أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه ٢














المزيد.....

شذرات في الشخصيه العراقيه ٢


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 14 - 15:30
المحور: المجتمع المدني
    


أستكمالاً للمقال السابق الذي تناولت فيه الشخصيه العراقيه وما طرأ عليها من تحولات وتغيرات في طبيعتها النفسيه والقيميه لأسباب ذكرناها في مقالنا الأول والذي وصلنا فيه الى التفاف الشخصيه العراقيه على نفسها وأنكفاءها على ذاتها ،وذكرنا أن تضخم ألانا وأستشراء القيم الماديه،بالاضافه الى فساد السلطه ،ونهب ثروة البلد من قبل بعض السياسين ،قاد ذلك الى الشعور بالخوف من المستقبل المجهول،هذا الخوف على النفس والعائله جعل الفرد لا يفكر الا في ذاتيته في محاوله لحمايتها من شر ينتظره ،مما اصابه شيء من الفزع الشديد.في مثل هكذا ظروف يصاب المرء بحاله من الشك ازاء المجتمع ،مما يحاول الى تشكيل وسائل دفاعيه لحماية نفسه من محيط معادي ،وفي اقل الأحوال لا يكن له الخير.طبعاً في هكذا ظروف ينقسم الأفراد الى عدة أصناف في محاوله منهم لدفع ضرر متوقع ،منها على سبيل المثال استعمال طريق الخدع والمراوغه والاحتيال للكسب السريع،وهذا ما نلمسه وبشكل كبير في الواقع ،وخير دليل هو ما تغص فيه المحاكم وما ترفع فيها من قضايا النصب والاحتيال ،حتى بين أقرب الاقارب،كما اتجه البعض الى السرقات واستخدام طرق القتل المختلفه بل وبأبشعها مقابل الحصول على المال ،حتى ان قتل النفس المحترمه أصبح لأبسط الامور وأتفهها ،وهذا مؤشر خطر على أنتشار الجريمه في المجتمع ،وهذا ما سبب هلعاً كبيراً أقلق الجميع وأنتابهم الرعب منه .هذا الجو يترك آثاراً نفسيه سيئه على الفرد والمجتمع معاً.طبعاً في ظل هكذا ظروف تتعمق فيها مشاعر ألانا ،في المقابل تتراجع فيها مظاهر التعاون والتضامن والتكافل الاجتماعي،حتى يصبح الإحسان شيء لا يذكر ،وهذا ما نلمسه من مشاعر الندم والحسره على مايسموه بالزمن الجميل،في حين ليس هناك زمناً جميلاً في العراق ،لانه بلد الحروب والدكتاتوريات ،ولكن هو بالحقيقه حسره على زمن كان الناس ترحم بعضها وتتضامن مع بعضها ،وتساعد بعضها ،ولم يسمع أحد سابقاً في العراق أن أحداً هلك جوعاً،وكان هناك شيء يقترب من وصف الحديث النبوي لهم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد أذا أشتكى منه عضواً ،تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)،هذا التراحم الاجتماعي أستبدل بالتزاحم والتصارع ،و بالشقاق والنفاق،وهناك توجه آخر هو الانعزال من المجتمع وفك كل أرتباط فيه كردة فعل لما يلقاه من صدود وجفاء وخشونة الطبع الاجتماعي وغياب الأمان .هذا اللون من ردود الأفعال تشكل خطوره لا يستهان بها ،الا وهي فقدان حالة التواصل التي تؤدي الى غياب التعاون والتضامن أزاء كل خطر داهم يتعرض له البلد من أعتداء خارجي ،وتسود حاله من اللامبالاة وتسود مشاعر (أنا ومن بعدي الطوفان)،حيث يتحول المجتمع الى جزر متباعده لا يربطها رابط ،فيسهل على كل طامع ان يخترقها ويهدد كيان الوطن لان ليس هناك من يستجيب لها النداء بسبب هذه العزله بين الناس وعدم تواصلهم،لان عدم التواصل من أعراضه هو عدم التفاهم ،وعدم التفاهم يؤدي بلا شك الى عدم الاتفاق ،وعدم الاتفاق لا يحقق أي أنجاز ،وهذه حاله خطره ،وتشكل أحد أهم مسببات عدم الانسجام المجتمعي ،والذي هو بدوره أحد أقوى مسببات الانقسام والتشظي للوطن.كما هناك توجه ثالث كنتيجة لمشاعر ألانا ،وهو من اخطرها وأسرعها نتيجه على المجتمع والوطن معاً الا وهو فقدان الهويه الوطنيه وسقوط قيم الشرف الوطني حيث يستزيغ الإنسان خيانة الوطن مقابل المال السياسي والانخراط في أجنده معاديه لوطنه حتى يصبح كل شيء يباع ويشترى في روما كما يقال ،وللأسف ان هذا ألداء قد أصاب الكثير من العراقيين وما نشاهده من استباحه لكرامة المواطن وسيادة الوطن الا مظهراً من المظاهر المألوفه،حتى كاد لا يستحي منها البعض ،بل ويتبجح بها ،وهناك الكثير من الشخصيات والأحزاب من تتبارى في خيانتها للوطن وعملها التآمري مع المحتل بدون خجل ولا حياء.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات في تحولات الشخصيه العراقيه ١
- الأقليم بين الأستقلال والأستغلال
- رب ضاره نافعه
- لماذا لا تكون لهم حميه كحمية فرنسيس بيكون؟
- هل تحولت المظاهرات من السلميه الى السلبيه
- السعوديه والإمارات اليد المروانيه
- خطرات من وقع الحوادث
- الكتله التاريخيه والمشروع العراقي
- عدوى الرأي
- رساله أيرانيه على جناح يمني
- العراقي والوسطيه
- لماذا يضرب الحشد
- جدلية القياده والأمه
- الأنفصال الذي يدعم وحدتنا
- نظريات أختنقت في غير فضاءها
- (على حافة الهاويه)
- جذور الدكتاتوريه في العالم العربي
- ليس هناك مجدآ
- أنتظار بطل
- الهروب من الحريه


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه ٢