سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 00:34
المحور:
سيرة ذاتية
الهواء يهب منذ امس.و لم يزل مستمرا حتى الان اى وقت الصباح .و عندما يكون الجو سيئا فان افضل ما يقوم به الانسان هو ان يقرا كتابا .و امامى ثلاثة كتب اقرا بعضا من كل منها فى كل مرة .و هو اسلوب اتبعه من زمن بعيد .و عندما كنت طالبا كان الطلبة النرويجيين يفضلون ان يكون الجو سيئا خاصة فى فترة الامتحانات.لان هذا يشجعهم على الجلوس و القراءة عكس الامر لو كان الجو جميلا.
و الحقيقة انى لا اطيق جو الرياح القوية و اجد الامر مزعجا .قرات مرة حول ميثولوجيا قبائل فى امريكا الجنوبية ان العواصف تعبر عن الفوضى فى العالم .و لعلهم محقون فى ذلك .
و فى مسرحية ماكبث يصور وليم شكسبير الليلة العاصفه و الهبوب القوى للرياح التى سبقت مصرع الملك دونكان على يد القائد مكبث الذى اقنعته زوجته ان يقتل الملك دونكان و يحل مكانه .و لعل شكسبير استخدم العاصفة كاشارة الى نوع من حالة فوضى اى ان جريمة على و شك ان ترتكب .
اتذكر مرة انه كان هناك عواصف شديدة .كنت ارى من خلال النافذه الشجر يتحرك بقوة و فى اليوم التالى شاهدت فى الغابة شجركثير اقتلع بفعل العاصفة .بدا الامر كان عملاقا جاء فى الليل و اقتلعها من جذورها .
بالنسبة لى الرياح الباردة او الساخنة سيان .كلاهما مزعج .اتذكر منذ حوالى خمسة عشرة عاما كنت عائدا فى القطار من مدينة فلورانسا الايطالية الى روما .و ما ان خرجنا من القطار حتى هبت رياح حارة لا تطاق فاسرعنا الخطى الى داخل محطة القطارات .
ها هو الليل قد حل .و قد هدات الرياح قليلا و قد خلت الطريق من السابلة الا الذين يذهبون كل مساء فى نزهة مع كلابهم .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟