أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - دروس في الأخلاق, ولكن لمن؟ مجزرة حديثة ومجازر اخرى















المزيد.....

دروس في الأخلاق, ولكن لمن؟ مجزرة حديثة ومجازر اخرى


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 09:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صفاء يونس سالم ذات ألاثني عشر ربيعا، الناجية الوحيدة من مجزرة حديثة, قد نجت بالاختباء تحت جثة أخيها محمد، الذي غطى دمه جسدها فيما تظاهرت الفتاة بالموت لخمس ساعات قبل أن تجرؤ على الهرب من منزلها. المجزرة سميت "ماي لاي الفرات" تشبها بمجزرة للجيش الأمريكي في فيتنام في بشاعتها. ففي حديثة ذبح 24 مدنياً من نساء واطفال وكبار السن بدم بارد.
: "يا ليتني قد مت مع عائلتي التي قتلها الأمريكان جميعا." هكذا قالت صفاء, التي بقيت وحيدة بعد أن فقدت في هذه المجزرة أبويها وثلاثة من أخواتها وأخيها وعمها. وقد أخبرت مراسل صحيفة لوس أنجلس تايم بأنها تشعر بالأسف لأنها بقت على قيد الحياة.
انظر فيديو حديث مع صفاء على الرابط التالي:
http://www.informationclearinghouse.info/article13452.htm

وقبل ان يبدأ التحقيق في مجزرة حديثة البشعة, تكشفت مجزرة امريكية اخرى في الإسحاقي, حيث قتل الجنود بوحشية 11 اعزلاً نصفهم من الأطفال بعد ان قيدوهم واطلقوا الرشاشات عليهم.
وفي الحالتين, الف الجنود قصصاً ملفقة واخذوا صوراً ملفقة للضحايا مع الأسلحة, من اجل القادة والإعلام.

إتهم النائب الديمقراطي مورتا السلطات العسكرية الامريكية بالمسؤولية عن المجزرة موضحاً انها دفعت تعويضات لاسر الضحايا. واعتبر ان ذلك يدل علي انها اعترفت بمسؤوليتها عن قتل المدنيين. "وهذا لا يحدث اذا كان الامر يتعلق بانفجار عبوة", كما هي القصة الأمريكية للحادث. وقال انهم "دفعوا بين ألف والفي دولار وهذا لا يحدث بدون امر من السلطات العليا".
ولكن بالطبع سوف يتكرر السيناريو المتمثل بإلقاء اللوم على بضعة جنود بسطاء, كما حدث في فضيحة التعذيب في ابي غريب, حيث القي اللوم الأساسي على فتاة برتبة نائب عريف, تكاد تكون متأخرة عقلياً, دون ان يشمل اي مسؤول كبير عن تلك الجرائم.

كتب أحمد الناصري في الحوار المتمدن : "المجزرة الجديدة واحدة من سلسلة المجازر ضد المدن العراقية في الفلوجة والنجف ومدينة الثورة والبصرة وتلعفر وغيرها (...) وتعكس روح ومباديء وسلوك المدرسة العسكرية الإستعمارية وعقيدتها على مر التاريخ وفي كل التجارب القديمة والحديثة ، وليس حالة فردية عارضة كما سيدعي البعض ، وهذا السلوك الجبان والمقرر سلفاً مارسته كل الجيوش الإستعمارية البرتغالية والهولندية والإسبانية والبريطانية والفرنسية والأمريكية.(....) وقد خرج علينا واحد أسمه الزوبعي ليقول لقناة العربية ، علينا نسيان الماضي في مدينة حديثة أوفي سجن ( أبوغريب ) ، لأننا نتوجه لبناء العراق الجديد !!"
http://www.rezgar.com/m.asp?i=204

مثل هذا الموقف المعبر عن قلة الإحساس بالإنسان لمن اسماه احمد الناصري, بالزوبعي, ليس مفرداً للأسف. فقد اشتكى احد الأصدقاء الذين وزعوا الرابط الى الفيديو عن الجريمة قائلاً انه تلقى ردودا غريبة تتهمه بأنه يفعل ذلك لأنه يتعاطف مع صدام حسين!
العالم عند هؤلاء مقسم بين الأمريكان وصدام حسين, واي نقد للأمريكان هو "تعاطف" مع صدام حسين!
والحقيقة انه يصعب على المرء ان يخدم صدام حسين بأكثر مما يفعله هؤلاء بنظرتهم الساذجة, التي تضع كل شعوب العالم التي شعرت بالإشمئزاز من الجريمة, بضمنها الشعب الأمريكي وحتى معظم السياسيين الأمريكان, مع صدام حسين!

المستشار العسكري الأكبر للرئيس الأمريكي جورج بوش الجنرال بيتر بايس قال: "يجب ألا يؤثر ذلك على الـ"99.9 بالمائة (من الجيش) الذين يقومون بواجبهم تماما كما يتوقع منهم الشعب الأمريكي."
وكرر ذلك اللفتنانت جنرال بيتر و.شياريلي قائد القوات الامريكية المقاتلة في العراق قائلاً أن "99.9 في المئة من حوالي 150 الف فرد هم أفراد قوات الائتلاف الموجودون حاليا في العراق يؤدون مهامهم بشكل رائع كل يوم."
كذلك قال رامسفيلد مكرراً نفس الكلام "اننا ندرك أن 99.9 في المئة من قواتنا تتصرف بطريقة نموذجية كما ندرك أيضا أنه في "الصراعات".. تحدث أمور لا ينبغي أن تحدث."
(لاحظوا حيادية كلمة صراعات, فليس هناك احتلال ومحتل واعتداء ومعتدى عليه ومجرم وضحية, بل "صراعات" بين طرفين متناظرين. لقد كان هناك "صراع" بين الجيش الأمريكي المدجج من جهة وصفاء واخيها في الرابعة من عمره, من جهة اخرى, وقد كان يجب ان يحل هذا "الصراع" بطريقة سلمية, لكن "حدثت", وهذه كلمة حيادية اخرى, حدثت امور لاينبغي ان تحدث)
على اية حال ليس ذلك غريباً على الرجل الذي عمل يوما مع زميله كولن باول على اخفاء مجزرة حلبجة والقاء اللوم على ايران حماية لمجرمهم المدلل صدام. وفي فضيحة ابي غريب, فأنه صب غضبه الأول لا على جريمة التعذيب والإهانة, بل على الصور ومن التقطها, ثم عاد فاصلح ذلك حين زار بغداد بعد ذلك مباشرة. ولاشك لدي ان العديد من سياسي الحكومة العراقية نفسها منزعج من الصور والفضيحة وليس من المذبحة.

نقلت الصنداي تايمز عن مسؤول أمريكي قوله إن "الصور تشير إلى أن جنود المارينز الذين اشتركوا في الحادثة يعانون من انهيار شامل في أخلاقياتهم وقيادتهم". لذا أمرت قيادة قوات التحالف القادة العسكريين الميدانيين بإدارة "تدريبات تتعلق بجوهر القيم المطلقة للجندي، والتركيز على أهمية الالتزام بالمعايير القانونية والأخلاقية والمعنوية في ساحة القتال."
ولكن اليسوا هؤلاء هم انفسهم مشاة البحرية الأمريكية, فخر الجيش الأمريكي, والذين يضرب المثل في انضباطهم والتزامهم بـ "المعايير القانونية والأخلاقية والمعنوية في ساحة القتال؟ "
إنه اعتراف على الأقل بالنقص الأخلاقي للجنود الأمريكان, لكن لم تقل لنا القيادة من سيشمله هذا الكورس الأخلاقي من الجنود. بالطبع, ليس للمجرمين العتاة الـ 00،1 بالمئة, فهؤلاء ينتظرهم العقاب كما قال بوش "المنزعج جداً", اذن فهو للـ 99,9 الباقين...
لكن هؤلاء يتصرفون "بطريقة نموذجية", و" يقومون بواجبهم تماما كما يتوقع منهم الشعب الأمريكي" و " يؤدون مهامهم بشكل رائع كل يوم."
فلمن اذن سيقرع جرس درس الأخلاق؟

تقول جوان بيز (Joan Baez): "ان كان حقاً ان القتل من طبيعة الإنسان, فلماذا يتطلب التدريب لكي يتعلمه؟"
لايصلح الدرس لهؤلاء الجنود ولا لؤلئك, فهناك من علم الجنود القتل والوحشية, وهناك من افهم هؤلاء ان العراقيين ليسوا بشراً, ووضع قوانين "دولية" تعفيهم من الحساب في بلد الضحايا, واخبرهم بأن يطمئنوا (شرط ان لايعرف بالأمر احد).
لعل هؤلاء الجنود قد اصابهم الرعب والجنون من فضائع الحرب وويلاتها, فانقضوا على ضحاياهم بتلك الوحشية. فأن اردنا لهم العذر, فبأي عذر ننظر الى الذي اصدر اوامره اليهم وهو يجلس على كرسيه الوثير في غرفة مبردة. هذا وليس غيره من يحتاج الى دروس الأخلاق ومن يستحق العقاب بحق.

على احد المواقع الأمريكية التي نشرت خبر المذابح قرأت التعليق التالي: "هل نستغرب بعد هذا ان يتقدموا للتطوع كإنتحاريين (لقتلنا)؟"

في هذا الفلم جنود أمريكان يتحدثون عن جرائمهم وفي نهاية الفلم يبكي ميشيل بليك (جندي امريكي) انسانيته فيقول متأثرا" : "بعد احاديثي, جاء الي رجل وقال انه عراقي من سكنة بلد, فاحتضنته وبكيت وقلت له اني اسف, اسف جداً, فقال لي "لابأس" نعم قال لي "لابأس"..."
http://www.informationclearinghouse.info/article13454.htm

أود ان اشير الى ظاهرة
خبر قبل نشر المقال: برأ الجيش الأميركي جنوده من تهمة قتل 11 عراقيا عمدا في بلدة الإسحاقي شمال بغداد وقال مسؤولان في وزارة الدفاع الأميركية إن التحقيق خلص أيضا إلى أن هؤلاء الجنود استخدموا قوة نارية برية وجوية مناسبة لمعالجة الموقف في تلك "الحادثة."
إذن, فمن ثقبّ اجسادالأطفال الخمسة والنساء الأربعة بالرصاص المطلق عن قرب، ثم تفجير منزلهم لإخفاء "الحادث" لم يكن ضمن الـ 00,1 السيئة من الجيش الأمريكي, بل يمثل الذين " يقومون بواجبهم تماما كما يتوقع منهم الشعب الأمريكي" والذين " يؤدون مهامهم بشكل رائع كل يوم."!

ننتظر رأي رئيس وزرائنا الآن...



مقالات بالإنكليزية حول الموضوع:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/5039420.stm
http://www.informationclearinghouse.info/article13462.htm
http://www.lewrockwell.com/higgs/higgs43.html
http://news.yahoo.com/s/ap/20060602/ap_on_re_mi_ea/iraq_civilians_killed



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة كترفيه عنيف, والمقالة كحلبة ملاكمة
- أيان حرسي ماكان:قصة فضيحة ديمقراطية عريقة
- القاء اللوم على البيادق: الى اين نوجه انظارنا في العراق؟
- لذة الحلول المسمومة
- حكومة تولد في قفص الإتهام
- إعادة الإعتبار للإنحطاط: رد على (الدكتاتور الرائع) لعلي الصر ...
- أفضل مفاوضي الحكم في العراق: متابعات في الوضع العراقي الراهن
- برج الحرباء يمر على سماء بغداد
- لو حكم سليمان الحكيم لأعطاها للجعفري فوراً
- الكرامة مسألة اعتبارية
- العامة والسادة في حافلة نقل الركاب: خيار بين الإمام علي ومعا ...
- تحذير عاجل من حملة غش بالإنترنيت على العراقيين
- الحمد لله ليس ما في العراق حرب اهلية!
- أيها الجعفري لاتنسحب
- المصباح الوحيد في الشارع
- مبدأ مقهى ابو فاتح
- ما ايسر بيت قلته؟ هدية مشاغبة الى الحزب الشيوعي العراقي بعيد ...
- سلام عليك بلادنا
- إنه العشق يا نزار جاف
- الخيارات الأمريكية للعراقيين: علاوي أو الحرب الأهلية– سيناري ...


المزيد.....




- في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير ...
- احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا ...
- شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن ...
- -هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي ...
- غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما ...
- فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - دروس في الأخلاق, ولكن لمن؟ مجزرة حديثة ومجازر اخرى