أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - مزالق الديموقراطية المرتهنة














المزيد.....


مزالق الديموقراطية المرتهنة


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 09:32
المحور: المجتمع المدني
    


لا مهرب لأحد من الديموقراطية واستحقاقاتها , وبفعلها تنوعت مسارب الهروب كل على مزاجيته .
وبالتوقف عند هذه المسارب وحصرها نكون أمام حالة فريدة من نوعها , غريبة في طبعها , فجميع قيم الديموقراطية مرهونة بتلك المسارب والمولدة لا نزلاقات حادة تحصر الديموقراطية في رهانات المستقبل وتصوراته الخاسرة , المبنية على جملة المطبات والمغالطات العائدة لعقلية دوغمائية زائفة أخضعت الديموقراطية لحقائقها المطلقة ولسلوكها التصوري الفردي .
وإذا ما نظرنا إلى حال الديموقراطية في مجتمعاتنا العربية من زاوية تعثر سيرها , لوجب علينا النظر أولا إلى حصر المزا لق وسد المسارب المؤدية إلى تعطل الديموقراطية في كل مرة وفتحها أمام الساعين لتفعيلها .
وعليه , فإن انطواء العملية السياسية على ذاتها لغياب الأطراف المشاركة فيها والمشكلة لها من مختلف القوى والتيارات السياسية التي جرى نفيها نفيا رغبويا من قبل تيارات راهنت على كلاسيكيتها المسعفة لظروف العصر وابتلاءاته , هذه الكلاسيكية أدخلت الديموقراطية في غياهب المجهول وأصابتها في الصميم , بعد أن تغنت بها ووعدت بتحقيقها .
فكرة الثلج التي بنتها بدأت بالذوبان وبدأت تتضح معالمها بوضوح العدو ( إسرائيل) الذي رهنت الديموقراطية لأجل الصراع معه .
فمن طبيعة الصراع بين أي خصمين إيجاد حالة من التوازن في قدرات كل طرف , ولعل المزلق الخطر إذا ما تفوق أحد الطرفين على الآخر ديموقراطيا .
فليست إسرائيل ديموقراطية بالجوهر وإنما قد تكون بالشكل على حساب الفلسطينيين فقط , لأن من أساسيات الديموقراطية انتفاء التفرقة والتمييز , فالإسرائيليون أنفسهم يعانون التمييز في ما بينهم , التمييز بين الشرقيين ( السفا رديم) من جهة والغربيين (الاشكناز) من جهة أخرى .
إن الحديث عن الصراع اليوم هو صراع على الديموقراطية بالدرجة الأولى , فالفوز الديموقراطي الذي أحرزته حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة شكل هاجسا حقيقيا أرق الإسرائيليين الذين لم يكونوا يتوقعونه قط , هذا على المستوى المحلي , فماذا سيحل بالإسرائيليين على المستوى الإقليمي المحيط إذا ما تحققت الديموقراطية ؟ وما تنادي به الإدارة الأميركية بدمقرطة الشرق الأوسط أصبح مكشوفا تحت مصالح كبرى ولن تسمح إسرائيل
بتمريرها دون موافقتها .
وبالانتقال إلى رهان الوحدة الوطنية وتعزيز أهدافها المتمثلة بتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة , فلا شك أن نمو الروح الوطنية لا ينفصل عن الديموقراطية طالما أنها تحتضن الجميع بعدالة ومساواة وحرية جامعة .
غير أن طغيان النزعة الفردية في اتخاذ القرارات الحاسمة التي يتوقف عليها مصير الوطن , أدى إلى تمزيق الوحدة الوطنية إلى أشلاء كل واحد فيها يتغدى ويستقوي من وعلى غيره , هذا الاستقواء أدى إلى اندثار العدالة الاجتماعية ووسع الهوة بين كل الفئات الوطنية وادخلها في قسمة الطبقات الغية المستفردة والفقيرة المهمشة , ما يعيد الديموقراطية إلى عهودها الإغريقية ويحولها من ديموقراطية الأكثرية إلى ديموقراطية الأقلية المدموغة بطابع إيديولوجي ضيق لا يعطي الحق لأحد أن يجتهد ويسلم بمعطيات جديدة , فانزلاق الديموقراطية في سراديب الإيديولوجيا أشدها وقعا وخطورة , فالإيديولوجيات العربية طبعت نفسها بطابع شمولي قائم على وقائع لا تقبل الجدل , وسلحت نفسها بمفاهيم معينة لا تقبل الإثراء ولا الاختلاف الواسع لاعتقادها أن ما هو موجود باق بصورة نهائية أزلية لا يجوز المساس به , وهنا تقترب بإيديولوجيتها إلى مستوى التربيب كمسرب ناجع من مسارب الهروب البائسة.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا:الخطاب الديني المتقلب
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- بالفيديو..شرطة الإحتلال تقمع مظاهرة في القدس تطالب بصفقة تبا ...
- إصابات واعتقالات في الضفة الغربية
- ترامب: علينا الخوف من المهاجرين وتجار المخدرات وليس من بوتين ...
- شتائم وإهانات في معركة كلامية حادة باجتماع أمني إسرائيلي في ...
- -حماس-: إسرائيل لن تحصل على الأسرى إلا بصفقة تبادل
- الكويت.. الحكم بإعدام مواطن ارتكب جريمة شنعاء بحق جدته
- نزوح 90% من مخيم جنين والاحتلال يواصل اقتحاماته واعتقالاته ب ...
- الاحتلال يقتل 4 مواطنين، بينهم طفلان وامرأة، ويغلق معابر غزة ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى استئناف فوري لدخول المساعدات إلى غزة ...
- اعتقال إسرائيلي بتهمة التجسس وتنفيذ مهمات لصالح الاستخبارات ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - مزالق الديموقراطية المرتهنة