أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - تعقيدات المشهد السياسي وقضايا السلام والوحدة














المزيد.....

تعقيدات المشهد السياسي وقضايا السلام والوحدة


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 23:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قد يصاب المرء "بضيق التنفس" حين يحاول إستشعار المخاطر وتصور مداها بتدقيق تحليل الراهن السياسي والإقتصادي والأمني الذي يواجه السودان ويهدد حياة المجتمع الذي يعاني أصلا من ويلات الفقر والتشرد كواحدة من أعمق الأزمات منذ أن وقع النظام تحت سيطرة التنظيم الدولي للأخوان المسلميين، فقد أخذ الإسلاميين السلطة بالقوة وأفسدوا حياة الناس برمتها وسقطوا بأمر الشعب، لكنهم تركوا بعد أن سقط النظام البائد حزم من الفساد والفقر والحروب الطاحنة مضافة للصراعات مع العالم الخارجي بدعمهم وتمويلهم للإرهاب، وتلك قضايا شائكة ومتشابكة نحاول أن نضع لها حلول جزرية تمكن البلاد من أن تعود للمسار الصحيح، ويعتبر حلم السلام الجارٍ تحقيقه بمفاوضات جوبا الحالية مدخل جيد لإعادة ترتيب السودان وتغذية الديمقراطية الوليدة بانجاح الفترة الإنتقالية وصولا لعقد مؤتمر قومي دستوري يعالج كافة مشكلات البلاد ومنها حسم جدلية الهويات وأنظمة الحكم والعلاقات الدولية وقضايا الحقوق والحريات وغيرها، لكن الآن نلاحظ تفاقم إشكالية الإستقرار السياسي والإقتصادي والتجاذبات الدائرة داخل القوى السياسية وتيارات تحاول إعادة إنتاج نسخ من أدلجة الدولة وتحويلها لآلية صراع دولي حول قضايا قد تختلف حولها المكونات السياسية وطيف واسع من المجتمع، والسودان دولة تتنوع فيها الإيدلوجيات كما تتنوع شعوبها وثقافاتها ومناخاتها الطبيعية لذلك لا بد من إعادة النظر في علاقة الإيدلوجيات والدولة ككيان محايد تجاه الجميع وإيجاد مشروع وطني جديد تلتف حوله كافة القوى الوطنية والمجتمع سيما وأن العالم مليئ بالتناقضات والصراعات الحادة وهذا يتطلب الذهاب لمؤتمر حول العلاقات الخارجية يتم فيه رسم خطوط جديدة للتعامل مع المجتمع الإقليمي والدولي، فمسألة اللقاء الذي ضم البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني ونتياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قد فتحت الباب للحديث مجددا عن إستراتيجيات بلادنا للسياسات الدولية، وجرت نقاشات مكثفة وتراشق "كلامي" بين من يتشدقون بصلاح موقف البرهان ومن ينتقدون ذلك بمبررات مختلفة، وغض النظر عن تلك التباينات فاننا نحتاج لتصويب سياسات السودان الدولية بعد معالجة الأوضاع الداخلية وهيكلة الدولة ومسح تشوهات التاريخ.

نحن في حوجة لدراسة الراهن السياسي السوداني بكل مشاكلاته المطروحة علي الساحة دون أن نتخطى الحقائق او نجنبها، ورغم تلك التهديات والمشكلات هنالك ضوء في بعض الجوانب التي جرت فيها تغيرات جيدة تحتاج لدعم ومساندة من الجميع حتى تصل نهاياتها المرجوة، ولو نظرنا للتقدم الذي حدث في عمق الحراك الثوري متجليا في الوعي الكبير وسط الجماهير بقضاياهم وحسم عدد من ملفات السلام والتوقيع علي إتفاقيات مهمة وقتها سندرك مقدار التغيير في البنية المفاهيمية ومواضع إتخاذ القرار ما سهل المفاوضات وهيئ البلاد للسلام الشامل الذي نتطلع إليه، ولكن أتباع النظام البائد الذين يسعون لتخريب مرحلة الحكم الإنتقالي رغم هزيمتهم سياسيا وفكريا إلا انهم لن يجنحوا للصمت لأنهم ما زالوا في دائرة الفساد الذي يجري التحقيق حوله ومن عاداتهم الإنتقام بسبب او بدون سبب، وسيتخذون موضوع تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية غلاف لخطاب سياسي تحريضي وسيستخدمونه في تبرير مواقفهم والمشكلات التي سيفتعلونها ضد الثورة، فالبشير خلق عداء تاريخي بينه والإسلاميين حينما إنقلب عليهم في مفاصلة مشهودة وسجن شيخهم الترابي الذي دبر إنقلاب البشير ولكنه أصبح عندهم "ورطة واقع"، وقام البشير بتهميش الجيش وتدميره لسنوات، كما قام بارتكاب إبادات جماعية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق إضافة لقتل المعتقلين السياسيين من النساء والطلاب والشباب، وعمل البشير أيضا علي دعم الإرهاب الإقليمي جامعا عدد من قادة الجماعات الإسلاموية المتطرفة تحت رعايته ودعمه، ولكن الإنقاذيين رغم ذلك سيخرجون للناس بخطاب يدافع عن البشير وتحت خطابهم ستمرر ذات الممارسات السيئة التي تهدف لإجهاض الثورة وضرب أجهزة الدولة الجديدة وتعطيل مساعي السلام ومنع إستقرار المجتمع لذلك لا بد من إنتباه كافة السودانيين لما يحاك ضد البلاد وإبطال تلك المؤامرات والإسراع في تحقيق السلام من أجل الإستقرار السياسي والإقتصادي وبث نفحات التسامح في المجتمع والإنطلاق نحو سودان جديد ديمقراطي موحد.

إن وحدة السودان تمثل الهدف الأساسي الذي يجري البحث عنه وتعتمد الوحدة علي توحيد أوسع قوى إجتماعية حول قضايا البلاد السياسية والمدنية والحقوق الإنسانية المؤسسة للمواطنة المتساوية والعدالة، ويقاس نجاح الثورة باستكمال شعاراتها التي طالب بها المجتمع السوداني بتحويلها لبرنامج عمل يومي وقانون للسودان الجديد الذي نريده، وتلك الشعارات تمثل الخارطة الأساسية للوحدة، فمن الحرية والسلام والعدالة سيخرج السودان الجديد الذي كافح السودانيات والسودانيين لتحقيقه منذ عشرات السنيين وما زالوا علي ذات الدرب مناضلين، وها نحن علي أعتاب فجر التغيير والتحرر والإنتقال السلمي من قيود حكم دكتاتوري إلي الحكم الديمقراطي، علينا أن نواصل السير في ذات الطريق حتى نجتاز الأشواك الملقاة أمامنا لنصل إلي دوح السلام، وخيرا فعل الذين ذهبوا من الحرية والتغيير لملاقاة رفاقهم من قادة الجبهة الثورية بجمهورية جنوب السودان مع إستئناف مفاوضات السلام، فاللقاء الذي تم بجوبا سيساعد الأطراف في ربط أحزمة الثقة بشكل محكم وإزالة كل ما يعيق توافق القوى الوطنية حول قضايا السلام الشامل التي تمثل أساس التغيير المنشود، وحسب ما تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام فان عملية السلام تسير بخطوات جيدة ومتقدمة بين الحكومة والحركات الثورية، ونشيد بذلك، كما أن حديث الرفيقة بثينة دينار في إذاعة أم درمان عن السلام وعمل اللجنة الثلاثية يعطي مؤشرات تبعث التفاؤل وتؤكد سريان إتفاقية وقف العدائيات وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضرريين من الحرب، والمرحلة الحالية تحتاج لحشد الجهود الرسمية والشعبية والدولية حيال السلام الشامل، وقريبا سنعبر بالسودان إلي النهضة التي يستحقها شعبنا العظيم.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صحفي
- لقاء عنتبي
- حركة الحلو - فشل في التحالفات والمفاوضات
- السلام وفسيفساء السودان الجديد
- الذكرى الأولى لثورة ديسمبر
- بيان الحركة الشعبية في الذكرى الأولى لثورة ديسمبر
- تهاني وأماني للتجمع الإتحادي
- كوليت هوبير وليوبولد سنغور - العطاء والوفاء
- قضايا السلام والديمقراطية وبناء السودان الجديد والتعليق علي ...
- ذكريات الرفيق وليام قوبيك
- المؤتمر القيادي للحركة الشعبية
- نقض مقالات عرمان وإزدراء قميص حمدوك ومعادلات تعين الولاة
- إنتصار الرفيق ياسر عرمان علي حملات التشويه الخاسرة
- وقفات مع الفيلسوف الثوري الجزائري الراحل الدكتور البشير ربوح
- وداعا صديقي -البشير ربوح- أيها الإنسان النبيل
- بيروت الثورة - زهرة بتهزم البارود
- قراءات حول: حكومة الثورة وأسئلة الساعة
- الصادق كيتو - المحارب الشجاع
- تضامني مع الشعب العراقي
- سودان السلام والحكم المدني الديمقراطي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد محمد عبدالله - تعقيدات المشهد السياسي وقضايا السلام والوحدة