|
وفاءاً لما نراه ونتحسس منه وله!
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 11:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
علمتنا الحياة الأجتماعية والسياسية والمعاناة المرادفة لنا في ظروف شبه قاهرة، نتعامل مع الحدث بموضوعية تامة وفق رؤيتنا الخاصة بقدراتنا الذاتية وبما يحيط بنا من مستجدات على الأرض، من دون القفز على الواقع المرير المرادف للحالة التي نعيش فيها وعليها عاجلاً أم آجلاً، معلوماتية كانت أم تحليلية صرفة، تنجو في الأفق بموجب قدرات وأمكانيات شخصية بحتة، أو بدعم ومساندة المقربين أو المحيطين لنا. فلم يكن هناك بشر ما، خارج النقد، مهما كانت منزلته ومكانته الدينية والدنيوية، كون الناس جميعاً معرضون للخطأ، والأخطاء تمارس من قبل الجميع ينجو منها ويتخطاها بفعل تفكيري مشخص لا غبار عليه، بتفاعله بحكمة وحنكة للتغلب على ما هو مستجد في الساحة الآنية والمستقبلية. كلنا نخطأ هنا ونصيب هناك كبشر قابل للخطأ قبل الصواب، ومن أجل تعديل مسار الخطأ علينا أن نستجيب للنقد الصادر من العدو قبل الصديق، فلا يوجد كائن من يكون خارج الخطأ والنقد في آن واحد، والأخير (النقد) هو الطريق الموجه والصائب في تجديد الخطأ وتجاوزه بتعقل موضوعي، وفي غياب النقد ليس هناك أي تطور وتقدم للحياة مطلقاً. نحن بشر لنا أخطائنا عند تنفيذ عملنا التي لابد منها، كونه خارج الحكمة والدراية الفكرية، فبدون عمل معين ليس هناك خطأ يصدر من هنا وهناك قط، فبالعمل هناك خطأ وعلينا تجاوزه قدر الأمكان بأية وسيطة وطريقة كانت. فغبطة البطرك ليس معصوماً عن الخطأ، فله ما له وعليه ما عليه من أخطاء وتناقضات حاله كحال بقية الناس، بمن فيهم زملائه من المطارنة والأكليروس وعامة الناس، ولكن كلما زادت رتبة وموقع الأنسان علواً يكون كالمرآة التي يمكن رؤيتها بعناية ودقة كاملتين. لذا فالنقد مطلوب ومهم ولابد منه، وبدونه ليس هناك أي تطور أو تقدم أو تعديل المسار الشخصي والعام، فخارج النقد هو الله المثالي وحده في المنظومة الروحية المثالية الخاصة به. فقبل أيام خرج علينا غبطته كي يؤسس حزب سياسي مسيحي خاص أو خلية أزمة سياسية مسيحية. الرابط أدناه: http://saint-adday.com/?p=35781 بأعتقادنا الشخصي أن هذا منافي لكيانه الديني الكنسي، كان الأولى أن يدعو الى توحيد العمل القومي الكلداني السياسي وفق رؤية مستقبلية عراقية خالصة. وهو الأولى بالمهام بعيداً عن الأحزاب الطائفية الدينية الفاشلة التي قدمت التأخر والقتل والدمار للعراق، وشعبنا المسيحي جزءاً منه، وشعبنا وكنيستنا عانيا المزيد من القتل والدمار والهجر والتهجير القسري العنفي بمختلف الأنواع والأشكال، لا مجال للتطرق اليها وهي معلومة المعالم تاريخياً أنسانياً منذ نشأة الكنيسة ولحد الآن. في الوقت نفسه العراق يغلي حراكاً دموياً بين قطبي معادلة غير غير منصفة ولا متساوية المعالم، الأول يملك العنف والقوة والسلطة والمال والسلاح وووالخ..والثاني مع السلام والسلم والمحبة والعدالة الأجتماعية، وثورته التغيير الشامل في نبذ القديم المتاخلف الفاسد، عبوراً للحياة الجديدة المتغيرة، في نبذهم للطائفية المقيتة، التي مارستها وتمارسها السلطة العراقية الدموية الفاسدة بأمتياز منذ 2003، بالضد من الشبية العراقية الثائرة المضحية، بكل ما تملك وهي لا تملك شيئاً بأستثناء أجسادهم، التي نذروها قرباناً للحياة وللوطن(نريد وطن)، بعيداً من الأستبداد وحفاظاً على الأستقلال الوطني المنهار. ومرة ثانية يخرج علينا غبطة البطرك طالباً بدولة مدنية ديمقراطية يتساوى بها الجميع في الحقوق والواجبات، وهذا موقف محترم ومطلوب نكن له كل الأحترام والتقدير.... فأين يسير شعبه من هذين الموقفين المتناقضين؟؟ يا ترى؟؟!! الرابط أدناه: https://saint-adday.com/?p=36242 بأعتقادي الشخصي، على غبطته أن يستشير أناس لهم باع طويل في العلوم الأجتماعية والسياسية، مالكي الخبرات الواضحة والدقيقة بغض النظر عن الشهادة التي في كثير من الأحيان لا تؤدي بالغرض المطلوب ، كون تلك الشهادة خارجة من هذين الأختصاصين، و مزيد من الأختصاصات المتنوعة لقلة الأخطاء التي ترادفه. لربما هناك من قليلي الخبرة الحياتية والفكرية والكتابية يتصورون.. بأننا حينما نمارس النقد لشخصيته المحترمة، ينعتوننا، نرتكب أثمناً بالضد منه، وهذا مسار بتار لا خير فيه، ولا يقدم خطوة واحدة للأمام والعكس هو الصحيح.. وهذا الخطأ القاتل بعدم الأرتياح من النقد، هو صادر من قبل أناس عاطفيين دينياً أو متشبثين بالدين زوراً وبهتاناً من الناحية العملية، وهم يقدمون ضرراً ما بعده ضرراً لغبطته وأي أنسان يماس النقد بالضد من تصرفاته التي لا يراها هو قط، بل الذي يراها هو المفكر والمتتبع بحرص على المقابل، بما فيه غبطته بالذات، الذي نعتز به وبوجوده بأعتباره قائد كنسي ديني له مهامه الروحية السائرة وفق تعاليم معلمنا الرب يسوع المسيح، لنبعده عن خوضه وممارساته للمسائل الأخرى خارجة عن مسيرته وأختصاصاته الروحية وخصوصاً السياسة منها على وجه التحديد، بغض النظر من حرصه المتزايد على شعبه، ولكن للظروف والمواقف والآلية أحكام. لا يمكننا التجني عنها أو التخطي منها..
منصور عجمايا 15-شباط-2020
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وجهة نظر قومية مختصرة!
-
الثورة العراقية التشرينية تنتصر بثقافتها وعلميتها!
-
المرأة والرجل الى أين؟
-
الثورة التشرينية باتت قريبة جداً!
-
العملية السياسية في طريقها للمقبرة!
-
ثورة الشعب العراقي ستنتصر لا محالة!
-
كلمتي في الوقفة التضامنية لشعبنا العراقي في ملبورن، داعمين ث
...
-
بأختصار شديد هذا ما يرده الشعب!
-
ثورة تكتك!
-
الجيل العراقي الجديد
-
كلمتنا الأرتجالية في وقفتنا التضامنية مع العراق!!
-
الطريق السليم لمعالجة الوضع العراقي الراهن!
-
من أنا!
-
عيد الأب!
-
أطل بزغك يا صوريا!
-
كلمة الأتحاد الكلداني الأسترالي بمناسبة اليوبيل الذهبي لصوري
...
-
الذكرى السادسة والخمسون لأستشهاد المناضل البطل كوريال قينيثا
...
-
رحلتي والعائلة للعراق المحتل!!
-
الأول من أيار عيد العمال العالمي
-
الزميل بهنام جبو كما عرفناه!!
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|