البعد الفلسفى للمكان

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 09:40
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

المتامل للبيوت حول العالم سيلاحظ اول ما يلاحظه هو هذا الثراء و هذا التنوع فى العمران الذى يعكس عاده اضافه لعوامل البيئه و المناخ رؤى و قيم المجتمع .فى الحضارت الشرقيه كان يبنى المعبد و من حوله السوق و البيوت حيث لم يكن هناك فصل .هذالفصل تم فى اطار رؤيا الحضاره الغربيه التى تفصل بين المحلات التجاريه و البيوت . و كما زحفت قيم الحضاره الغربيه على كل سكان الكره الارضيه زحفت علينا ثقافه البناء الاسمنتى الذى افقد مدننا هويتها بعد ان حصل هذا الانقطاع الحضارى. فعماره البيوت و طبيعه بناءها تعكس قيم المجتمع باسره . فى الصين على سبيل المثال لم تزل تبنى البيوت فى الارياف على شكل مربعى لاعتقادهم ان ذلك يحمىهم من دخول الارواح الشريره.

و فى مصر حاول المنهدس العبقرى حسن فتحى ان يقيم مشروع بناء البيوت المصريه بما يتوافق مع الطبيعه و المجتمع.فكان ان صمم عده قرى مصريه تنسجم مع طبيعه و شخصيه و حضاره المصريين , مستخدما موا بناء ا مصريه غير مكلفه.و كان لرؤيته صدى فى العالم و كتب عن تجربته الرائده لكن لللاسف تم وقفها ربما لتعارضها مع اصحاب المصالح الكبيره.

و البيت فى نهايه المطاف ليس منزلا فقط ,لان المنزل كما يفهم من المعنى يفترض به الاقامه المؤقته و هذه كانت حال غالبيه عرب الصحراء ذات الطبيعه المتنقله.البيت هو الوطن الفعلى لللانسان الذى يعكس قيمه و مثله و نظرته للجمال. و اسباب الراحه التى يقدمها فندق الخمسة نجوم , لا تعادل ذره من الراحه التى يشعر بها الانسان فى بيته . و فى داخل البيت تدور حياه كامله بكل ما فيها من امال و احلام ولادات و موت و افراح و اتراح.مثما تعكس رؤيه المجتمع الى نفسه و تجاه الكون .البيوت الدمشقيه القديمه مثلا ترى فيها البعد الجمالى و التراثى و تراها جميله و واسعه و مفتوحه باتجاه السماء .و فى قرانا لم يكن هناك فصل ضمن العائله الكبيره. و عندما يتزوج احد افراد العائله يعمر بيته ضمن اطار البيت الكبير .كان ذلك فى زمن المجتمع البطريريكى او مجتمع العائله الكبير.حيث يظل الاب محتفظا بسلطاته على الجميع من الابناء الى زوجاتهم الى الجيل الذى يلى.
و امام زحف حضاره الاسمنت بدانا نرى عالمنا القديم ينهار و معه منظومه كامله من القيم !

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات