|
اين ثقافة الاصلاح واين ثقافة المؤسسات ؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 06:12
المحور:
الادارة و الاقتصاد
منذ ست سنوات تقريبا جاءنا رئيس شاب طموح وكان يحمل رسالة مهمة جدا واراد إن يحمل كل السوريين هذه الرسالة وهي رسالة الاصلاح والتطوير والتغييركما اراد إن ينقل هذا القائد الشاب الطموح سورية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وينتقل بها إلى عصر الاقتصاد المعرفي . اليوم حيث كنت في طرطوس في مديرية التربية وهي الجهة التي اعمل بها قبل قبولي والتحاقي في المعهد الوطني للادارة العامة شاهدت منظرا جميلا جدا وسررت به وهو شبكة حواسيب متطورة ورائعة وجميلة بشاشات من نوع اخر ليس فيها مدفع الكتروني وقلت الحمدلله إن التربية ستبدأ التعامل مع التكنولوجية ومع الادارة الا لكترونية ثم اقتربت من احدى الشاشات واحدى الموظفين واذا به يلعب بسوليتير العنكبوت ثم صعدت إلى الطابق الاعلى لا سلم على زملاء لي فاذا بهم يسمعون على شيرين ثم دخلت مكتب ثالث واذا بهم يلعبون بالورق ثم دخلت إلى غرفة رئيس شعبة اذا به يمارس نفس العملية فصعقت وذهلت مما شاهدته وكان هذا المقال على خلفية ما شاهدت وقلت لهم هذا الذي يحصل ليس سليما وليس صحيحا واليوم لا حجة لديكم ويجب إن تمتلكوا جميعا مهارات استخدام الحاسوب وتطبقوا ذلك في التربية وتسهلوا العمل ما امكن على المراجع وعلى التربوي وان تقللوا من الورقيات والا ما الفائدة من اكبر حاسوب ومن احسن تأهيل اذا لم نمتلك ثقافة الاصلاح ثم ثقافة تعميم هذه الثقافة لتصبح هي ثقافة المؤسسة بالكامل • التطوير والتحديث يا شباب ليس شراء الجهاز والتكنولوجية والحواسيب بل هو حصيلة العقلية الابداعية التي تنمو من خلال الاحتكاك العلمي والمعرفي وفهم الجهاز وتطبيق قدرات الجهاز على العمل الذي نعمل به • إن هذا يتحقق من خلال النوايا الصادقة والعمل الدؤوب في بناء الوطن واركز على كلمة الدؤوب • لذلك يجب تقدير كل الطاقات التي تبذل وتعطي وتراهن على حتمية النجاح والازدهار والنجاح وانا اقول إن ذلك ممكن لكنه يحتاج إلى ثقافة الاصلاح والى المصلحين والى ثقافة المؤسسة • إن ثقافة المؤسسات هي الاساس الحضاري لتطوير البنى الاقتصادية والاجتماعية وهي تقوم على مفاهيم تتعلق بفرق العمل والعقليات القيادية الابداعية وعلى مفهوم رعاية المبادرات والاستثمار في العنصر البشري والاستفادة من العنصر البشري المؤهل والمدرب ومن خلال تنمية الكوادر داخل البيئة المؤسسية والمحافظة على حالة مستمرة من التدريب والتاهيل والابتعاد عن ثقافة الخلاص الفردي على حساب البناء الاجتماعي المتكامل ولقد خبرنا في سورية إن الحلول الفردية لا تنفع ولم تؤدي الا إلى المزيد من الازمات وهنا الوم الامانة العامة لمجلس الوزراء على عدم تفعيل والاهتمام بالكوادر الذين تخرجوا من المعهد الوطني للادارة العامة وتم فرزهم إلى الامانة العامة وتحديدا حالة الشاب الخريج جهاد شعبان • نحن اليوم امام تحد حضاري هو اما نصعد كمجتمع متكامل متحاور متفاعل أو نسقط كافراد قد يمتلك البعض بعض الثروات لكن الثروات لا تحل المشكلة الحلول في امتلاك بيئة العمل التطويرية التي تطلق طاقات المجتمع • وهنا اؤكد ثانية ما تحدث عنه والذي دعى إلى الاهتمام به سيادة الرئيس هو موضوع الفكر المؤسساتي واهمية الادارة حيث قال تحديا ((( إن تطلعاتنا لا يمكن إن تتحقق بالشكل المطلوب الا اذا تم التاكيد على دور المؤسسات في حياتنا والمؤسسات ليست البناء ولا النظام الذي يحكمها فقط أو الاشخاص الذين يعملون فيها بل وهي قبل كل شيء الفكر المؤسساتي الذي يؤمن إن كل مؤسسة تمثل كل الوطن مهما كان حجمها واختصاصها وتمثل سمعته ووجهه الحضاري والذي يؤمن ايضا إن العمل المؤسساتي عمل جماعي وليس عمل فردي ))) • كما قال القائد الشاب الطموح في مكان اخر وفي مقابلة اخرى ((( إن ادارة افضل هي الهدف المفتاح في العملية لكن مفتاح هذا المفتاح هو تغيير السيء من العادات والمفاهيم التي تعوق حركة الادارة , ولا نستطيع فصل الاصلاح الاداري عن التطوير الاجتماعي والثقافي والاعلامي والتعليمي يجب إن نطور في كل القطاعات معا )) واعتقد إن العبث باجهزة الحاسب واستخدامها في قضايا صغيرة عادات سيئة تعوق الادارة ومن لا يستفيد من المؤهلين من المعهد الوطني للادارة العامة كذلك يعوق الادارة • اؤكد هنا على سبل وطرق انعاش ثقافة فرق العمل وثقافة المؤسسات والتأكيد على اهمية واستراتيجية زج الخبرات الادارت الجديدة والاستفادة منها لنحفيز الدورات والاجيال المقبلة على العلم والمعرفة والتدريب والتاهيل لنخلق ثقافة اصلاح وثقافة تدريب وثقافة مؤسسات لان الثقافة هي منطلق تصرفات الناس • وهنا اؤكد على العمل على تحسين الواقع المعيشي للموارد البشرية للتواكب مع مستويات المعيشة بشكل يدفعها إلى المزيد من الا نتاجية وخاصة الاختصاصات العلمية العالية والرفيعة وعدم المساس بتعويضاتها • الاصلاح يعني بالدرجة الاولى التخلص من الافكار والقيم القديمة في الانتاج والسياسة والادارة واحلال افكار وقيم افضل منها شريطة إن ينعكس ذلك على الوضع الاجتماعي للمواطنين أي بمعنى اخر إن الاصلاح عملية اقتصادية اجتماعية سياسية وهو عملية هدم واعادة بناء وهويتطلب سياسات اقتصادية وادارية واجتماعية جديدة والاصلاح حسم في سورية وقد حسمه السيد الرئيس منذ خمسة اعوام أي إن الجميع يريد الاصلاح لكننا نريد اختيار الشكل والطريقة ويجب التنفيذ فورا • وكل ذلك الذي ذكرته يتطلب فريق عمل حكومي منسجم متجانس متعاون يؤمن بالاصلاح يتبنى الخطة الاصلاحية والرؤية الاصلاحية والرسالة الاصلاحية للسيد الرئيس ويعمل على تطبيقها بشكل علمي وموضوعي ويحاول هذا الفريق ابعاد كل الافراد والمدراء الذين يعارضون الخطة أو يعرقلون تنفيذها لا إن يضع هذا الفريق نفسه العصي في عجلات الاصلاح ويمنع الكوادر من ممارسة دورها لانجاح الخطة الاصلاحية
اننا ننتمي إلى مشروع تحديث وتطوير سورية الذي اشاعه القائد الشاب بشار الاسد اننا ننتمي إلى التيار العلمي الموضوعي المؤمن باقتصاد السوق الاجتماعي الذي يوزع المكاسب على جميع الشرائح الاجتماعية ولن نسمح لاحد بان يمنعنا من المشاركة ونحن في المعهد الوطني للادارة العامة جزء رئيسي من هذا المشروع والدولة تدفع الكثير من اجل تاهيلنا وتدريبنا وبعد ذلك لن نسمح لاحد بان يهدر كل هذا المال الذي انفقته الدولة بل يجب إن يستثمر هذا الموضوع بشكل جيد عبد الرحمن تيشوري دارس في المعهد الوطني للادارة العامة دورة كوادر الغد – الثالثة -
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صحافة ادارية واقتصادية مهمة- الاداري - ؟؟
-
مهارات مهمة جدا للمدير الذي يسوق الكترونيا
-
اية علمانية نريد ؟؟؟؟
-
حل النزاعات الادارية من وجهة نظر الادارة الحديثة
-
موت ونهاية الادارة؟؟؟
-
رسالة الى افلاطون
-
الهندرة الهندرة الهندرة ؟؟؟؟
-
المعهد الوطني للادارة مصنع القيادات الادارية
-
دور وزارتي الاعلام والثقافة في الاصلاح ونشر المهن الجديدة
-
معوقات الاصلاح الاداري في سورية
-
لماذا لايفضلون المحامي ؟؟؟
-
كيف تصبح السياحة صناعة وتبيض ذهبا؟؟؟
-
اكتساب وتحصيل المعرفة الادارية الجديدة ضرورة مهمة جدا في هذا
...
-
هل ممكن تنفيذ اقتصاد السوق الاجتماعي السوري عمليا ؟؟؟
-
متى نلغي دوائر واقسام الشؤون الادارية والعاملين في مؤسساتنا
...
-
جريمة وقضية وظاهرة الرشوة تعريف اسباب حلول
-
كيف تفكر ايجابيا وابداعيا وتفيد نفسك وادارتك وبلدك ؟؟؟؟
-
هل صحيح ان العرب اثرياء كما يقال ؟؟؟
-
الغزو الثقافي دهاء وابلسة المرسل وغباء وبساطة المتلقي
-
الحاسوب ينافس الحسناء الجميلة
المزيد.....
-
مدفيديف: الغالبية العظمى من أسلحة العملية العسكرية الخاصة يت
...
-
-كلاشينكوف- تنفذ خطة إنتاج رشاشات -آكا – 12- المطورة لعام 20
...
-
إيلون ماسك يحطم الرقم القياسي السابق لصافي ثروته.. كم بلغت ا
...
-
اتهامات أميركية لمجموعة أداني الهندية بالرشوة تفقدها 27 مليا
...
-
تونس.. توقف بطاقات -UnionPay- الصادرة عن بنك -غازبروم- الروس
...
-
مصر.. بيان رسمي حول أزمة سفينة -التغويز- وتأثيرها محليا
-
القنصل الأميركي لدى أربيل: العلاقات الأميركية العراقية توجه
...
-
قفزة مفاجئة في سعر الذهب الان.. تحديث غير متوقع
-
أزمة قطاع العقارات في إسرائيل تنعكس على القطاع المصرفي
-
دوام عمل كامل من 32 ساعة أسبوعيًا.. إنتاجية وحياة شخصية واجت
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|