أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال الربضي - ضوءان على أعتاب الفجر














المزيد.....

ضوءان على أعتاب الفجر


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 00:35
المحور: سيرة ذاتية
    


لا أقصدهما شعرا ً إنَّما نثرا ً أشبه بشعر ٍ حر لنفس حُرة تُراقب و تريد أن ترى بعين بصيرتها ما تُدركه حاسة البصر، ثم َّ تجعلُ الفكر في قالب ٍ وجداني أقرب للانسياب إلى وعي القارئ ووجدانه منه لو صاغته لغة المنطق و الفلسفة الصارمة الرصينة الباردة، فهلم معي:


الضوء الأول
--------------
لا شئ يقدر
فاكهة و عنب
و ثلاث جزرات
ثمَّ كأسٌ يحتضر
و زفرةٌ لليلةٍ طارت فيها مفرقعات في السماء
أحبها أولادُ الحي
و ابتهجوا
و من هناك على شجرة ٍ مد سنجاب رأسه
كأحمق
ثم نزل
و ركض لشجرة أخرى
و ذاب الدخان كعامود سحاب
بينما نادت أمٌّ على ولدها و خلت الساحة
و ظل العنب
و غنت ثمالةُ الكأس
"أقبل الليل يا حبيبي"
فممدت عيني و أرخيت سمعي لزفير الليل
و تبدى صوت المستحيل حقيقياً
و سألته: أنت المُنتظَر أم نهرق العمرَ لآخر؟
فلم يجب
لكنَّ ذاك السنجاب قفز مرة أخرى
و حملق كالأحمق من جديد
و عدا إلى شجرةٍ ثالثة
و غنت فيروز: "ليس ما بك لعبُ"


الضوء الثاني
--------------
ضوء يلوح
يُقبِّل الليل و يصرفُه بهدوء
ذاك ينسحبُ كمطلع قصيدة هادئة
من بيت واحد
و على ذيلِه سُمرةٌ هادئه
نسج لها ضوء الفجر شرنقة شفافة
تنسحب ُ مع ليل الفجر أحلام
و من عينين ذابلتين يصعد ضوء آخر
نحو ثبات و صعود
من هناك تطير إرادة ٌ إلى مُستقرِّها البارد
على بلاطة الألوهةِ المنحوتة ِ من خيال ِ حيواناتٍ
شكَّلها الوقت
و أهدتها الصدفة
و الإمكانات
و اجتماع الظروف
و سريانُ الوقت
بعض َعقول
و الوجدُ يحارب الإرادةَ بالوجدان
من هناك صعدت خارجة ً من الجسد حكاية
رآها طائر الريح فلم يغننني
إنّها زيفٌ و صناعة
و الغناءُ حقٌّ و صدوق
لا صدقَ مع صناعة
و لا حق َّ مع صنعة
صفرَت هكذا الريح
و هنا و من هذا الموعدِ مع الأقدارِ غير المكتوبةِ سلفاً
جلسنا
و جاءنا الفجر يطير
"ما صاح ديكي" انتهرتُه
و عندها صاح الديك
كأنَّه يكذبني بالخصوص
و من أجل أن يخزيني
كي يُجبرني على أن أعتنق َ الفجر القادم عميقا ً في بُعدِهِ الساحق ِ لطمأنينتي التي
أركنت سنينَ إلى اللاشئ
بينما مرَّ عليها الوقت كذرَّات غبارٍ في صحراء لا شيء فيها
سوى طمأنينة ُ اللاشي
و الغبار
و إذ بالسّحاب يمرُّ مثل كلِّ يوم
و يركض سنجابٌ ككلِّ الأيام
و لا يسأل عنّي سوى اللاشئ
و تُنسى كأنننننك لم تكن ***
و تشهد أنك حيٌّ و أنك حرٌّ حين تُنسى ***



---------------------------------------------
*** الذكرى الطيبة و الشكر العميق للعملاق الراحل محمود درويش، و لكلماته الخالدة التي استعرتها هنا.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء البحر
- قراءة في الحب - الوجه الآخر نابعاً من البيولوجيا.
- قراءة في العلمانية – 10 – ما بين بُنى الوعي و القرار السياسي ...
- قراءة في العلمانية – 9 – عن الطبيعة البشرية، و تشابكها مع ال ...
- عن سام نزيما و ملفيل أديلشتاين – شهادةٌ على انتصار الإنسانية ...
- بطاقة إنسانية من السِّياق الفصحي.
- قراءة في الذاكرة – الموثوقيِّة بحسب القياس العلمي.
- يا سوداء الصخرة ِ: كوني.
- انهضا – أفلا تقبِّلين.
- المُسافر لا يعود.
- قراءة في ظاهرة التحرُّش الجنسي – التعريف، السلوكيات، الأسباب ...
- بوح في جدليات – 30 – بعض خواطري – 8.
- قراءة في العلمانية – 8 – عن الطبيعة البشرية، و تشابكها مع ال ...
- بوح في جدليات – 29 – بعض خواطري - 7
- قراءة في العلمانية – 7 – عن الطبيعة البشرية، و تشابكها مع ال ...
- بوح في جدليات – 29 – ما يُوجد، مقابل َ، ما نُريد - 1
- بوح في جدليات – 28 – عشتار سيخمت.
- قراءة في العلمانية – 6 – المواطنة ك: حق، ثقافة، و محرِّك لتط ...
- نعي الحبيب جان نصار - تذكار محبَّة ٍ ووفاء!
- و الله لأشكيكم لأبوي


المزيد.....




- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر
- أوربان: الغرب خسر الحرب بالوكالة في أوكرانيا
- محللون: موقف حماس الجديد يضع نتنياهو في مأزق سياسي
- 17 قتيلا وعشرات المصابين بقصف أميركي لميناء رأس عيسى في اليم ...
- موقع -السوداني-: إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصب ...
- هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟
- Honor تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- نيبينزيا: القوات الروسية في سوريا ما تزال في مواقعها وموسكو ...
- الهلال الأحمر اليمني يعلن مقتل 17 وإصابة العشرات في قصف أمري ...
- نيبينزيا: هدنة الطاقة في أوكرانيا ليست واقعية بسبب عدم التزا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال الربضي - ضوءان على أعتاب الفجر