التاثيرات الواضحة التي احدثتها اسلحة اليورانيوم المنضب.
وتؤكد أحدث احصائيات منظمة الصحة العالمية عن العراق بعد العام 2003 بان سرطان الدم يشكل 30.5 % من مجموع السرطانات الشائعة عند الاطفال، يليه سرطان الغدة اللمفاوية 25.7% ، وسرطان الدماغ 13.6%، وسرطان الغدد الصماء 5.9% وسرطان العظام 5.1% وسرطان العين 4.5% ،يليه سرطان الانسجة الرخوة والكلى والمبيض.
وأكد تقرير نشرته وكالة (IRIN) التابعة للامم المتحدة، بان 56 بالمئة من المصابين بامراض السرطان في العراق عام 2004 هم من الاطفال تحت سن الخامسة، بالمقارنة مع نسبة 13 بالمئة قبل 15 سنة. وقد حصلت زيادة 20 بالمئة بالاصابات مقارنة بعام 2003.وهذه الإحصائيات لم تشمل الحالات المارة على المستشفيات الخاصة.
وأكد خبير بيئي دولي ،في أيلول 2005، بأن الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية والمشعة في العراق هو السبب في ظهور الأمراض العديدة.وتعود أسباب الزيادة المضطردة في نسبة امراض السرطان في العراق الى التلوث البيئي الكبير الناتج عن الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية والمشعة في البلد.وأعلن الدكتور وجدي هيلو- رئيس قسم البيئة والصحة المهنية في جامعة ستوني بروك الاميركية، بأن البيئة في العراق ملوثة بدرجة كبيرة مما ادى الى ظهور العديد من امراض السرطان، والجلد، والجهاز التنفسي. واوضح هيلو بان البيئة في العراق عانت بشكل كبير خلال الاعوام الثلاثين الماضية من استخدام المواد المشعة والكيماويات في الحروب، وفي الصناعة، وفي الاستعمال اليومي، من دون اعتبار للبيئة.

نترك تفاصيل تلوث الماء والتربة والأغذية وتأثيراته على صحة وحياة الطفولة العراقية، والتي تهدد حتى الأجيال القادمة، الى وقت اَخر..

نختتم بالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاح وموجه الى حكام العراق الجديد:الى متى يبقى أطفالنا ضحايا التلوث الإشعاعي، والألغام، والذخائر غير المتفجرة، والعبوات الناسفة، والسيارات المفخخة ؟

ونعيد ما طرحناه سابقاً:هل ستكون مهمة إنقاذ ما تبقى من أطفالنا حياً ضمن أولويات البرلمان والحكومة العراقية الجديدة ؟
---------
* د.كاظم المقدادي-أكاديمي وباحث عراقي،عضو الهيئة التدريسية للأكاديمية العربية في الدانمارك



#كاظم_المقدادي (هاشتاغ)       Al-muqdadi_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع حال الطفولة العراقي 2
- لمناسبة الأول من حزيران- عيد الطفل العالمي: واقع حال الأمومة ...
- لِمصلحة مَن تتواصل التصفيات الجسدية للكوادر العلمية العراقية ...
- وزارة الصحة ونقابة الأطباء.. ما الذي فعلتاه لحماية منتسبيهما ...
- إشكاليات المجتمع المدني والمجتمع السياسي والديمقراطية
- لماذا يسكت دعاة حقوق الإنسان عن مذبحة اللاجئين السودانيين؟
- لتكن المحكمة بإسم الشعب حقاً وفعلاً
- لماذا التمييز بين العاملين في المؤسسات الطبية والصحة العراقي ...
- البيئة العراقية..في مؤتمر علمي في لندن
- إستباحة حياة المدنيين العراقيين.. إلى متى ؟
- البيئة والصحة في مسودة الدستور المقترحة
- لِمَ أصابهم التوهان والعشو أمام مشاكل البيئة العراقية ؟ََ
- لماذا لم تُشكِل الجمعية الوطنية العراقية لجنة دائمة للبيئة ؟
- رقابة المواد والمصادر المشعة.. من يقوم بها ؟
- في يوم الصحة العالمي:صحة الأمومة والطفولة تستوجب حلولاً جدية ...
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك تستحق دعم ومؤازرة كل ا ...
- التلوث الإشعاعي ينتشر في أرجاء العراق والضحايا بإنتظار المعا ...
- المرأة العراقية تستحق الإنصاف والتكريم
- وزارة البيئة العراقية والكوادر العلمية
- الشيوعيون العراقيون غير مسؤولين عن عدم ظهور قائمة وحدة وطنية


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - كاظم المقدادي - (3) الطفولة العراقية أمانة بأعناقكم