يا مدينة الرجال التي كانت عصية على الطاغية .
يا مدينة التاريخ العبق والربيعين وآشور بانيبال ونينوى والمدينة التي أنسحق تحت أقدامها النمرود ، وهذا نمرود جديد ينسحق بنعال العراقيين.
يا أهالي الموصل الطيبين الذين أعطوا الكثير من رجالهم وشبابهم من أجل إسقاط سلطة الدكتاتور .
هذه مدينتكم الجميلة يودعها التاريخ بين أياديكم ، المكتبة الوطنية التي تضم كتب عبد الجبار الجومرد وسعيد الديوه جي ومخطوطات الفخري والشيح حسن البزاز وداود الجلبي وسليمان الصائغ وياسين العمري ، جامعة الموصل التي بنيتموها بعرقكم وبجهد الأساتذة الذين أعطوا لها من شبابهم ، محلاتكم العريقة في المدينة المجموعة الثقافية وباب الطوب والزهور وباب الجديد والمثنى وباب البيض وحي السكر والدوميز وحي الوحدة والجزائر والفيصيلية والغزلاني وحي البريد والحي العربي كلها تناديكم أن تحموها من هجمات الأشرار وضعاف النفوس .
قبور الأولياء والأتقياء تناديكم أن تحافظوا على المثل والقيم التي تحليتم بها وعلمتم وربيتم أولادكم عليها .
ياعشائر شمر والخزرج والسادة البدران والسادة الحيالية والجوادية والفخرية وعشائر طي وأل كشمولة والجرجرية هذه مدينتكم لاتدعوها تستباح وأنتم اهلاً لحمايتها .
لاتدعوا أيادي العبث تلعب بسجلاتكم ولا بشواهد بناياتكم فأنها عائدة أليكم بعد أن رحل الطاغوت الذي طالما تحدثنا سوية معكم عن رحيله ولم تخلفوا وعداً وحفظتم الأسرار وكنتم أهلاً للأمانة والصداقة .
أهل الموصل الكرام حافظوا على بقاء الموصل نظيفة ولاتدعوا أحداً يدنس وجهها الجميل ولاربيعها الجميل .
تحقق الحلم الذي طالما أنتظرناه طويلاً ولنا لقاء قريب أعود فيه الى عملي القضائي السابق في ربوع أم الربيعين بعد أن غسلت عنها قذارة الزمان الرديء وداست بنعالها وجه نمرود العصر .
حافظوا على الجسور البشرية في حماية مداخل المحلات والشوارع وراقبوا الغرباء عنكم وأمنعوا كل تصرف منكر فقد قال الرسول الكريم (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فأن لم يستطع فبلسانه ، فأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان )) .