أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ














المزيد.....

المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 09:32
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قرأت قبل أيام مقالة للمندائي العراقي المغترب الفنان موسى الخميسي المشرف على الموقع الالكتروني للجمعيات المندائية في المهجر يتحدث فيها عن جزء من قلق أبناء الطائفة المندائية إزاء بعض مايتهددهم مما يجري في دوامة العنف اليومي في بغداد التي نتمنى أن تستعيد هدئت ليلها في ظل تشكيل حكومة عراقية وطنية جديدة .
ولا أريد أن أعقب على هاجس قلق الخميسي لأنه لم يبث هذا الشعور للمرة الأولى . فكلما تتعرض عائلة مندائية لرسالة تهديد أو أذى يُذكر الخميسي أولياء الأمر أن المندائيين جزء مهم من لحمة الوطن العراقي وإنهم ظلوا عبر أزلهم العريق أوفاء لغرين المحبة المتكون من سير أزل الفراتين وساهموا مساهمة جادة وفعالة في صنع الحضارة العراقية حتى قبل البعثة الإبراهيمية المباركة والى اليوم .
ولأني لست مندائيا . ولكني الفت العيش الطيب مع أولئك العراقيين النجباء وعرفت فيهم خصال لاتعد ولاتحصى من الوطنية والعلم والمعاشرة والأخلاق . وهم قوم نقل عنهم الوالي العثماني في البصرة إلى الباب العالي قوله (( وجدتهم قوما لافكر لهم سوى مدى السماء ويتشرفون بالماء طهارتهم وبعاشرون الناس الذين يعيشون معهم من مسلمين وملل أخرى بهدوء وكياسة ولهم مطالب لاتتعدى سوى أراضي يهدءون عندها ويمارسون مهنة ماتعلموه منذ الأزل . وهم صاغه وحدادين مهرة وشيوخهم تعلمُ في الغيب كثيرا ويجزمون على إنهم موحدين ولديهم كتبا تعود إلى ابد بعيد ولقد وعدتهم بما يطلبون لأني رأيت فيهم قوما صالحين ) ..
هذه الشاهدة في حق عراقية وأزل المندائية ليست الأولى ولكنها تذكير بأن هذه الطائفة هي في لب اللحمة العراقية وإذا أريد أن يؤشر للعرق الرافديني بتاريخية وجوده فيقف المندائيون جنبا إلى جنب مع العرب والآثوريين والأيزيديين وبقية الأطياف التي تتمتد جذورها إلى ما تخيله ديوارانت بقوله : إن ساكني هذه البلاد يختلفون عن الإغريق بان لهم وعي الطين . والديانات تقول من الطين خلق البشر والبشر عقل.
وحتما كان المندائيون في قلب مشهد ذلك الأزل ويذكرون إنهم كما جاء في كتبهم المقدسة ذات النظرة التوحيدية السماوية إنهم من صلب نوح وقبله وإنهم يمتلكون ما هو تأكيدا على إنهم من ظهرانية آدم ع في القربى والمواصلة وان كنا جميعا منه ( ع ) ولكنهم يقصدون في ذلك إنهم حافظوا على نقاء السلالة وثقافتها وديموتتها منذ ذلك العهد .
أذن إزاء هكذا ظاهرة وجودية فريدة للمجتمع العراقي علينا أن نفكر كيف نمنح لها الأمان لتعيش وهي الطائفة التي ظلت عبر كل ماحصل لها من سوء فهم وفية للعراق أولا . تمنح الشهداء والعلماء وتعجن بالحلم رغبات فقراءها ومثقفيها وبسطائها فكانت من الطوائف التي ساهمت مساهمة جادة في صنع دولة العراق الحديث وتشرفت أن يكون احد أبناءها رئيسا لجامعة بغداد هو الدكتور العالم عبد الجبار عبد الله . فيما تشرفت بعض شخصياتها أن تنال سمعة عالمية وأوسمة شرف كما حصل مع الداعية الإنسانية أنباء فرحان جاوي بحصولها على وسام الشرف من قبل الملكة البريطانية لحرصها على رعاية المهاجرين الأجانب وتقديم العون والمشورة لهم وكذلك تكريم العالم العراقي الفيزياوي المندائي عبد العظيم السبتي بجعل احد الكواكب السماوية التي اكتشفها تحمل اسمه .
لهذا حتى في رؤى الفقه الإسلامي حظيت هذه الطائفة بالاحترام والتقدير والعناية وكتاب الدكتور رشيد الخيون الموسوم ( المندائيون في الفقه والتأريخ الإسلاميين ) والصادر عن إتحاد الجمعيات المندائية في المهجر يكشف مودة هذه العلاقة وعراقتها وقد سير الكاتب رؤاه على تفسير الفقهاء لوجود الديانة المندائية ومنهم آية الله علي الخامنئي الذي توصل في دراسته عن هذه الطائفة إنها طائفة موحدة إذ بني معظم الفقهاء والدارسين رؤاهم على منطوق الآية القرآنية الكريمة (( إن الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ومن امن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا يحزنون ) ..
هذه المشاعر كلها بأزليتها ووطنيتها واحترام الديانات التوحيدية لها أضعها على طاولة الحكومة العراقية المؤقرة فبعد أن حرمت الآلية الدستورية المندائية من أن يكون لها صوتا برلمانيا فعالاً في مجلس النواب فعلى الحكومة أن تكون صوت الأقلية وممثلها ومنها المندائية وتدافع عن وجودها وأمنها إزاء كل التهديدات التي تصل إلى العوائل المندائية عبر المسجات والأوراق والمكالمات الهاتفية حيث يسكنون في بغداد المحروسة واغلبهم يتجمعون في حي العامل وغيرها من مناطق بغداد .
وعرفنا إن بعض العوائل التي لم يسمح لها قدر الهجرة إلى خارج العراق بدأت تنزح إلى الجنوب حيث الأمان كبيرا وحيث يدرك المندائيون إن لهم مع الجنوب ألفة العيش والمودة الأبدية لان جذرهم الأصيل هناك .
لهذا ادعوا الجهات المختصة إلى تشكيل لجنة متابعة تنسق مع المندي العام في بغداد لمتابعة وردع كل مضايقة يتعرض لها أبناء هذه الطائفة لتشعر الدولة كل العراقيين إنهم موحدين في نظرة الأمن الوطني وان العراقي أي كان مكانه وطائفته هو من حصتها وضمن مسؤوليتها للحفاظ على أمنه وحياته .

3 حزيران 2006



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقراط وغبار أجفانكِ
- وزارة التربية..وحلم مدرسة في قضاء الجبايش
- موسم الهجرة إلى الموت
- حفلة تخرج تركية..حفلة تخرج عراقية
- دهشة ولها قدمين
- أغنية شعبية لأنوثة القطة البيضاء .
- إيروتيكيا لليلة في المطار...
- موسيقى مندائية. الماء كيتار،والسمكة كونترباص..وأنتِ لحظة الإ ...
- ثوب، به عطر. وعطر، به قبلة، وقبلة ، بها سعادة مفلس
- جفن الوردة أجمل مظلة مطر ، ودمعة أمي مآذنه
- الجنوب والشعراء ونساء خلق الله أجسادهن من الكعك
- حوار مع التشكيلية والكاتبة العراقية أمل بورتر
- في عينيك المندائيتين ..عطر برتقالة وقميص نوم سلمى الحايك
- عشتار ..فقط . أو لنسمي القصيدة قلب سهام
- كمال سبتي .. موت نقار الكلمات السومري
- الطين ..ذاكرة النهر والملك ودمعة الشاعر
- كوتا ..لعمري الذي غرق كما تايتانك في قاع الرغيف
- لماذا المرأة والوردة في غرفة واحدة ، فيما نابليون يجمع العطا ...
- ظلُ الشمسْ في الكأسْ ، وظلُ أجفانكِ في ريشةِِ دافنشيْ
- بعد كل هذا ..تطبعين على خدي سمكة وتمضين


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ