صالح اهضير
الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 14 - 15:30
المحور:
المجتمع المدني
لماذا نحتفل بعيد الحب هذا الجمعة، مثل كل عام..؟ فهو احتفال كبير للعشاق بالنسبة للبعض ، وهو حدث تجاري بالنسبة للآخرين . إن عيد الحب ليس له بالضبط أصل واحد، وقد يكون نتيجة لعوامل تاريخية ورمزية مختلفة.
ويشير تلفزيون )ب.ف.م( الفرنسي ، إلى أن أصول عيد الحب يمكن أن تعود إلى الطقوس "اللوبكرالية" ، في العصور القديمة الرومانية. تم تكريسها للإله "لوبركس" ، الذي يُطلق عليه أيضًا اسم "فونيس" أو "بان" لدى الإغريق ، إله مع قرون الغابة والسهول والحقول؛ ويتم الاحتفال بهذه الأيام في نهاية العام الروماني ، في 13 و 14 و 15 فبراير.
ويقوم الرجال، من خلال هذه الطقوس، بملاحقة النساء من أجل ضربهن بجلد الماعز الذي يضمن لهن الخصوبة. وبعد سنوات قليلة من سقوط الإمبراطورية الرومانية ، تم استبدال طقوس الوثنية بعطلة مسيحية ، مكرسة للحب والخصوبة..عيد الحب.
شهيد عيد الحب
يمكن تفسير أصل الظاهرة من خلال قصة " فالنتين دي تيرني" ، الكاهن المسيحي ضحية الإمبراطور " كلود" الثاني. وفقًا للأسطورة ، قرر الإمبراطور حظر الزواج من أجل المزيد من الرجال ،وحتى لا ينشغل الشباب من جيشه بالزواج.. ومن ثمة، هاجم " فالنتين دي تيرني" ، القديس " فالنتين" ، بعد أن علم أنه يعمد إلى تزويج المسيحيين . فاعتقله في السجن .. وشاءت الصدف أن يلتقي ابنة سجّانه ، وهي فتاة عمياء منذ الولادة تدعى " جوليا ". وأثناء أسره ، ربط الكاهن علاقات حب عاطفية مع "جوليا" التي طالبته ، بسبب عميها ، بوصف العالم لها.
وعمدا معاً بعد ذلك إلى تطوير علاقات رومانسية بينهما ، وكان يجلبان الطعام ويوفران الراحة للسجين ، ويصفان العالم بحماس إلى من لا يستطيع رؤيته. وكانت معجزة عيد الحب ، أن استعادت " جوليا " بصرها في النهاية، وقرأت خطابًا موجهًا من قِبل عشيقها الموقّع بـ : "عيد الحب".
قام الإمبراطور الغاضب بعد ذلك بإعدام الكاهن ، حيث تعرض للضرب المبرح وقطع رأسه في 14 فبراير 269. عندما يتعلق الأمر بجعل الناس ينسون "فاحشة لوبركاليان" بعد قرنين من الزمان ، كان الحب العفيف لعيد الحب بمثابة دليل. وقد تم تصنيف "فالنتين دي تيرني" لاحقًا عام 1496 في مرتبة القديسين.
عيد الحب الانجليزي
لإيجاد أصل تاريخي مثبت لعيد الحب، سيكون من الضروري الانتظار حتى القرن الرابع عشر. فقد احتفلت بريطانيا الكاثوليكية في ذلك الوقت - بعد اقتناعها بأن الطيور اختارت 14 فبراير لتزاوجها - بعيد العشاق في ذلك اليوم. وسيعتمد الشاعر الفارس "أوطو دي غريندسون" على التقليد لإطلاق العنان للكلمات اللطيفة التي وجهها إلى حبيبته في 14 فبراير، والتي سيتم تبنيها بعد ذلك في فرنسا في بلاط " تشارلز" في أورليانز. وسيبقى العالم " الأنجلوسكسوني" مرتبطًا بتقاليد عيد الحب التي ستستحوذ على العالم منذ القرن التاسع عشر، وستصبح ظاهرة تجارية التي نعرفها اليوم فصاعدًا.
#صالح_اهضير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟