فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 14:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأزمة المزمنة بين الشعب والدولة ليست وليدة اليوم وإنما هي قديمة تمتد إلى تكوين الدولة العراقية عام / 1921 وإذا تجاوزنا تلك العقود من السنين ونحددها بالفترة المحصورة ما بعد عام / 2003 وإلى يومنا هذا عام / 2020 حدثت فيها احتجاجات قامت بها حركات وأحزاب سياسية كانت الدولة لا تهتم بها ولا تلتفت إليها مما جعل تلك السلبيات تتراكم وألهبت سعير ثورة الجوع والغضب في 1/10/2019 التي كانت عفوية وغير مرتبطة بكتلة سياسية أو حزب سياسي وإنما جمعتهم وكونتهم الآلام والمآسي والحرمان والجوع بينهم وكانت من الشدة والعنفوان والجماهير الواسعة والغاضبة وصمودها وإصرارها الذي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر ومن الضحايا حوالي ثمانمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرون ألف جريح ومئات من المعتقلين وكان وقودها الشباب والطلبة المغاوير الشجعان ولم تسمع من الدولة سوا الوعود الترقيدية والتخديرية والعنف المفرط والقتل والخطف والتهديد من الطرف الثالث المسلح وكلما تمر الأيام تزداد الدولة عنفاً ضد المتظاهرين وتتهاون وتغض الطرف عن العناصر التي تعتدي على المتظاهرين وتحرق خيامهم في الوقت الذي تصرح الدولة بحماية المتظاهرين ولم تستجيب لمطاليب المتظاهرين وحقوقهم المشروعة التي فرضها الدستور العراقي.
إن الدولة وجدت منذ قديم الزمان كمؤسسة خدمية للشعب يستغل الأرض وتستثمرها التي هي مشاعة للشعب التي يعيش عليها وكان أفراد الدولة يعوضون بأجور عن خدماتهم التي يقدموها للشعب أطلق عليه (الراتب) التي يستلمه الشغيل مقابل تقديم خدماتهم له ومع تقدم الزمن وتطور الحياة وثقت حقوق وواجبات إلى الشعب والدولة لها أو عليها حقوق مواده وفقراته في وثيقة أطلق عليه الدستور والآن كل من الدولة والشعب تطالب بفقرات الدستور ... الشعب له الأرض بما في باطنها وظاهرها إلا أن الشعب محروم منها استعمل حقه بما ضمنه له الدستور بالتظاهر والاعتصام الدولة لم تستجيب لحقوق الشعب وتتذرع بفقرات الدستور وتستعمل العنف المفرط بحجة فرض الأمن والقانون وحق الناس في الطرقات والجسور والدوام في المدارس وبقيت العلاقة متوترة بين المتظاهرين والدولة والأزمة قائمة منذ 1/10/2019 إلى الآن وليس هنالك أمل في حلحلتها ولما كانت هذه الحالة متوترة وغير مستقرة بين المتظاهرين والدولة ومن أجل الانفراج والاستقرار وحسم أمر كل من الدولة والمتظاهرين وحقن الدماء والاستقرار ... إجراء استفتاء بين الشعب العراقي الذي هو مصدر السلطات ونتائج الاستفتاء سوف يكون القرار والحسم بين الدولة والمتظاهرين وضمن حقوق وادعاء كل منهما وإما أن تستجيب الدولة للجماهير المتظاهرة في مطاليبهم العادلة والمشروعة وتحسم الأمر أيضاً.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟