أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - الفرحة التي يبدو أنها لن تتم














المزيد.....

الفرحة التي يبدو أنها لن تتم


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 453 - 2003 / 4 / 12 - 06:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تبدو فرحة الشعب العراقي العارمة بانهيار النظام السابق محاصرة بالعديد من العوامل المحبطة والمثبطة . من أهم هذه العوامل ، غياب الأمن وانفلات الأوضاع تحت سمع ونظر القوات المتحالفة المحتلة ، ما أدى ، كنتيجة أولية ، إلى فقدان الشعب العراقي واحدا من أبنائه ، وهو الفقيد السيد عبد المجيد الخوئي ، الذي كان يمكن أن يلعب دورا فاعلا في التخفيف من معاناة هذا الشعب المنهك بالاستبداد والحروب والحصار الطويل ، بما عرف عن الفقيد من نشاط اجتماعي وخدمي دؤوب ، وعقلية مؤسسية خلاقة .
والغريب ، أن قوات التحالف لا تفعل شيئا لضبط الأوضاع المنفلتة ، متذرعة بأنها كلفت بواجب إسقاط النظام وقد فعلت ذلك ، أما استتباب الأمن والاستقرار فهو واجب العراقيين ، الذين يجب أن يعيدوا بناء مجتمعهم وأنفسهم ، للحيلولة دون حدوث أعمال شبيهة لأعمال السلب والنهب والتخريب الحاصل لمؤسسات ومصالح الدولة العراقية في مختلف المدن في الشمال والجنوب . وسبب الاستغراب ، أن هذه القوات لا تسمح للمعارضين العراقيين والنخبة المتمدنة العراقية بدخول البلاد ،  لتوجيه المجتمع العراقي الوجهة الحضارية الصحيحة ، عبر وسائل إعلام كان يجب بحكم الضرورة الواقعية الملحة أن تنشأ منذ سقوط النظام البائد بل منذ البوادر الأولى لانهياره .
ربما كان مفهوما لمن يعيش في الغرب أن يسمع تبريرات قوات التحالف بأنها قوات عسكرية تنفذ الأوامر ولا تتدخل في السياسة ، لكن هذا التبرير لا ينفع في العراق الخارج توا من جحيم النظام الشمولي . فقد انفلتت غرائز قطاعات واسعة من أبناء الشعب الجياع والمقموعين والحاقدين على كل ما يمت للنظام السابق الذي نكل بهم أبشع تنكيل وقتل أبناءهم وإخوانهم وأقاربهم واعتدى على أعراضهم وانتهك حرماتهم ، والحقيقة أنه لا يمكن لأحد أن يلوم هذا الشعب المضطهد على أي تعبير عن الشعور بالحرية ولو المنفلتة يصدر عنه ، لكن المطلوب بإلحاح ممن يمتلك بمفرده القدرة على الردع ، وهو هنا قوات التحالف ، أن يتعامل بمرونة مع الوضع تتجاوز حرفية الأوامر والمسلكيات المعتادة في البلدان المتحضرة ، التي لا يتدخل فيها الجندي في ما يدخل في شؤون وواجبات الشرطي وموظف الحكومة . فنحن هنا إزاء فراغ في السلطة ، وقوات التحالف موظفة وفق القوانين الدولية كقوات احتلال بضبط النظام ، بموازاة إتاحة الفرصة لتحالف قوى المعارضة وحتى للمعارضين المستقلين المتمدنين بالتوفر على وسائل إعلام فاعلة توجه الناس توجيها صحيحا ، وكذلك لملء الفراغ الحكومي تدريجيا .
إن هناك العديد من القضايا التي ظلت معلقة بعد يومين من انهيار نظام صدام . الجموع الهائجة آخذة بإحراق المؤسسات الحكومية والوثائق والمستندات الهامة التي نحتاجها كشعب لإعادة بناء حياتنا والبحث عن مئات الآلاف من المسجونين والمعتقلين السياسيين والمحتجزين والمرتهنين من العراقيين ومن أشقائهم الكويتيين . وهناك المئات أو الآلاف من السجون تحت الأرض التي قد تكون تضم مئات الآلاف من أبنائنا وإخواننا وأخواتنا ، مما لا نعرف عنهم وعن هذه السجون وخرائطها شيئا . فعند من نشتكي ، ومن نشكو . لقد تحول شعبنا إلى غوغاء ونحن ممنوعون من توجيهه ، ومكبلون …
أدعو بإلحاح ساسة الدولتين المتحالفتين إلى فتح عيونهم على خطورة الموقف ، فإذا كانوا يستهدفون إعادة ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط ، فليس هذا هو السبيل ، إذ ستتحرك جموع الغوغاء في كل البلدان ، حتى إسرائيل العزيزة على قلوبكم ، لإحراق كل شيء .. كل شيء .. ولا تنسوا أن الغضب كامن في كل النفوس ، تذكروا أحداث الشغب في لوس أنجليس و سياتل وليفربول ستريت وغيرها …
أرجو أن يعي الجميع خطورة الموقف …



#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبائل العربية تطلق رصاصة الرحمة على عروبة العراق !
- الهم الأول : إعادة بناء شخصية العراقي
- إهانة العراقيين قنبلة موقوتة .. يا تحالف
- بلبل بغداد .. بشير يوم الخلاص
- أول أيام الحرب : الإعلام في خدمة صدام !
- بس ظلوا الماعدهم عشيرة …
- مواكب عرس بني وهاب في صبيحة الدم !
- كلمة حق إماراتية يراد بها باطل !
- ثانية .. العربية بائسة !
- تنكيت في زمن التبكيت !
- بؤس العربية …!
- مبارك نموذجا مقترحا لقيادة عراقية مستقبلية !
- حتى لو تظاهر مليار نسمة .. فلن ينفعونا قلامة ظفر !
- الرأي قبل شجاعة الشجعان .. لكن الاسم المستعار يسفهه !
- الشعرة وعيد الميلاد !
- أنى للزاهد العارف أن يكون مجرما !
- سوء فهم سيكلف الشاب حياته ولن يجدي صراخنا نفعا
- من فضلكم ، ئدوا الكلمة التي دمرت العالم !
- الحلول الخيالية بضاعة - البطرانين - !
- ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ المستعصم وصدام .. مصير واحد وتهم ج ...


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - الفرحة التي يبدو أنها لن تتم